«الأوقاف»: «قراءات»... مشروع جديد لإحياء رمضان بالقراءات العشر في الروايات العشرين

نشر في 20-06-2014 | 22:02
آخر تحديث 20-06-2014 | 22:02
No Image Caption
الحيص: تميز الإدارة منحها مركزاً رمضانياً ثالثاً تكفل ببنائه سمو ولي العهد
أعلن مدير إدارة مساجد محافظة حولي د. خالد الحيص ان "الإدارة ستقوم بتنفيذ مشروع قراءات لإحياء شهر رمضان بالقراءات العشر في الروايات العشرين الذي يعد أبرز خطوات التجديد التي حرصت الإدارة على تطبيقها خدمة للمصلين في شهر رمضان المقبل"، موضحا أن "الإدارة راعت عدة أمور في هذا المشروع الذي يطبق للمرة الاولى في الكويت، إذ تم إعداد جدول خاص لذلك والاتفاق مع عدد من القراء داخل الكويت وخارجها، ممن يحملون علم القراءات، وتم التواصل معهم، وبدأنا ننتقي الأقوى أداء والأعذب صوتاً". وأضاف الحيص في لقاء مع "الجريدة"، ان "استعدادات الإدارة لشهر رمضان المبارك تجري على قدم وساق، وهو نتيجة لتميز الإدارة وحصولها على المركز الأول بين إدارات الوزارة للعام الحالي، إذ تم الإعلان عن دخول مسجد بلال بن رباح كمركز رمضاني ثالث في المحافظة يكون مساندا للمركزين الآخرين، لاسيما أنه يعتبر تحفة فنية رائعة"، مشيرا إلى أن "سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد تكفل ببناء المسجد العام الماضي، وأمر بعمل توسعة وتجديدات تستوعب أعداد المصلين في الشهر الكريم".

وفي ما يلي نص اللقاء:

• حدثنا عن استعدادات الإدارة لاستقبال شهر رمضان؟

- استعدادات الإدارة تشمل ثلاثة جوانب تنطلق من عمل المراقبات الثقافية والإدارية والصيانة، وبالنسبة إلى أمور التجديد في المساجد فإن هذا الأمر يشغلنا منذ أشهر طويلة، لذا فإن مراقبي الصيانة يقومون بجولات يومية على جميع المساجد للوقوف على حاجتها لأي نوع من التجديد سواء في الفرش أو غيره، كما تم الاستعداد لتوفير المياه والعصائر في المراكز الرمضانية، لانها لا تصرف لكل المساجد، لكنها تتم بطلب من إدارة الاسناد لتحصل هذه الطلبات على الموافقة الرسمية من الجهات المعنية بالوزارة، أضف إلى ذلك فإن أعمال الصيانة في عموم المساجد وبالتحديد المراكز الرمضانية تم الانتهاء منها ومتابعتها أولا بأول، وذلك لخدمة وراحة المصلين لأداء الصلاة في أجواء إيمانية روحانية تتواءم وقداسة هذا الشهر المبارك، في حين تقوم المراقبة الثقافية بإنجاز الجدول الخاص بالمحاضرات والدروس التي سيلقيها عدد من المشايخ الأفاضل في رمضان، وسيكون من أبرز ضيوف الإدارة هذا العام استاذ دكتور احمد السديس عميد كلية القرآن الكريم في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، علما بأن عملنا متواصل ولا ينقطع في تجهيز المساجد والمراكز الرمضانية طوال العام، لكن وتيرة الاستعدادات ترتفع قبل الشهر الفضيل بأسابيع.

عدد المراكز

• كم عدد المراكز الرمضانية في المحافظة؟

في السابق كانت المراكز الرمضانية مقسمة على المحافظات بعدد مركزين فقط لكل محافظة، لكن في هذا العام بعد الجهود المبذولة من فريق محافظة حولي واعتماد روح الفريق الواحد ونظر المسؤولين بالوزارة لآلية عمل هذا الفريق والنشاطات التي قام بها خلال السنوات الماضية، وبعد حصول إدارة مساجد محافظة حولي على المركز الأول في جائزة الريادة لدى الوزارة من بين عدد كبير من الإدارات بالوزارة عام 2013/2014، بتقييم حاز نقاطا عديدة بمجموع ما يقارب 8 محددات في جائزة التميز، وبالنهاية حصلنا على المركز الأول في المجموع على كل ادارات الوزارة والتي تتجاوز أربعين إدارة، رأت الوزارة أن هذه الإدارة من خلال التحكيم الخارجي من خبراء من مصر والسعودية وقطر والأردن، تستطيع إدارة مركز رمضاني ثالث، وبارك المسؤولون هذه الخطوة التي اقترحناها لتكون مكملة للنجاحات التي حققتها الوزارة ممثلة بقطاع المساجد في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

