سائق التاكسي
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
و.ب. كنسيلا أحد أهم الروائيين والقصاصين في كندا. ولد في بيئة فقيرة في ألبرتا والتحق في سن العاشرة بورشة منزلية لتعلم حرفة يعيش منها، تولت والدته تعليمه القراءة والكتابة وبعض مبادئ الحساب ولم يلتحق بالتعليم حتى كان أقرانه في السنة السادسة من تعليمهم. أنهى الثانوية العامة في سن متقدمة ويقول كل ماتعلمته من الأدب الحقيقي في دراستي هو مسرحية واحدة لشكسبير. ترك الدراسة ليعمل وكانت الفرصة الوحيدة أمامه سائق تاكسي، كان يمضي أيامه مصاحبا للكتاب وينهى ليلته والكتاب الى جانبه. أصدر مجموعته القصصية المهمة في سن الثانية والأربعين قبل أن ينهي دراسته الجامعية، وهي احدى أهم المراجع الأدبية التى تدرس في الجامعات الكندية للتعرف على حياة السكان الأصليين "الهنود الحمر" وتم تدريس مجموعته أكاديميا قبل أن يكون هو نفسه أكاديميا.كان دائما يذكر نقاده أنه سائق تاكسي أولا ثم أديبا. كنت أنقل الناس واسمع نبض حياتهم، أعيش معهم قصصهم وأتخيل قصصا لم يكملوها، يقول دون أن تتأثر مكانته القصصية. تم تحويل قصته الأهم (راقصني في الخارج) لفيلم عام 1994 من اخراج بروس ماكدونالد.تغيرت حياة كنسيلا في ما بعد ونال شهادة الدكتوراه في سن متقدمة، فلم يلتحق بالجامعة الا في سن الثلاثين وخلال دراسته حتى شهادته الأكبر بقي عاملا في التاكسي ومحلات البيتزا التي شكلت عالمه القصصي وأنضجت خياله القصصي. وحكاية كنسيلا أراها كل يوم وأنا أشاهد دكاترة عربا وأجانب يعملون في مهن خدمية بسيطة ينتظرون فرصة حقيقية قد لا تستمر طويلا ويعودون بعدها الى أعمال بسيطة. أحد هؤلاء العرب لديه ست براءات اختراع انتهى المشروع الذي كان يعمل فيه ليعود عاملا بسيطا كبقية العمال.