مشروع طلابي طموح لمعالجة الإطارات القديمة بالتدوير
أربعة طلاب فازوا بمسابقة بين المدارس الأجنبية على مستوى الكويت
تمكن عدد من طلاب المرحلة الثانوية من استحداث مشروع رائد لمعالجة الإطارات التالفة والاستفادة منها، وتقليل مضارها البيئية، خلال مشاركتهم في مسابقة على مستوى المدارس الأجنبية.
4 طلاب موهوبين في المرحلة الثانوية تمكنوا من وضع مشروع رائد لمعالجة الإطارات القديمة والاستفادة منها، علماً بأن المشروع فاز في مسابقة بين المدارس الأجنبية في الكويت، لإنشاء عمل ودراسات جدوى لمشاريع لخدمة المجتمع اقتصادياً وبيئياً."الجريدة" التقت هؤلاء الطلبة والمشرف على مشروعهم، للاطلاع على تفاصيل الفكرة ومن أين بدأت، حيث أكد مشرف المشروع بشار حيدر من شركة علي عبدالوهاب أحد رعاة المسابقة، أن الشركة ارتأت أن تساهم في دعم خطط الطلبة ومشاريعهم في مجال حماية البيئة، موضحاً أنه تم تشكيل مجموعات من المدارس لتكوين فرق للعمل على مشروع معين، وقد استمر العمل قرابة 4 أشهر.وأضاف حيدر أن مشروع طلبته هو عبارة عن إعادة تدوير الإطارات والاستفادة منها في عمل يخدم البيئة، ويكون له مردود مادي، مشيراً إلى أن مهمة الشركة الراعية كانت في تقديم الدعمين المادي والمعنوي للطلاب، وتوفير مشرف على كل مشروع للمتابعة وتقديم النصيحة، إضافة إلى توفير فرص تدريب خلال فترة الصيف في مقارات الشركة.الطالبة شذى علي، وهي إحدى المشاركات في مشروع تدوير الإطارات، أكدت أنها وزملاءها وضعوا خطة عمل لمعالجة مشكلة في الكويت، موضحة أن الفريق اكتشف وجود نحو 7 ملايين إطار تالفة مخزنة في الصحراء، وهي تشكل عبئاً بيئياً كبيراً.وأضافت شذى أن المشروع يتمثل في توفير مصنع لعملية فرم ومعالجة الإطارات التالفة، لتكوين مواد خام تصلح لاستخدامات أخرى جديدة، منوهة إلى أن دراسة المشروع تؤكد أنه يدر أرباحاً مناسبة.من جانبه، قال الطالب عمر عبدالله إن هدفهم من المشروع مساعدة الطبيعة ومعالجة المشاكل البيئية التي تسببها هذه الإطارات، بالإضافة إلى الأرباح المادية، لافتاً إلى أنه تم عمل أبحاث كثيرة على هذه المنتجات.وذكر عمر أن المشروع يعمل على معالجة الإطارات وتوفير مواد خام جديدة يمكن استخدامها في تحسين نوعية الأسفلت المستخدم في رصف الشوارع، بحيث يكون أفضل وأقل تكلفة وأقل ضجيجاً، لافتاً إلى أن عملية استخدام المطاط في الأسفلت تحسن النوعية، وتزيد العمر الافتراضي له.بدوره، قال الطالب أحمد اليعقوب إنه وزملاءه قاموا بدراسة المشروع من كل النواحي سواء المادية أو العملية، موضحا أن تكلفة المشروع نحو 400 ألف دينار خلال مراحله الأولى حتى مرحلة التشغيل.وأضاف اليعقوب أن المشروع، بحسب الدراسة، سيتيح تسديد مصاريف إنشائه خلال السنوات الأربع الأولى، إضافة إلى تحقيق أرباح مناسبة بعدها، لافتاً إلى أن دراستهم أثبتت أن هذا القطاع جديد كلياً ولا وجود لأي معلومات أو دراسات سابقة له، ولكنّ هناك اهتماماً من قبل المجتمع في مجال المشروعات البيئية والاقتصادية ولا وجود لمنافسين.بدورها، قالت الطالبة ماشيات أودين "إنه للبحث عن المواد الممكن إنتاجها قمنا بمخاطبة الكثير من الشركات المحلية والعالمية، حيث تواصلنا مع شركات في إمارة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة لمعرفة أسعارها، وكذلك تم التواصل مع شركات في الصين لمعرفة الأجهزة التي يمكن شراؤها وأسعارها، حيث تبين أن الشركات الصينية هي الأقل تكلفة، إضافة إلى إمكانية إعطائهم أسبوعين من التمرين للفريق".مخاطر كبيرة لمقبرة الإطارات «مقبرة» لإطارات السيارات في الكويت بها نحو 7 ملايين إطار تحتل مساحة هائلة، حيث يمكن النظر إليها من الفضاء الخارجي، وهذا يؤكد المشكلة التي نواجهها مع مقبرة الإطارات العظيمة، ويشكل خطراً على السلامة، وهو بالفعل ما حدث عندما اندلع حريق هائل عام 2012، وقد تم البحث في مضار وجود الإطارات التي تتلخص في مخاطر الحرائق والتلوث البصري وتلوث الهواء والتلوث الضوضائي، إضافة إلى تأثيره في سمعة الكويت.فوائد متعددة للمشروعفكرة المشروع هي إعادة تدوير واستخدام هذه الإطارات، الأمر الذي سيفرغ مساحات من الأرض، ويخفض من انبعاثات الكربون، كما أن أمر إعادة تدوير واستخدام الإطارات قد يحسن من سمعة الكويت على الجانب البيئي.ويمكن أن ينتج من الإطارات المعاد تدويرها الأسفلت المطاطي، وله جوانب كثيرة مفيدة، كما يمكن إنتاج الأساور المطاطية المصنوعة من الإطارات المعاد تدويرها، وهو منتج بيئي مفيد وأيضاً تابع للموضة.عملية التصنيع والعائد الاستثمارييتم تجهيز الإطارات المأخوذة من المقبرة في آلة تقوم بتقطيعها إلى أجزاء صغيرة، لكي يتمكن خلط الأجزاء الصغيرة مع القار لإنتاج الأسفلت الساخن.أما بشأن العائد الاستثماري فإن تكلفة المنتج أقل من سعر السوق، وأقل من السعر المعتاد لكل كيلومتر من الأسفلت.