احتدمت أمس المعارك بين القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد وفصائل المعارضة المسلحة في مناطق عدة من سورية، لاسيما في حلب وريفها ومدينة يبرود القريبة من الحدود مع لبنان في ريف دمشق، والتي تتعرض لهجوم واسع من قبل قوات الأسد ومقاتلي «حزب الله» اللبناني المتحالف مع النظام.

Ad

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان أمس إن اشتباكات عنيفة اندلعت في محيط قرية الشيخ نجار ووسط بلدة تل بلاط في ريف حلب حيث استهدفت المعارضة آليات ومواقع للقوات الحكومية، ما أسفر عن سقوط قتلى في صفوفها، مضيفاً أن الجيش مدعوما بـ»قوات الدفاع الوطني» فشل في إحراز تقدم على المعارضة في حلب رغم القصف الجوي، كما قامت قوات النظام بقصف حيي الأنصاري وحريتان في حلب أمس بالبراميل المتفجرة، مخلفة عشرات القتلى والجرحى.

الا أن وكالة الأنباء السورية «سانا» تحدثت عن «عمليات نوعية» شنتها القوات الحكومية في قرى وبلدات ريف حلب، مشيرة إلى مقتل عدد كبير من المسلحين في أحياء المرجة وبستان القصر وبني زيد والمدينة القديمة.

أما في ريف العاصمة دمشق، فقد افاد ناشطون في المعارضة بأن «كتائب المعارضة» استهدفت مطار الناصرية العسكري بصواريخ غراد، وقصفت تجمعات للقوات الحكومية و«حزب الله» اللبناني في منطقة القلمون، مؤكدين أن 12 عسكريا من القوات الحكومية قتلوا جراء المعارك في الغوطة الشرقية التي تعرضت على أثر ذلك لغارات جوية وقصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة استهدفت خاصة مدن وبلدات تلفيتا ويبرود.

وأشار الناشطون الى أن طيران النظام استهدف أمس مدينة يبرود بعد هجوم جديد فاشل على المدينة من ناحية ريما والسحل.

اليرموك

وفي الملف الإنساني، قال ناشطون إن الوضع في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق يزداد تدهوراً، رغم القرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن أخيرا بإيصال مساعدات إنسانية الى سورية ورغم الأنباء عن انسحاب كافة مسلحي المعارضة منه وإدخال المساعدات بحسب ما اعلنت السلطة الفلسطينية قبل أيام. يذكر أن عدد الوفيات نتيجة الجوع في اليرموك، تجاوز 110 أشخاص.

«أبو خالد السوري»

على صعيد آخر، أكد عضو المجلس الأعلى العسكري لـ«الجيش السوري الحر» رامي الدلتي أمس أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) اغتال أبو خالد السوري أبرز قيادات «أحرار الشام»، و«رفيق درب» زعيم ومؤسس القاعدة اسامة بن لادن والزعيم الحالي للتنظيم أيمن الظواهري.

وكان «داعش» تبادل الاتهامات مع «أحرار الشام» حول مقتل «أبو خالد السوري». وأشار المرصد إلى أن «مقتل أبو خالد السوري، جاء نتيجة تفجير مقاتل على الاقل من الدولة الإسلامية في العراق والشام لنفسه، في مقر حركة أحرار الشام بحي الهلك في مدينة حلب».

وأبو خالد السوري معروف من الحركات الجهادية، وتقدمه المواقع الالكترونية التابعة لهذه المجموعات، بأنه «رفيق درب الشيخ (أيمن) الظواهري (زعيم تنظيم القاعدة) ومن رفقة الشيخ المجدد شمس الأمة الوالد الكريم الشيخ أسامة بن لادن»، الزعيم السابق للقاعدة الذي قتل في عملية عسكرية اميركية في باكستان عام 2011.

وتفيد مواقع لجماعات اسلامية متطرفة على الانترنت بأن الظواهري كان كلف ابو خالد السوري ان يقوم بمهام «الحكم بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة» الذراع الرسمي للقاعدة.

حمص

الى ذلك، زعم محافظ حمص طلال البرازي أمس انه تمت تسوية اوضاع 60 مدنيا اوقفوا لدى خروجهم من مدينة حمص القديمة «لدراسة اوضاعهم» وخرجوا الى «اماكن يرغبون بها». وكان هؤلاء الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و55 عاما، من بين 1400 مدني تم اجلاؤهم منذ السابع من فبراير من حمص القديمة بموجب اتفاق بين السلطات السورية ومقاتلي المعارضة باشراف الامم المتحدة.

وكان هؤلاء يتواجدون في احياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وتحاصرها قوات النظام منذ نحو 20 شهرا، ويعانون الجوع ونقصاً فادحاً في الادوية والحاجات الأساسية. وأشار محافظ حمص الى ان «هناك 181 شابا لا يزالون في مركز مخصص لهذه الغاية»، لافتا الى انه «ستتم تسوية اوضاعهم في القريب العاجل».

(دمشق ــ أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)

الإفراج عن أكرم البني بعد استجوابه بسبب مقالاته

أفرج الأمن السوري عن الكاتب والصحافي المعارض والسجين السابق أكرم البني بعد يومين من توقيفه في دمشق، بحسب ما ذكر شقيقه المحامي انور البني لوكالة «فرانس برس» أمس.

وقال انور البني، الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الانسان ورئيس المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية، «ان جهاز امن الدولة افرج عن اكرم البني عصر اليوم الاثنين (أمس)». وأشار الى انه «تم استجوابه عن عدد من المقالات التي كتبها في صحف عربية»، ومنها «الحياة» و»الشرق الاوسط».