تطرح ظاهرة إقبال فناني السينما على الدراما التلفزيونية سلسلة تساؤلات من بينها: هل مرد هذه الظاهرة سوء الحالة الإنتاجية في السينما واعتقاد الفنانين الشباب أنهم يحصّلون أجوراً أعلى في الدراما التلفزيونية؟ أم ضعف الإقبال على دور العرض، وبالتالي يصبح الفيديو هو الحل؟ هل هي محاولة لإثبات وجودهم على الساحة في ظل قلة فرص العمل السينمائية؟ أم رغبة لتحقيق حضور في السباق الرمضاني؟
تامر حسني في مقدمة هؤلاء النجوم، إذ يشارك في السباق الرمضاني بمسلسله «فرق توقيت»، تأليف محمد سليمان، إخراج إسلام خيري، بطولة: نيكول سابا، شيري عادل، محسن محيي الدين.ويجسد تامر شخصية شاب لديه علاقات غرامية حتى يتورط في جريمة قتل، فتنقلب الأحداث رأساً على عقب. يذكر أن هذه التجربة ليست الأولى لحسني في الدراما التلفزيونية، إذ سبق أن شارك في مسلسل «آدم» (عرض قبل عامين)، وحقق أصداء وردود فعل إيجابية.في البرومو الترويجي لمسلسل «إكسلانس» الذي طرح أخيراً، انفرد أحمد عز به وحده من دون مشاركة أبطال آخرين معه، باعتبار أن المسلسل من بطولته. كذلك يشهد «إكسلانس» عودة نور اللبنانية التي غابت عن الدراما والسينما أربع سنوات لظروف إنجابها واهتمامها بابنها. يشارك في البطولة: أحمد رزق، منة فضالي، صلاح عبد الله، وهو من تأليف أيمن سلامة، إخراج وائل عبد الله وإنتاجه.آخر أعمال عز السينمائية فيلم «الحفلة» الذي عرض السنة الماضية، وشارك في بطولته: محمد رجب، جومانا مراد، وروبي. وكانت له تجارب سابقة في الدراما التلفزيونية من بينها: «ملك روحي» مع يسرا وحسن حسني، و{الأدهم» (2009).تشارك نور، أيضاً، في مسلسل «سرايا عابدين»، وكانت آخر أعمالها التلفزيونية مسلسل «دموع القمر» الذي لم يحقق النجاح المتوقع منه، والسينمائية فيلم «ميكانو{ (عرض منذ أربع سنوات).شخصيات مختلفةيعود محمد سعد إلى الدراما التلفزيونية في مسلسل {فيفا أطاطا} ويكرر فيه تجسيد شخصية {أطاطا} التي لاقت استحسان الجمهور في فيلم {عوكل}، وكذلك يعيد تقديم شخصية {اللمبي}.يشير سعد إلى أن شخصية {أطاطا} في المسلسل ستكون مختلفة، كذلك الأمر بالنسبة إلى شخصية {اللمبي} وإلا لما فكر في إعادة تقديمهما في دراما تلفزيونية مكونة من 30 حلقة.آخر أعمال سعد في السينما فيلم {تتح} الذي عوضه عن خسارة مسلسله {شمس الأنصاري} (عرض في رمضان قبل الماضي).اعتذرت هيفاء وهبي عن استكمال تصوير مسلسلها {مولد وصاحبه غايب} بسبب الظروف الإنتاجية التي تمر بها الشركة المنتجة، وحصرت حضورها في رمضان المقبل، بمسلسل {كلام على ورق}، كتابة ورشة تمثيل أشرف عليها المؤلف محمد أمين راضي، إخراج محمد سامي، ويشارك في البطولة: ماجد المصري، أحمد زاهر، وروجينا. في البرومو الترويجي الذي طرح للمسلسل، اكتفى سامي بهيفاء وحدها من دون باقي النجوم. تدور الأحداث في بيروت، ضمن قالب تشويقي حول جريمة قتل.