قال الكندري إن العلاقة التي تجمع الكويت والصومال قديمة، وهناك اهتمام على مستوى القمة بين العلاقات الكويتية والإفريقية، وعلى وجه الخصوص العلاقات مع الصومال.

Ad

أكد وزير المالية والتخطيط الصومالي محمود حسن سليمان ان هناك قانونا خاصا للاستثمار يعطي الفرصة لتملك المشروعات والأراضي بنسبة 100 في المئة للمستثمرين الخليجيين والعرب، لافتا إلى أن هناك تشريعات وقوانين تتم دراستها حاليا لتحفيز وجذب الاستثمارات الخليجية.

حديث سليمان جاء خلال الندوة التي عقدت أمس الاول في جامعة الكويت بعنوان «علاقة التنمية والاستثمار بتعزيز الاستقرار في الصومال» والتي نظمها كل من مركز السلام لدراسات الاستراتيجية والتنموية بالتعاون مع مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية وبالتنسيق مع وزارة الخارجية الكويتية.

وقال سليمان ان الصومال بدأت فعليا في تحقيق مؤشرات كبيرة من الأمن والاستقرار والتي بدورها تمثل دعما وحافزا لجذب الاستثمارات العربية والأجنبية، مبينا أن هناك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والساحلية والثروة الحيوانية التي تعد فرصة كبيرة لتحقيق عائدات استثمارية واعدة.

وأوضح أن الصومال تمتلك أطول السواحل الإفريقية التي تبلغ مساحتها نحو 3 آلاف كيلو متر مما يعد عنصرا مهما وحيويا للاستثمارات السياحية كما تمتلك الصومال 8 ملايين هكتار من الأراضي الزراعية الخصبة الصالحة للاستثمار الزراعية، ويعطي مؤشر الاستقرار استجابة كبيرة للاستثمار في الصيد.

الثروة الحيوانية

واضاف سليمان انه على الرغم مما حدث من تدمير للبنى التحتية بسبب النزاعات الداخلية فإن هناك خدمات ومرافق متوفرة تساهم بنصيب كبير لتحريك التبادل الاستثماري والتجاري حيث تمت إعادة بناء الموانئ والمطارات والطرق التي تخدم واردات الصومال وصادراتها، مشيرا إلى أن الصومال تصدر حاليا كميات كبيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، موضحا أن الذبائح الصومالية تصدرت موسم الحج هذا العام، وذلك نتيجة لما تملكه من ثروة حيوانية هائلة.

ولفت إلى أن الصومال خالية من جميع الأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية، مؤكدا أن الصومال بما لديها من ثروة حيوانية ضخمه تسعى حاليا للبحث عن أسواق جديدة كمنافذ تسويقية جديدة لصادراتها للحوم الحية والمذبوحة، إذ ان جميع مناطق الصومال بما فيها المناطق التي كانت تعم بها الفوضى أصبحت كليا آمنة ومستقرة وأصبحت جاهزة لاستقبال المستثمرين والزائرين للصومال.

وناشد السلطات الكويتية ورجال الاعمال والجهات الخيرية تقديم الدعم العاجل والإغاثة لمنطقة شمال وشرق الصومال والمناطق المنكوبة التي وصلها الإعصار الاستوائي الذي ضرب الفلبين مؤخرا، حيث تكبدت خسائر مالية وبشرية كبيرة ناجمة عن الإعصار، إذ ذكرت إحصائيات مبدئية وقوع نحو 100 قتيل وتدمير عدد كبير من البيوت والمنازل وتشرد الأسر لاسيما أنه قطع الطريق الرئيسي والوحيد بين ميناء توسيسو والعاصمة، مشيرا إلى أن هناك حاجة ماسة لتوفير الغذاء والدواء والخيام والملابس لتقليص حدة الأزمة.

فرص استثمارية

وبدوره قال الأمين العام للجنة الوطنية الصومالية للتربية والثقافة والعلوم عصام بن جامع ان وزيرة التنمية أعلنت مشروع إعادة مليون طفل صومالي إلى صفوف الدراسة، خاصة مع وجود 4 ملايين و400 ألف طفل خارج مقاعد الدراسة، موضحاً أنه إلى جانب المشاريع التنموية التي أشارت إليها وزيرة التنمية نريد أن نؤكد وجود فرص استثمارية للقطاع الخاص يخوله الاستفادة من الصومال.

ولفت إلى عقد عدة مؤتمرات تتعلق بالمنح، منها مؤتمران في لندن وآخر في كل من اسطنبول وبروكسل وجميعها كانت تتحدث عن التنمية والاستثمار إلا أن التعليم لم يأخذ الحيز الكبير، مؤكداً أن الصومال تدعو لعقد مؤتمر خاص بالتعليم وحسب الحديث المبدئي تم الاتفاق حول عقده في الربع الأول من عام 2014 بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم.

مؤشرات حقيقية

ومن جهته، أكد المدير التنفيذي لشركة ماخر للموارد الطبيعية والخبير الاستثماري والمالي في الصومال فيصل أحمد ان الصومال جاهزة للاستثمار وما نتحدث عنه الآن مجرد إيجاد طرق للتنفيذ، مشيراً الى وجود تحديات إلا أن النسب قلت ومنها موضوع القراصنة.

وأوضح أحمد أن هناك مؤشرات حقيقية تدعو للاستثمار في الصومال ومنها فتح السفارات وآخرها في جمهورية مصر العربية، مؤكداً أن الصومال تدعو للاستثمار خاصة دولة الكويت التي تعتبر من دول الطلائع في الاستثمارات الكبيرة.

المؤتمر الاقتصادي

ومن جانبه، أوضح مدير كتب دراسات الخليج والجزيرة العربية د. يعقوب الكندري في تصريح للصحافيين على هامش انعقاد الندوة، وجود علاقة حميمة تجمع الكويت والصومال وتنظيم هذا اللقاء هو أكبر دليل على ذلك، مؤكداً أن مركز دراسات السلام بالتعاون مع مكتب الجزيرة انتهز الفرصة ليقيم مثل هذه الندوات بهدف طرح ومناقشة القضايا والهموم المشتركة بين الطرفين.

وقال الكندري ان العلاقة التي تجمع الكويت والصومال قديمة وهناك اهتمام على مستوى القمة بين العلاقات الكويتية والافريقية وعلى وجه الخصوص الصومالية، مبيناً أنه لهذا السبب سعت الكويت الى إقامة المؤتمر الاقتصادي الافريقي في 19 – 20 الجاري الذي سيجمع الكثير من رؤساء الدول، مشيراً إلى أن جامعة الكويت كمؤسسة أكاديمية وعلمية تسعى بشكل كبير وحثيث الى طرح وتقديم العديد من القضايا بهدف إيجاد الحلول المناسبة.

وأضاف الكندري أن الموضوع الاقتصادي شائك وله متخصصون، مؤكداً وجود دعم للقمة من قبل سمو الأمير، الذي بدوره دعا الى إقامتها في الكويت لما لها من أهمية، فصاحب السمو دائماً هو صاحب المبادرات الاقتصادية والسياسية على المستوى الإقليمي والعالمي.

وكانت الندوة قد تضمنت مناقشة 7 محاور تركزت على الأوضاع الاستراتيجية والعوامل المشجعة على الاستثمار وحركة التنمية وأطر التعاون المشترك كما ناقشت أهم وأبرز الفرص الاستثمارية والتحديات التي تواجه الصومال في قطاعي الصحة والتعليم.

وناشد المشاركون في الندوة رجال الاعمال الاستثمار في القطاعين مؤكدين أن هناك فرصا واعدة.