• أين يقع هذا المركز؟

المركز يتمتع بموقع متميز ومبنى متميز أيضا في منطقة الصديق على الدائري الخامس (شارع الشيخ زايد آل نهيان)، وهو موقع مميز، وخلال أقل من سنة تم بناء مساجد مساوية للمسجد السابق، إلا أنه تمت زيادة الطابق الثاني والسرداب ليشمل ثلاثة أضعاف المسجد السابق وهذا بالطبع من خلال مكرمة من سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الذي تكفل ببنائه، علما بأننا اقترحنا عليه تسمية المسجد مسجد ولي العهد، لكنه رفض واقترح تسميته بمسجد بلال بن رباح رضي الله عنه، فكان حفظه الله يريده خالصا لوجه الله، ولقد شرفنا بلقاء ولي العهد برئاسة وليد الشعيب وكيل قطاع المساجد وكان اللقاء عبارة عن دفعة معنوية تشجيعية من سموه.

 وانطلق العمل خلال رمضان الماضي ورتبنا لأداء صلاة التراويح والقيام فيه، وكان المفاجئ في هذا الأمر خلال العشر الأواخر ان المسجد شهد زحاما كبيرا من المصلين أجبر الناس على الصلاة خارجه، فتم بناء خيمتين من سمو ولي العهد، لكنهما لم تكفيا أيضا، وعندما نقلت الصورة إلى سموه وشاهد ذلك بعينه لأنه كان يصلي في هذا المسجد، فأمر ببناء مسجد مواز لهذا المسجد ملاصق له على أن يكون أكبر منه في التوسع الرأسي، وأوصى أن تتم الصلاة فيه خلال العام الحالي، وبالفعل بدأنا بالجهة القبلية من المسجد وأخذنا مساحة أفقية توازي المساحة الأفقية السابقة، وأصبح في المسجد سرداب وطابق أول وطابق ثان.

• ما أهم الشروط المطلوب توافرها في المسجد كي يندرج ضمن المراكز الرمضانية؟

المسجد الرمضاني يحتاج عدة متطلبات، وحسب تقديري، فإنه يحتاج مساحة كافية تستوعب أعداد المصلين ووجود إدارة وكوادر تستطيع قيادة المركز بما يحقق النجاح للمركز في أداء رسالته الإيمانية على أكمل وجه، فهذه المقومات هي التي تساهم في إدراج المسجد ضمن المراكز الرمضانية التي تكون في حالة استتنفار خلال شهر رمضان خدمة للمصلين.

• ماذا عن التنسيق مع الجهات الحكومية؟

طوال السنوات السابقة كنا على تواصل مع عدة جهات، تصل في بعض الأحيان إلى سبع وزارات وممكن أن تتجاوز 12 جهة، وهذا العام نحن متواصلون معهم على نفس النمط إن لم يكن مكثفا، فلدينا بالإضافة إلى الشراكات الداخلية مع إدارات وزارة الأوقاف ذات صلة، فهناك وزارة الإعلام التي تقوم على مدار شهر كامل بنقل الصلاة مباشرة من مسجد جابر العلي، وزارة الصحة ادارة الطوارئ الطبية أيضا توفر مراكز صحية مؤقتة أمام المراكز الرمضانية، إضافة إلى الإدارة العامة للإطفاء، وكذلك المبرات الخيرية مثل مبرة الإيمان سابقا وحاليا مبرات جديدة، ولجنة غراس التابعة لجمعية فهد الاحمد الانسانية، مبرة الكنادرة ومبرات ولجان خيرية اخرى، البلدية، التي تعمل على إزالة العوائق امامنا وتوفير الاماكن المناسبة لنصب الخيام، وزارة الكهرباء والماء بتبرعها بتوفير محولات كهربائية مؤقتة في حال حدوث طارئ لا سمح الله، وتجاوبهم الكبير في تزويد المراكز الرمضانية بالكهرباء، ولا ننسى للدور الفاعل والمكثف من وزارة الداخلية ممثلة في إدارات المرور والمباحث والنجدة والامن العام، فجهودهم مشكورة في هذا الشأن.

• كم عدد المساجد التي تم تخصيصها للاعتكاف؟

يوجد في المحافظة قرابة 219 مسجدا تم تجهيزها لاستقبال المصلين في رمضان، ومن بين هذه المساجد تم تجهيز 12 معتكفا، في السابق كانت ستة معتكفات فقط، تم تحديدها مبدئيا إلى ان تقر بشكل رسمي.

