علي الزيبق (7 - 10): ينقذ «ابن البسطي» من أهوال «المعبد» الإسباني

نشر في 20-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 20-07-2014 | 00:01
في الحلقة السابعة من سيرة «علي الزيبق» نتابع سرد جولات البطل الشعبي المصري، في بلاد الشام، بعدما رشحت العقلية الشعبية الزيبق ليتبوأ مقعد مقدم درك الخلافة الإسلامية كلها التي كانت تحت قبضة الخليفة «هارون الرشيد»، وسرد محاولات بعض العياق الشباب الكيد للزيبق لخطف المنصب الموقر من يده.
تعري السيرة الشعبية الأشهر في مصر، جانباً من عيوب السلطة، خلال الحقبة التي ترويها السيرة، عهد الخلافة العباسية، ووفقاً للعالم الجليل الدكتور محمد رجب النجار، فإن الإبداع الشعبي يعتبر الشطار والعيار والعياق، أمثال «علي الزيبق»،  ثواراً مخلصين يستحقون ألقاب البطولة، كونهم يجسِّدون نوعاً من المقاومة، بالحيلة، لبطش وسلطة وسلطان الدولة القائمة.

قلنا في الحلقات السابقة، إن الزيبق ذهب إلى الشام وهزم المقدم «دليلة» المحتالة، وتولى منصب مقدم درك الخلافة الإسلامية، قبل أن يواجه حيل الشطار والعياق من الشباب، ومنهم علي البسطي، الذي هزمه الزيبق قبل أن يجعله واحداً من رجاله، ولما أمر له الخليفة بخُلعة، اقترب المقدمون من الخليفة قائلين:

«فليعش مولانا، إن العادة لا يتوظف رجلٌ غريبٌ في هذا الوجاق، من دون أن يعمل «نفيلة»، ونحن نطلب منه «كوكب الدر»، المخبوء في المعبد في إسبانيا، {نفيلة»».

قال الراوي، ثم اصطحب الزيبق «ابن البسطي» إلى قاعة الزعر، وقال له: يا علي، أما تطيع مقالي وترفض هذا الطلب العظيم، بأن تأتي بـ«كوكب الدر»، إني أجعلك «باش شاويش» على الزعر؟ فقال البسطي: «وحياة رأسك لا بد لي من الذهاب»، ولما رآه الزيبق مُصراً قال له: «لا بأس، لكنني أوصيك بأن تحرص على ذاتك، لأن الأمور خطرة، والطرق عسرة»، فشكره ابن البسطي، وترك مدينة بغداد ومشى قاصداً مدينة إسبانيا، وفي طريقه مرّ على البصرة، فوجد مركباً مسافراً فقطع تذكرة الطريق ورحل.

ولما وصل ابن البسطي إلى هدفه، خرج إلى البر قاصداً  «الخان»، ليستريح وينام، وعند طلوع شمس الصباح، سمع ضجَّة وصياحاً، من دون أن يعلم الخبر، فلبث في حجرته يتوقع انقضاء الأمر، فما كان من صاحب «الخان»، إلا أقبل عليه، وصاح قائلاً له: «لماذا سرقتَ مني في هذه الليلة كيس دراهمي؟؟»..

فقال ابن البسطي: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! صلِّ على موسى يا يهودي (لأن صاحب الخان كان يهودياً)، مذ دخلت الخان، لم أخرج من هذا المكان»، فقال: «بل أنت الذي سرق الدراهم بكل تأكيد»، ثم وثب عليه وأهوى بيده على الخرج وأخرج منه كيس الدراهم، فلما نظره «علي» اصفر وجهه، وقال إنه لا بد أن يقتل هذا اليهودي، وحين تحقق اليهودي أن ابن البسطي أضمر له السوء ضربه بين كتفيه فانطرح «علي ابن البسطي» أرضاً، ثم قال اليهودي لخادمه: «اذهب إلى دار الحكومة لترسل أنفاراً من الجند، يسوقون ابن الأنذال هذا».

