يقول الأرجنتيني ديجون غارثيا أو الشيخ محمد عيسى غارثيا: ولدت لعائلة مسيحية وتربيت في جو من التفسخ العائلي، وإن كانت العائلة قد عملت على الحفاظ على بعض التقاليد المسيحية، وقبل حوالي سبعة عشر عاماً بدأت مشكلتي وتركزت تلك المشكلة في حالة الحيرة والتردد، حيث كنت أؤمن بوحدانية الخالق عز وجل، ومن هذا المنطلق بدأت أقرأ وأدرس كل الديانات والعقائد الأخرى كاليهودية، وقرأت حتى في البوذية والكونفوشيوسية، لكنني لم أقرأ في الإسلام، ورغم تعدد المذاهب والاعتقادات والرسائل التي قرأت فيها فإنني لم أجد العقيدة السليمة التي يرتاح لها قلبي وعقلي في آن واحد حتى وصلت إلى مرحلة متقدمة من الإحباط واليأس.

Ad

يضيف غارثيا: شاء الله أن تعرفت إلى رجل مسلم اصطحبني وأخبرني أنه جاء يحدثني عن الدين الإسلامي فرحبت به، وكانت أول مرة أسمع فيها عن الإسلام من أهله، وهكذا أخذ هذا الرجل الذي كان قد أسلم حديثاً يحدثني عن الإسلام، والحقيقة أنني فوجئت بأن كلامه يدخل إلى قلبي مباشرة، وكان كلما قرأ آية من القرآن شعرت بسكينة عجيبة تجتاحني، وشعرت في قرارة نفسي أن هذا هو الدين الذي أؤمن به، وبعد ثلاث ساعات من الحديث استأذن هذا الرجل للذهاب إلى المسجد، حيث كان ذلك اليوم يوم الجمعة وحان موعد صلاتها، ولكنني لم أتركه يذهب بمفرده وذهبت معه إلى المسجد، وهناك سمعت الخطبة من خارج المسجد، وتحديداً الجزء الأول من الخطبة، لأنها تلقى باللغة الإسبانية في الأرجنتين، ويلقى الجزء الثاني من الخطبة باللغة العربية، وقد أحسست أن ما أسمعه من هذا الخطيب هو تكملة لما سمعته من الرجل الذي جئت معه إلى المسجد، وعلى الفور وعقب الصلاة مباشرة طلبت أن ألتقي بإمام المسجد حيث طلبت إعلان إسلامي ونطقت بالشهادتين.

وفور اعتناقي للإسلام تعرضت لمشكلة ضخمة مع أسرتي حيث تبرأوا مني وطردوني من المنزل، وهنا عرفت حسنة جديدة من حسنات الإسلام، هي التكافل الاجتماعي بين المسلمين، حيث استقبلني أحد الاخوة المسلمين واستضافني في منزله مدة ستة أشهر، تعلمت فيها شعائر الإسلام، وقمت والحمد الله بصيام شهر رمضان بالكامل، وشاءت إرادة الله أن تتاح لي بعد ذلك فرصة الحج إلى بيت الله الحرام ثم عدت إلى الأرجنتين للعمل في مجال الدعوة الإسلامية، وخلال الأشهر القليلة الماضية أسلم على يدي ما يزيد على العشرين أرجنتينياً في حي واحد من أحياء المدينة التي أعيش فيها.