ولهيفاء تجربتان في السينما: {دكان شحاتة} مع المخرج خالد يوسف، ويشاركها بطولته: عمرو سعد، عمرو عبد الجليل، غادة عبد الرازق. {حلاوة روح} الذي منع عرضه أخيراً في صالات السينما بعد قرار صدر من رئيس الوزراء بإعادته إلى الرقابة لتبدي رأياً نهائياً بشأنه، إما عرضه مع بعض التعديلات أو منعه نهائياً.بعد النجاحات الجماهيرية التي حققها في أفلامه آخرها {قلب الأسد}، عاد محمد رمضان إلى الدراما التلفزيونية في مسلسل {ابن حلال}، ويجسد فيه شخصية {حبيشة}، شاب صعيدي، يقيم في إحدى الحارات الشعبية بالقاهرة، ويعمل نقاشاً لتوفير حياة كريمة لوالدته وشقيقته. تسير الأحداث على وتيرة واحدة كونه يخدم كل أفراد هذه الحارة، إلى أن يُتهم بجريمة قتل، فتتغير حياته، ويظل طوال الحلقات يدافع عن نفسه لإثبات براءته.كان لرمضان تجارب سابقة في الدراما التلفزيونية آخرها مسلسل {كاريوكا} (2012)، جسد فيه شخصية الرئيس محمد أنور السادات.كذلك تعود زينة إلى الدراما التلفزيونية عبر {الوسواس} بعد غياب خمس سنوات منذ مسلسل {ليالي} (2009)، وكانت آخر أعمالها السينمائية فيلم {المصلحة} الذي عُرض قبل عامين، وشاركت في بطولته إلى جانب أحمد السقا وأحمد عز.تجسد في المسلسل شخصية صباح، فتاة فقيرة تعيش في حي شعبي في مدينة ساحلية، وترتبط عاطفياً بهمام البطلجي (تيم حسن)، وحينما يطلب الزواج منها تتردد في الموافقة في البداية، ثم توافق بعد أن يهددها بالاعتداء على أسرتها، المسلسل من تأليف محمد ذو الفقار، وإخراج حسني صالح.حضور مستمروجد بعض نجوم السنيما في الدراما الحال الأفضل بالنسبة إليهم، فقرروا الظهور في الموسم الرمضاني من كل عام، من بينهم: مصطفى شعبان الذي يشارك في الدراما منذ قدم مسلسل {العار} (2010) مع أحمد رزق وشريف سلامة، {الزوجة الرابعة} (2012) مع لقاء الخميسي، {مزاج الخير} مع درة التونسية، ويشارك هذا العام بـ {أمراض نسا} مع حورية فرغلي، إيمان العاصي، صفاء سلطان. المسلسل من تأليف أحمد عبد الفتاح وإخراج محمد النقلي.يعزو الناقد رامي عبد الرازق هذا التحول إلى رغبة هؤلاء الفنانين في استغلال القاعدة الجماهيرية التي كونوها في السينما، والانتقال إلى التلفزيون معتمدين على أن مشاهدهم سيذهب معهم إليه، بحثاً عن فنهم، لذا يشترطون أن تكون القصص التي يقدمونها جيدة للعرض التلفزيوني، لاسيما أن الفيديو سيمنحهم أجورهم التي كانوا يحصلون عليها في السينما ولم يعد بإمكانهم كسبها اليوم، بعد سوء الأحوال الإنتاجية فيها.بدوره يشير المنتج محمد حفظي إلى أن أجور الفنانين المرتفعة لم تعد في متناول المنتجين السينمائيين، عكس الحال مع منتجي الدراما الذين يعوضون الملايين التي ينفقونها على المسلسلات من المحطات التي تشتريها أو من العائد الإعلاني خلالها، لا سيما إذا كانت ستعرض في شهر رمضان، المعروف بكثرة فقراته الإعلانية، ما يسمح للمنتج بالتعاقد مع نجم شاب مشهور وله جمهوره ويحقق متابعة جيدة للعمل في الوقت نفسه.
توابل
بعد سوء أحوالها... شباب السينما يرفعون شعار «الفيديو هو الحل»
15-05-2014