ولما علم ابن البسطي، أن الجند سوف يحضرون إليه ليقبضوا عليه، ندم على سفرته وقال: «آه يا ليتني امتثلت أمرك يا مقدم علي الزيبق»، ولما سمع اليهودي مقاله، قال: «وأنت تعرفه؟» فقال علي: «هو أعز أصدقائي»، قال اليهودي: «إكراماً له عفوتُ عنك، ولا بد من أن آخذ منك شيئاً يعرفه الزيبق، حتى إذا رأيته أخبره»، فأعطاه ابن البسطي خاتمَه، وحينئذ قال له اليهودي: «ارحل من هذه الديار قبل أن تحضر الشرطة».

 فنهض وودَّعه وسار إلى مدينة «المعبد»، ولما خرج من البلدة نظر جماعة قاصدين مدينة «المعبد» فلحقهم إلى أن وصل المدينة، ولبث فيها أياماً عدة، إلى أن نظر الناس أفواجاً متتابعين، ذات يوم، فسأل عن السبب فأخبروه أنه في هذا النهار يخرج عموم أهالي البلد، كباراً وصغاراً، لأداء فرض العبادة للإله «كوكب الدر»، فعندها لبس ثيابه وتقلد حسامه، وسار مع القوم إلى حيث الإله الذي من أجله جاء من بغداد.

كوكب الدر

بعد مسيرة نهار خارج المدينة، وصلوا إلى مكان واسع، رقيق النسيم، كأنه روض النعيم، فيه شيخ كبير ذو لحية بيضاء، يجلس على كرسي أحمر، مرصَّع بالياقوت والجواهر، وإلى جانبه سبعان من الزبرجد، وبيد ذلك الشيخ {كوكب الدر} إله مدينة المعبد، فلما نظروه خروا كلهم على الأرض ساجدين، وأخذوا يقدمون له عبادتهم، لكنه وثب واقفاً على قدميه وقال:

{ يا شعبي، انتبهوا لي، اعلموا أنه ظهر في مصر رجل من الشطار، احتال على المقدمين في تلك الديار، وطلب أن يتقدمهم في رتبتهم، ولأجل بعض أمور لم يملكوه المقام، بل قالوا: اذهب إلى بغداد، واخلع مقدمنا الشاطر علي الزيبق، وجئنا بمرسوم تسليمك المقام، فسار الرجل قاصداً بغداد، وأخذ يقطع الروابي والوهاد، حتى دخل دمشق الشام، واحتال على المقدم شعلان، وقهره بالملاعيب الحسان، وبعد ذلك قصد بغداد والتقى علي الزيبق، وجرت بينهما خدائع وحيل، غير أن الزيبق أسره، لكن من شفقته عليه أراد أن يوليه، فطلب المقدمون منه نفيلة، وهي أن يأتي إلى بلادنا ويأخذ {كوكب الدر} رغماً عني!}.

كان علي البسطي يسمع الحديث ويتعجّب، خائفاً من أن يذكر لهم أنه بينهم، خصوصاً أن القوم حين سمعوا كلام الشيخ صاحوا بصوت واحد قائلين: {وحق إلهنا إن دخل بلدنا ذلك الشيطان جعلناه عبرةً لمن اعتبر}.

 قال الراوي: ثم أخبرهم الشيخ بما جرى لعلي في المركب، وما جرى له في إسبانيا، حتى أنه قال: {يا قوم، إن {علي البسطي} معكم في هذا اليوم}، فعند ذلك كثُرت الأصوات وعلت الصرخات وأخذوا في التفتيش عن البسطي.

فلما رأى علي ذلك الأمر قال: {لا بد من أن يعرفوني على كل الأحوال}، فجرد سيفه ونادى: {خسئتم يا كلاب}، وأخذ يضربهم بالسيف القرضاب، فقتل وجرح منهم كثراً، ولكنهم رغم أنهم كانوا بدون سلاح، انطبقوا عليه كالغمام وأخذوا منه الحسام، فصاح بهم الشيخ: {كتفوه وإليّ قودوه، وأني سوف أعذبه أشد عذاب}.

وبعدما ضربوا علياً الضرب الأليم، أخذ الشيخ علياً وسيفه، وقال للقوم: {اذهبوا وغداً ترونه قضى نحبه، وأسلمكم جثته لكي تطرحوها على مفارق الطرقات}، ثم مد يده ولطم وجه علي لطمة كادت تعدمه الحياة، وقال له: {يا نذل الرجال، أتروم أن تأخذ كوكب الدر، ولم تعلم أن ذلك يوقعك الضر؟} فانقلب علي على الأرض من شدة اللطمة وكاد يذوق الموت.

