كيري للمالكي: أصبحت جزءاً من المشكلة لا الحل
• الحدود الغربية تخرج عن سيطرة الحكومة
• بغداد تتهم «داعش» بصلب جنود لأسباب طائفية
• معارك عنيفة في بعقوبة «بوابة بغداد»... ومقتل 69 في هجوم مسلح على قافلة سجناء في بابل
• بغداد تتهم «داعش» بصلب جنود لأسباب طائفية
• معارك عنيفة في بعقوبة «بوابة بغداد»... ومقتل 69 في هجوم مسلح على قافلة سجناء في بابل
في ظل الأوضاع الخطيرة التي يعيشها العراق زار وزير الخارجية الأميركي جون كيري بغداد أمس، إذ جدد تعهد بلاده بدعم العراق في وجه الإرهاب، لكنه أبلغ رئيس الوزراء نوري المالكي أن تمسكه بولاية ثالثة أصبح جزءاً من المشكلة، حسبما أفادت مصادر «الجريدة».
بعد ساعات على الانهيار الأمني الواسع الذي شهده العراق في محافظة الأنبار (وسط غرب) وتمكُّن مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) المتحالفين مع مسلحين عراقيين من السيطرة على الجزء الأكبر من الحدود الغربية للعراق بما فيها معبرا الوليد مع سورية وطريبيل مع الاردن، وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى بغداد في زيارة لم تكن معلنة في إطار جولته الشرق أوسطية التي تهدف الى التشاور مع دول المنطقة بشأن المستجدات في العراق، وتزايد خطر «داعش» على العراق وعلى المنطقة. والتقى كيري رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، ومجموعة من القيادات العراقية بينها رئيس البرلمان المنتهية ولايته أسامة النجيفي، ورئيس «المجلس الإسلامي العراقي الأعلى» عمار الحكيم، اضافة الى نظيره العراقي هوشيار زيباري، ومن ثم توجه الى أربيل حيث سيجري مباحثات مع قيادة إقليم كردستان العراق. وأفادت مصادر مطلعة «الجريدة» بأن كيري أبلغ المالكي بكلام دبلوماسي، لكن واضح، أن واشنطن باتت تعتبر أن تمسكه بولاية ثالثة أصبح جزءا من المشكلة لا الحل. وحرصت واشنطن على عدم التصريح علنا برغبتها في تخلي المالكي عن السلطة، وقال مسؤولون عراقيون إن رسالة بهذا المعنى نقلت بشكل غير مباشر في الأحاديث الخاصة. وقال ساسة عراقيون بارزون من بينهم عضو واحد على الأقل في قائمة المالكي لـ»رويترز» إن مسؤولين عراقيين تلقوا رسالة مفادها أن واشنطن تقبل برحيل المالكي، وذكروا أن الرسالة نُقلِت إلى المسؤولين بلغة دبلوماسية. وحث كيري المالكي الذي يواجه معارضة متزايدة بسبب الفشل الأمني والسياسي لحكومته واتهامات بالطائفية والتهميش على تشكيل حكومة أكثر تمثيلا للكتل السياسية، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده ستبقى تدعم العراق في الحرب ضد الإرهاب. ورأى الوزير الأميركي في مؤتمر صحافي عقب لقائه المالكي عقده في مقر السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد، أن العراق يواجه «تهديداً وجودياً» من «داعش»، مضيفاً أن «اللحظة التي يعيشها العراق مهمة لمستقبله، ويجب على زعماء العراق بصورة عاجلة أن يتجمعوا وأن يقفوا متحدين ضد المتشددين». ووعد بأن «الدعم سيكون مكثفا ومستمرا للعراق، واذا ما اتخذ القادة العراقيون الخطوات الضرورية لتوحيد البلاد، فإن هذا الدعم سيكون فعالا». ونقل كيري عن المالكي تعهد السلطات العراقية بموعد الأول من يوليو لتشكيل حكومة جديدة حسب الدستور، مضيفاً أنه «لا توجد دولة بما في ذلك أميركا لها الحق في انتقاء زعماء العراق، وهذا يرجع لشعب العراق» مذكرا بأن بلاده «بذلت الدماء وعملت بجد على مدى سنوات لتوفير الفرصة للعراقيين لتكون لهم حكوماتهم الخاصة بهم». المالكي من ناحيته، أكد