الأسد يحشد في الساحل… وقتلى «الثورة» إلى 150 ألفاً

نشر في 02-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 02-04-2014 | 00:01
No Image Caption
عودة المعارك إلى عدرا
كيري يبلغ لافروف رفض تسليح المعارضة بمضادات جوية
في انتظار ساعة الصفر لانطلاق معركة الساحل الكبرى، حشد النظام السوري أمس كل إمكاناته لوقف تقدم كتائب المعارضة في معقل الرئيس بشار الأسد، مستغلاً تمكن قواته من السيطرة على النقطة 45 بريف اللاذقية. يأتي ذلك في حين أكدت واشنطن رفضها تزويد المعارضة بمضادات جوية.

بعد إحكام سيطرته بشكل كامل على نقطة «المرصد 45» العسكرية الاستراتيجية بريف اللاذقية الشمالي، حشد نظام الرئيس السوري بشار الأسد المزيد من قواته في ريف المحافظة، لمواجهة تزايد هجمات مقاتلي المعارضة على مقار عدة فيها، ووقف زحفهم نحو مسقط رأسه في القرداحة.

وزرع جيش الأسد دباباته في هذه المنطقة المطلة على قرى عدة، وسط أنباء أفادت بانتداب فرق عسكرية إلى الساحل السوري، بهدف تحصين ودعم القوات الحكومية هناك واستعداداً لإطلاق عملية كبرى لاستعادة المناطق الواسعة التي استولت عليها المعارضة.

وبث نشطاء المعارضة أمس صوراً تظهر ما قالوا إنهم المقاتلون المرابضون على الجبهات في المنطقة، للتصدي للأرتال العسكرية المتجهة إلى اللاذقية، حيث تدور مواجهات عنيفة منذ يوم الجمعة قبل الماضي.

وواصلت القوات الحكومية قصفها لكسب وقرية غمام ونبع المر والصخرة وبلدتي سلمى والسمرا الساحلية، وسط اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى من الطرفين.

توثيق الضحايا

إلى ذلك، ارتفعت حصيلة القتلى في الحرب المستمرة منذ منتصف مارس 2011 إلى أكثر من 150 ألف شخص، بحسب حصيلة جديدة أصدرها أمس المرصد السوري لحقوق الانسان. ووثق المرصد «مقتل 150344 شخصاً منذ انطلاقة الثورة السورية في 18 من شهر مارس 2011، تاريخ ارتقاء أول شهيد في محافظة درعا، حتى تاريخ 31/03/2014»، موضحاً أن القتلى هم «51212 مدنياً بينهم 7014 طفلاً، و58480 من عناصر قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها، و37781 من مقاتلي المعارضة وبينهم جهاديون، بالإضافة إلى 2871 قتيلا مجهولي الهوية».

وبين القتلى المدنيين 7014 طفلاً و5266 أنثى فوق سن الثامنة عشرة، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن خسائر النظام توزعت على الشكل التالي: «35601 من قوات النظام، و21910 من اللجان الشعبية وجيش الدفاع الوطني، و364 عنصراً قتلوا من حزب الله اللبناني و605 مقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات غير سورية».

وعبر المرصد عن اعتقاده بأن العدد الحقيقي للقتلى في صفوف الكتائب المقاتلة والقوات النظامية أكثر من ذلك، لكن يصعب عليه توثيقه بدقة «بسبب التكتم الشديد من الطرفين على الخسائر البشرية»، مبيناً أن هناك أكثر من 18 ألف مفقودا داخل معتقلات النظام، والآلاف ممن فقدوا خلال اقتحام قواته لمناطق عدة، وأكثر من 8000 أسير من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها لدى مقاتلي المعارضة، إضافة الى مئات المخطوفين لدى الاطراف المختلفة.

عدرا والقلمون

في غضون ذلك، عادت مدينة عدرا بريف دمشق إلى الواجهة من جديد بعد تجدد الاشتباكات المسلحة بين أفراد الجيش السوري مدعوماً بما يعرف بجيش الدفاع الوطني، وأفراد الجيش الحر عند أطراف المدينة، في محاولة للسيطرة عليها.

يأتي ذلك في حين نفذ الطيران الحربي غارات عدة على بلدات في ريف دمشق الشرقي شملت كلاً من دوما وزملكا وبعض أحياء الغوطة الشرقية.

وفي القلمون، ذكرت الوكالة الرسمية السورية للأنباء أن أهالي مدينة يبرود بدأوا العودة تدريجياً إلى منازلهم. وبثت الوكالة شريطاً مصورا يظهر ما قالت إنه وصول الحافلات التي تقل السكان إلى المدينة، بعد أن فروا أثناء المعارك الدائرة مع مقاتلي المعارضة.

كيري يطمئن

سياسياً، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري لنظيره الروسي سيرغي لافروف أنّ الولايات المتحدة تعارض مبدأ تزويد المعارضة السورية بمضادات جوية.

ونقلت وكالة أنباء «إيتار ــ تاس» الروسية عن لافروف قوله، في ختام محادثاته في باريس أمس الأول مع كيري، «طرحنا موضوع ما تناولته وسائل الإعلام حول مناقشة تسليح المعارضة بصواريخ مضادة للجو خلال زيارة الرئيس (باراك) أوباما للسعودية، وكيري أكد رفض الأميركيين.

وأضاف لافروف أن ذلك يتفق بشكل كامل مع الاتفاقات الروسية- الأميركية حول عدم توريد المنظومات الصاروخية المحمولة إلى النقاط الساخنة، وكذلك الاتفاقات الروسية- الأميركية حول منع انتشار هذه المنظومات.

«جنيف 3»

وفي موازاة ذلك، قال المتحدث باسم «الائتلاف» السوري المعارض لؤي صافي أمس إنّ المعارضة «تدرس المشاركة في مؤتمر جنيف 3 للتفاوض مع النظام، إذا نجحت أميركا في إقناع روسيا بتغيير موقفها من الأزمة السورية». وكذلك اشترط صافي، في بيان صادر عن الائتلاف، وجود موقف مسبق صريح وواضح من قبل الجانب الروسي في هذا الخصوص.

وذكر المرصد السوري أن موقف الائتلاف جاء ردا على ما نشرته وسائل الاعلام عن سعي المبعوث المشترك لسورية الأخضر الإبراهيمي الى عقد لقاء ثلاثي مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي تشيرمان ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في جنيف.

وأوضح أن اللقاء سيعقد في العاشر من أبريل الحالي لبحث احتمالات عقد «جنيف 3» في محاولة أخيرة من الإبراهيمي قبل تقديم استقالته من منصبه.

(دمشق، باريس- أ ف ب، رويترز، يو بي آي، كونا، د ب أ)

back to top