وحين انصرف القوم، التفت الشيخ قائلاً لعلي: {الآن تمن أية ميتة تروم لأعجل بها؟} فما أجابه بشيء بل تنهد وقال: {آه، يا ليتني سمعت منك يا مقدم علي الزيبق!} فلما سمعه الشيخ تبسم وقال: {هل الزيبق صديقك؟} فقال: {والله هو من أعز أصدقائي}، فقال: {تعظم ذكر الشاطر علي، فإني أعفو عنك إكراماً لعينيه، وأن له عليَّ زيارة هذا العام}، فعند ذلك تعجَّب ابن البسطي من فعل الزيبق وقال في نفسه: {إن الزيبق دوَّخ الأرض من مشرقها إلى مغربها، ولولاه لهلكت من أول مرة، في مدينة البصرة}.

العودة بـ{النفيلة}

عندها قال الشيخ: {إكراماً لخاطر الزيبق، سوف أبلغك مرادك ولا أحرمك {كوكب الدر}، الذي جئت من أجله، لكن حين تدخل مدينة بغداد، وتشاهد علياً ابن الأجواد، أبلغه سلامي وأخبره أني عن قريب أراه، أعطني منك علامة، حتى إذا نظرتك في زيارتي لبغداد أريك إياها، فتقابلني بالكرامة}، فقال علي: {خُذ هذه السكين المكتوب عليها اسمي وكنيتي}، ساعتها فقط حل الشيخ وثاقه، ما جعل ابن البسطي يقبِّل راحتيْه.

قال الراوي: ثم أن الشيخ أعطاه الصنم، بعدما لفه في شرشف كبير، وقال له: {اتبعني} فقام ومشى مسافة ساعة، إلى أن وصلوا إلى {بلاطة}، وعلى صدرها سلسلة من النحاس الأصفر، فقال له: {ارفع هذه البلاطة تنظر عشر درجات، لتجد دهليزاً مظلماً، ارفع الصنم ليضيء أمامك الدهليز، فلا يمضي على مسيرتك فيه أربع وعشرون ساعة، حتى تصل إلى عين ماء، وتلك العين أول حدود بغداد}، فلما سمع علي منه هذا الكلام، أبدى علامات الابتسام، وتهلل وجهه بالفرج وقال: {جزاك الله خيراً يا عم}.

ثم إن علياً تقدم إلى تلك {البلاطة} وحاول رفعها لكنه لم يقدر، ولما عجز نظر إليه الشيخ وقال: {كيف كان مرادك أن تخدع المقدم علي الزيبق، وهو أشد منك قوة واقتداراً، وأمهر منك في العياقة والملاعيب؟ ولو كان هنا الآن لرفعها في الحال، وأنا وإن كنت بلغت سن الهرم أقدر أرفعها}، ثم وثب على أقدامه وثبة الأسد، وتقدم إلى {البلاطة} ورفعها، فلما شاهد ابن البسطي ما كان، ذُهل، ثم ودَّعه ونزل الدهليز.

 وبعدما نزل {ابن البسطي} عشر درجات، أخذ في المسير إلى أن وصل إلى عين الماء، التي في أول {بغداد}، بعدما هاد بما طلبه منه المقدمون كنفيلة، لينضم إلى درك المقدم علي الزيبق، وكان في قمة العطش فجلس على تلك العين الرائقة، وأراد أن يتناول الطعام، وإذا بكردي أقبل عليه، وضرب ابن البسطي ضربةً قاضية وأخذ منه الصنم، ثم مرَّ كالسهم، وأما ابن البسطي فأغمى عليه، ولما أفاق أخذ في البكاء، فأقبل عليه بدوي وسأله عن الكردي الأول، فقال: {نعم مر من هنا وسلب مني شيئاً قاسيت لأجله العناء}، فقال له البدوي:

 نعم، إنه أول لص، وهو في أغلب الأيام يترقب غيابي ليسرق، ولما رآني هرب، فليس لي إلا أن أتبعه وأقتله وأخلص ما سلب لك.

