«إخصاب أنابيب»... لزيادة أتباع «زرادشت»

نشر في 29-12-2013 | 00:01
آخر تحديث 29-12-2013 | 00:01
تجتمع جماعة البارسيين الزرادشتيين الصغيرة في بومباي جنوب الهند لمناقشة التراجع الشديد في عدد أفرادها الذي بات يهدد وجودها.

ويعتنق أتباع الديانة الزرادشتية، المجتمعون في مؤتمر في بومباي مدة أربعة أيام تنتهي غدا، إحدى أقدم الديانات في العالم، وأغلبيتهم من أصول فارسية هاجروا إلى الهند هرباً من الملاحقات الدينية التي كانت تلحقهم منذ أكثر من ألف سنة.

ويتبع البارسيون أحكام ديانة زرادشت، ويؤمنون بالإله أهورا مازدا، ويقصدون هياكل النار، إذ إنهم يعتبرون النار رمزاً للنقاوة، ويشكلون إحدى الجماعات الأكثر ثراء في الهند، ولهم الفضل في تنمية العاصمة الاقتصادية للبلاد بومباي، حيث يعيش أغلبهم. ومن أفراد الجماعة المعروفين، عائلة تاتا والمغني الراحل في فرقة "كوين" فريدي ميركوري.

وبات عدد البارسيين ينخفض بشدة، وتتباين الآراء وسط أبناء الجماعة بشأن سبل الحفاظ على ديانتهم وثقافتهم، إذ قال جيهانجير باتل، صاحب مجلة بارسيانا، المخصصة للجماعة، "ليس في اليد حيلة على الصعيد الديموغرافي، فالانخفاض متواصل".

والبارسيون منتشرون في إيران والولايات المتحدة وبريطانيا، وقد انخفض عددهم بنسبة 10% بين عامي 2004 و2012، ليصل إلى أقل من 112 ألفا، ويبلغ عددهم في الهند 61 ألفا، أي نصف العدد المسجل في عام 1940.

ويموت كل سنة نحو 850 بارسيا في بومباي، بينما تسجل 200 ولادة سنويا تقريبا. وبات البالغون الحائزون شهادات جامعية والميسورون ماليا يتزوجون في سن متأخرة، ويؤسسون عائلات صغيرة، على حد قول جيهانجير باتل.

وتستعد السلطات لإطلاق برنامج إخصاب أنبوبي، يستهدف البارسيين الذين يتمتعون بسمعة حسنة في البلاد، نظرا لمصداقيتهم وحنكتهم في الأعمال.

لكن البعض الآخر يرى أنه من الضروري اتخاذ خطوات أكثر جدية لإنعاش وضع هذه الجماعة المعروفة بانغلاقها، والتي لا ينضم الأفراد إليها إلا بموجب روابط النسب.

وفي حال تزوجت المرأة من شخص لا يعتنق الديانة الزرادشتية، يمنع أولادها من دخول هياكل النار، المعروفة أيضا بأبراج الصمت، حيث توضع الجثث لتنقض عليها طيور العقبان. وأكد محرر المجلة البارسية أنها "سياسة فصل عنصري وتمييز قائم على العرق والجنس".

(أ ف ب)

back to top