المالكي لكيري أن الهجوم الذي يشنه مسلحون متطرفون في العراق يشكل خطرا على «السلم الإقليمي والعالمي». وقال المالكي لكيري بحسب ما نقل عنه بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء «ما يتعرض له العراق حاليا يشكل خطرا ليس على العراق فحسب بل على السلم الإقليمي والعالمي»، داعيا «دول العالم لاسيما دول المنطقة الى أخذ ذلك على محمل الجد». الانهيار الغربي ميدانياً، حقق المسلحون المتطرفون مكاسب جديدة على الأرض حيث فرضوا سيطرتهم على معبر الوليد الرسمي بين العراق وسورية الواقع في محافظة الأنبار الغربية، بحسب ما أفادت مصادر أمنية عراقية، كما سيطروا على معبر طربيل بين العراق والأردن، بعد انسحاب قوات الجيش وقوات حرس الحدود من محيطه. وبات هؤلاء المسلحون يسيطرون على عدة مدن في محافظة الأنبار وسط تراجع القوات الحكومية نحو بغداد بينها القائم، وعانة وراوة القريبتين، وكذلك الفلوجة الخاضعة لسيطرتهم منذ بداية العام والتي لا تبعد سوى 60 كلم عن غرب بغداد. وقال عدة قادة عشائر أمس إن تنظيم «داعش» ليس هو من سيطر على الحدود مع الاردن وانهم يتفاوضون مع التنظيم بشأن تسليمه الحدود أو لا. وأكد القادة العشائريون أن وجود «داعش» في محافظة الأنبار ضعيف، وأن من أسموهم «ثوار العشائر» هم الذين يسيطرون على المدن. تلعفر وبعقوبة وأفادت تقارير ميدانية عن اندلاع معارك عنيفة في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى (شمال شرق) والتي تعتبر احدى المناطق الاستراتيجية التي توصل الى بغداد. وفي شمال البلاد، تضاربت الأنباء عن سيطرة المسلحين على قضاء تلعفر القريب من الحدود التركية، حيث أعلن مسؤول عراقي في قضاء تلعفر وشهود عيان أن المسلحين المتطرفين الذين يقاتلون القوات الحكومية سيطروا أمس، على القضاء الاستراتيجي، في حين أكدت السلطات الأمنية أن «القوات صامدة وتقاتل بشجاعة». وقال المسؤول إن «تلعفر أصبح تحت سيطرة المسلحين»، مضيفا أن غالبية السكان وعددهم نحو 400 ألف شخص معظمهم من التركمان الشيعة غادروا القضاء نحو مناطق مجاورة. غير أن المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا قال في مؤتمر صحافي في بغداد، إن القوات الحكومية التي تحاول منذ نحو عشرة أيام منع المسلحين من السيطرة على القضاء «صامدة وتقاتل بشجاعة». إلا أنه أكد رغم ذلك أن «الخيارات مفتوحة أمام قيادات العمليات بأن تتخذ ما تراه مناسبا لتحشيد أو سحب القطعات العسكرية»، مضيفا «حتى لو انسحبنا من تلعفر أو أي منطقة أخرى هذا لا يعني أنها هزيمة أو ترك هذه المنطقة بصورة نهائية». قتل مئات الجنود في موازاة ذلك، أعلن الفريق قاسم عطا أن «داعش» قام بذبح وشنق «مئات الجنود» العراقيين خلال الهجوم الذي يشنه في مناطق مختلفة في العراق منذ أسبوعين، موضحا أن «مئات الجنود ذبحوا وشنقوا ومثل بجثثهم على الهوية في صلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك والمناطق التي يوجد فيها الإرهابيون من تنظيم داعش». وأضاف عطا أن «المجازر» التي ارتكبها هذا التنظيم شملت أيضا مئات المدنيين. ونشر التنظيم مؤخرا مجموعة من الصور التي تظهر إعدام مقاتليه لعشرات الجنود العراقيين في محافظة صلاح الدين. ولقي سبعة من عناصر تنظيم «داعش» و69 معتقلا عراقيا حتفهم وأصيب ثلاثة من عناصر الشرطة في هجوم شنه مسلحو «داعش» على موكب لسيارات الشرطة لنقل معتقلين من سجن العقرب إلى سجن القاسم جنوبي الحلة مركز محافظة بابل جنوب بغداد. (بغداد - أ ف ب، رويترز، د ب أ)