 شكره على ما أبدى من الكلام، وأمل ببلوغ المرام، فتركه البدوي وسار، ولم يكن غير القليل حتى رجع والصنم في يده اليسرى والسيف في اليمين يقطر دماً، فقام ابن البسطي إليه، وأخذ يقبل راحتيه، ويشكره على ما أبدى نحوه من الصنيع.

وبعدما شكر ابن البسطي البدوي، فوجئ به يقول: {لا أعطيك هذا، إلا حين آخذ منك علامة أعرفك بها متى حضرتُ إلى بغداد، وأنا أريد سيفك، المرسوم عليه صورتك وصورة والدك}، ساعتها قال له ابن البسطي: {أرجوك أن تعطيني سيفاً لأني لا أقدر أن أسير بدون سلاح}، فوافق البدوي قائلاً: {هذا صواب بشرط، أن ترجعه إليّ متى ذهبتُ أنا إلى بغداد فأرد إليك سيفك وترد إلي سيفي}.

ساعتها قال ابن البسطي: {على الرأس والعين}، على الرغم من أن سيفه كان يساوي عشرين سيفاً من سيف البدوي، ثم توادعا، وسار {ابن البسطي} قاصداً مدينة بغداد، وقبل وصوله أرسل يخبر الزيبق بأنه جاء ومعه كوكب الدر، فلما وصل الخبر إلى الزيبق، أخذ الزعر ولاقاه خارج المدينة، وأدخله بالأفراح والاعتبار، وشكره على هذه الكرامة وهنأه بالسلامة، ثم دخلوا قاعة الزعر، وباتوا فيها تلك الليلة، وأخذ علي البسطي يقص عليهم ما شاهده من العجائب، وهم يثنون عليه.

فلما أقبل الصباح، ذهبوا إلى الخليفة هارون الرشيد، وقدَّم له علي البسطي التاج، المعروف بـ {كوكب الدر} فرح به الملك، ثم التفت إلى وزيره جعفر، وقال له: {هل أحد من الملوك نال كما نلت؟} فقال: {لا يا مولاي، ولكن حلمك على علي الزيبق وسعد طالعه قد سببا هذا كله}، ثم التفت الخليفة إلى علي البسطي وقال له: {أخبرني قصتك، وما رأيته في سفرتك}.

قبطان ويهودي وكردي

قال الراوي: وكان {ابن البسطي} لما نظر ذاته حصل على {كوكب الدر}، استبشر بنوال الفوز والظفر وقال في نفسه، إنه لا بد من أن يحتال على الزيبق ويأخذ منه المقام، إما بالعياقة أو بضرب الحسام، وبينما هو يحكي للخليفة هارون الرشيد ما شاهده في سفرته، وما جرى له من البداية إلى النهاية، التفت الخليفة إلى {عمر الخطاف} فرآه يضحك، وقد لاحظ أنه منذ ابتدأ علي البسطي يقص عليهم القصة أخذ يضحك، فالتفت الخليفة إلى عمر وقال:

ما الذي يضحكك؟ فقال: يعيش مولانا... القبطان واليهودي والشيخ والكردي والبدوي هم الآن جميعاً أمام حضرتك. وأشار إلى المقدم {علي الزيبق}، فعند ذلك تبسَّم الخليفة وقال للزيبق: {أخبرنا يا علي بواقعة الحال}، فقال: {يا مولاي، أعطني الأمان}، فقال: {لك الأمان}، فأخذ الزيبق يقص عليهم القصة منذ أحب علي البسطي محبة شديدة، وعرف أنه سوف يمشي في طلب الكوكب، وتبعه الزيبق، إذ ذاك وأخذ في صحبته {عمر الخطاف}.

وقال الزيبق لهارون الرشيد: {ثم أن علي البسطي لما خرج من بغداد وركب المركب، كنت أنا القبطان، لأني بنجت القبطان الحقيقي، وفعلت ما كان، وأخذت منه خنجره}، ثم أخرج الزيبق الخنجر من وسطه ودفعه إلى علي البسطي، ثم قال: {ولما أقبلنا إلى إسبانيا، كنت أنا اليهودي، وهذا خاتمه، ولما خرج إلى مدينة المعبد، عرفت أن الشيخ الذي يحمل الصنم يعرف الغريب حالاً، فخفت على علي وسرت في الليل أنا وعمر، ودخلت على الشيخ وجردت في وجهه الحسام، فلم يفه بكلام، فسألته: أي طريق أقرب إلى بغداد؟ فهداني إلى السرداب الذي أتى فيه ابن البسطي.