• هل هناك مشاريع جديدة ستطرحها الإدارة خلال رمضان؟

نعم، لدينا مشروع قراءات لإحياء رمضان بالقراءات العشر، إذ كان لدي حلم فيه من العام الماضي ولا انكر دور الزملاء في توارد الافكار، كان بودي ان نسمع القراءات العشر، بالروايات العشرين، في مركز رمضاني يكون محاطا بمظلة رسمية من وزارة الأوقاف، وما ان طرحت المشروع على متخصص إلا بارك فيه وشجع، لكن هناك عوائق كانت تواجهني، منها عدم دخوله في الميزانية حتى الآن، وفكرة المشروع تتلخص في وجود قراءات عشر متواترة عند المسلمين يقرأ فيها اهل الكويت وقراءة اهل المغرب تختلف، وقراءة ليبيا تختلف، وهناك قراءات غير مقروءة على مستوى دول لكنها مقروءة على مستوى مساجد، حفظا لهذا العلم، وتنشيطا لطلبة العلم، واستعادة ذاكرة أهل الاختصاص اقترحنا قراءة هذه القراءات العشر بالروايات العشرين بحيث نأخذ مسجد ونقرأ فيه كل يوم قراءة من القراءات العشرين، نبدأ بواحد رمضان وننتهي بالعشرين منه، على ان يكون في كل صلاة تراويح، نقرأ بقراءة تختص بقارئ معين.

• ما أهم الجوانب التي تمت مراعاتها في المشروع؟

إدارة مساجد محافظة حولي راعت عدة امور في هذا المشروع الذي سيطبق للمرة الاولى في الكويت، وهو الأول من نوعه في الوطن العربي بالشراكة مع لجنة غراس التابعة لجمعية فهد الاحمد، ومن خلال معلوماتي المتواضعة لا أعتقد ان هناك مسجدا في العصر الحديث يقرأ بالروايات العشرين في رمضان بمسجد واحد تحت مظلة رسمية، ما يؤكد أنه مشروع فريد من نوعه بهذه الأركان، وتم اعداد جدول خاص لذلك والاتفاق مع عدد من القراء داخل وخارج الكويت، ممن يحملون علم القراءات، وتم التواصل معهم، وبدأنا ننتقي الأقوى أداء والأعذب صوتا، وكل من تحدثنا معه كان مشجعا جدا للفكرة وأبدى إعجابه بالمشروع، وبالفعل تم اختيار مسجد ناصر العبدالعالي في غرب مشرف.

 تجاوزات

• في الآونة الأخيرة حصلت تجاوزات من بعض الأئمة والخطباء في عدد من المساجد، فما دوركم في منع هذه الأخطاء؟

- المشكلة الأخيرة التي حصلت لأحد الخطباء في محافظة الفروانية لاشك أنها تمس الجميع، لكن أود الإشارة إلى أن أحد رواد العمل الإسلامي سألني عن عدد الأئمة في الكويت فقلت له قرابة 1300 إمام، فقال هذا يؤكد ان نسبة الخطأ لديكم قليلة ولا تكاد تذكر، بالتالي فإن التعامل مع الحدث موكل إلى الجهات المختصة، نحن بدورنا لا نقر الخطأ بل نشجع على الالتزام بميثاق المسجد وهذا الأمر التعميمات فيه متكررة ودورية وأنا في أي محفل أحفز وأطلب من أئمتنا الالتزام بميثاق المسجد، وهم على قدر من المسؤولية واستيعاب هذا الأمر، كما تم إعداد تعميم يشمل الجميع، ويؤكد ضرورة الابتعاد عن كل ما يخالف ميثاق المسجد، وهنا أود التأكيد على ان الإسلام شامل والأمر السياسي لا ينفك عن الإسلام، لكن لأهل الاختصاص، هذا الأمر لا نختلف فيه، لكن يعطى لكل واحد اختصاصه، وبالتالي ليس من اختصاص الإمام الدخول في القضايا السياسية، وشخصيا لا أحبذ تداخل الاختصاصات، وغير مقبول أن يتدخل إمام المسجد في قضايا من اختصاصات ولي الأمر، وهذا ما أعتقده، لأن الإسلام أشمل ووزع الأدوار، كما اننا نشدد على أن تكون الخطب والدروس لجمع الكلمة لا لتفريقها، وهذا أمر مسلم به ولا خلاف عليه من أي عاقل.

back to top