وعندما عرفت هذا من الشيخ كتفته وأخذت ثيابه ولبست زيه وأبعدته عن المحل وكان عمر حارسه، ولم يكن من عمر إلا أن ضرب له وتداً بالأرض وأتاني، بعدما اشترى حلة إفرنجية من مدينة المعبد، وكمن بنصف الطريق وأتاني عند الصبح مع القوم، وكنت لابساً لباس الشيخ، وحاملاً بيدي الصنم وقد فعلت ما فعلت}.

فقال له الخليفة هارون الرشيد: {ولماذا شهرت أمر علي البسطي وأخبرت القوم عن وجوده بينهم؟} فقال: {يعيش رأس مولاي الخليفة، لو لم أفعل هكذا لفتكوا به في الحال، لأنهم بعدما يسجدون يجرون على عادتهم أمام الصنم، وكل من لا يعرف هذه العادة يتبين لهم أنه ليس منهم فيقتلونه دون محالة}، فشكره الخليفة، ثم قال له الزيبق: {هذه سكين أيضاً}، ودفعها إلى ابن البسطي وقال: {إنني لما أدخلته في السرداب كان عمر قد سبقه وأنا تبعتهم إلى أن وصل إلى عين الماء}، فقال عمر: {لا بد لي من ممازحة علي البسطي ففعل معه ما فعل، إذ أنه كان بثياب بدوي، وكنت أنا الكردي وفعلت ما فعلت وها سيفه}، تقدم إلى علي وقال: {أعطني سيفي وخذ سيفك} فأعطاه إياه.

فلما سمع الملك ما أبداه الزيبق أخذه من ذلك العجب وقال: {لله درك ما أقواك على المصائب، وما أجلدك وأصبرك على النوائب، فما أنت عندي إلا بعزيز المقام، ولبس غيرك مقدام}، وأما علي البسطي فإنه لما علم اليقين أن المقدم علي الزيبق لم يتبعه في سفره إلا خوفاً عليه من طوارق الحدثان، وغدرات الزمان، أخلص له المحبة في قلبه بعدما كان أضمر له الأذية، وفي الحال وثب على أقدامه وسأل الخليفة الإذن في التكلم فأذن له فقال:

{والله يا مولاي الخليفة، إني كنت أضمر للمقدم علي الشر، ولكن بعدما سمعت منه هذا الكلام، وعرفت ما كان عليه من المرام، وأنه ما فعل معي إلا شفقة عليّ، فإني والله من الآن وصاعداً قد أخلصت له المحبة، وأني أقر الآن أمام حضرتك والجميع شهود عليّ، أني أروم أن أكون عبداً للمقدم علي لأنه فارس الفرسان، وأني وحق من فصل بين الليل والنهار، لم أر مثله في قوة الجنان}.

قال الراوي: ثم إن {ابن البسطي} تقدم إلى الزيبق ووقع عليه، وأراد أن يقبل يديه، فقال له: {لا تفعل فإننا إخوان وعبيد الخليفة هارون الرشيد}، وعند ذلك قبله بين عينيه، وأثنى بالشكر عليه، وقال له: {أنت الأخ الصديق والخل الرفيق}.

علي الزيبق (6 - 10) دليلة تتهم «مقدم الدرك» بالقتل والرشيد يأمر بإعدامه

علي الزيبق (5 - 10) «قائد الدرك» يهزم دليلة ويتقرّب إلى الرشيد

علي الزيبق (4 - 10) ابن حسن رأس الغول يجلس على عرش الدرك ليواجه الشُطار

علي الزيبق (3 - 10) ابن حسن رأس الغول يقتحم القلعة والكلبي يعلن الاستسلام

علي الزيبق (2 - 10) ابن حسن رأس الغول يفضح قائد الدرك في حمَّام شعبي

علي الزيبق (1 - 10) رأس الغول مات مسموماً في حضن جارية الكلبي

back to top