سامح عبد العزيز: «حلاوة روح» فيلم للصغار فقط

نشر في 02-05-2014 | 00:02
آخر تحديث 02-05-2014 | 00:02
No Image Caption
أثار قرار رئيس الوزراء المصري وقف فيلم «حلاوة روح» في مصر بعد عرضه جماهيرياً بأيام قليلة ردود فعل متباينة بين مؤيد للقرار وبين معترض عليه، وفي مقدمة هؤلاء مخرجه سامح عبد العزيز الذي كان لنا معه هذا الحوار.
ما تعليقك على قرار رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب بوقف عرض فيلم {حلاوة روح}؟

القرار غريب وسابقة لم تحدث في السينما المصرية، ويبدو أنه تحت ضغط الرأي العام والصحافة والنقاد وجمعيات حقوق المرأة والطفل قرر أن يرضيهم على حساب حرية الفن وأصدر هذا القرار العجيب. يضاف إلى ذلك أنه ليس من حقه إصدار مثل هذا القرار، ولكن جهاز الرقابة وحده المنوط بذلك. وللمرة الأولى أرى أن الفن يتم تقييمه أخلاقياً وليس فنياً، حماية للأخلاق والآداب العامة كما جاء في حيثيات القرار، ولا أعرف معنى هذه الجملة، وأين كانت مع فيلم مثل «أحاسيس»؟ وأفلام أخرى ظهرت وكانت تتضمن مشاهد جنس صريحة وألفاظاً وإيحاءات جنسية، ولم يمنعها أحد.

رأى البعض أن المشكلة في أن البطل طفل وهو ما جعل المجلس القومي للأمومة والطفولة يعترض.

وأين الأزمة في أن يكون بطل الفيلم طفلا؟ خصوصاً أنه لم يؤد أي مشهد جنسي كما ادعى البعض ولم يصدر منه أي لفظ خارج أو إيحاءات. الأزمة، كما قلت، إن الجميع تحدث من دون مشاهدة الفيلم وأولهم النقاد، وللأسف اتخذ رئيس الوزراء قراره بناء على ما قرأ وسمع، من دون تكليف لجنة أو أحد بمشاهدة العمل قبل اتخاذ أي قرار. أين كانت هذه الجمعيات من مشاهد الأطفال الجنسية في فيلم «حين ميسرة»؟ هل حماية الطفولة تكون على شاشات السينما وفي الفضائيات فقط؟

ألا ترى أن بعض الأفلام بالغ في تقديم الحارة الشعبية والعشوائيات بشكل سيئ؟

فعلاً، ثمة من قدم الحارة بشكل سيئ مركزاً على البلطجة والمخدرات والجنس، ولكن هذا ليس مبرراً للمنع. يواجه الفن السيئ بالفن الجيد. الغريب أن هذه الأفلام لم تُمنع فيما مُنع فيلمي رغم أنه خال مما تتحدث عنه. عموماً، الدولة ممثلة في جهاز السينما مهمتها إنتاج أفلام سينمائية، فلماذا لم تقدم أفلاماً جيدة تواجه بها هذا الإسفاف؟ الغريب أن هذه الجهة أنتجت العام الماضي فيلم {8%} الذي انتقده الجميع وفي الوقت نفسه رفضت المشاركة في إنتاج {الشتا اللي فات}، فكيف تطالب بمحاربة الإسفاف ثم تقدمه أنت، تطالب بأفلام جيدة وترفض المشاركة فيها؟!

رأى البعض أن سبب المنع ليس العري بل زجاجة المولوتوف في يد الأطفال.

لأن القرار ليس له أي مبرر، بدا البعض يتكهن ويقول أسباباً غير حقيقية. أمسك الأطفال زجاجات مولوتوف بغرض الدفاع عن {روح} وليس بهدف التخريب.

ماذا لو طلب منك حذف بعض المشاهد حلا للأزمة، هل توافق؟

كلا طبعاً. لو أن الفيلم يتضمن مشاهد تستحق الحذف لما كنت وضعتها من الأساس. حين عُرض الفيلم على الرقابة في البداية كانت لها ملاحظات على بعض الألفاظ والمشاهد. والنقاد هاجموا الفيلم بناء على هذا الأمر، وقد نفذت كل مطالب الرقابة وحذفت ما اعترضت عليه، وقرار منع الفيلم لم يذكر أي أمر حول إعادة تقييمه أو حذف مشاهد منه.

ما رأيك في قرار استقالة أحمد عواض؟

قرار صحيح جداً، لأن رئيس الوزراء تعدى على مهام الرقيب وبالتالي كان عليه الانسحاب ما دام ثمة من يتجاوزه.

لماذا اتهمت النقاد بالازدواجية؟

لأن النقاد هم سبب الأزمة. تحدثوا في البداية عن الفيلم وهاجموه أثناء مشكلته مع الرقابة أي قبل أن يشاهده أحد. وبعد عرضه استمر الهجوم وتم شحن الرأي العام ضده من دون مبرر حقيقي، بدليل الحديث عن علاقة جنسية بين الطفل والبطلة. وعندما ثار الرأي العام ومعه بعض الجمعيات ومجالس الأمومة والطفولة، كان على الحكومة أن تتدخل إرضاء للرأي العام أو إلهاء للجمهور وصرف نظره عن أمور أخرى أهم، وهو ما حدث فعلاً.

ولكن النقاد والصحافيين هم أكثر المعترضين على القرار والمدافعين عن الفيلم.

ربما راجع البعض نفسه بعد موقفه الأول، خصوصاً أنه لا بد من حماية الفن وحرية الإبداع.

عندما عرض العمل عليك ما الذي جذبك وجعلك توافق عليه؟

وافقت لأن العمل جيد والفكرة تناقش قضية مهمة وهي قسوة المجتمع تجاه امرأة كل ذنبها أنها جميلة. يناقش العمل مشكلة نعيشها في الفترة الأخيرة بعد انتشار حالات التحرش والاغتصاب والانفلات الأخلاقي.

ولكن البعض اتهم الفيلم أنه مقتبس من فيلم {ملينا} لمونيكا بلوتشي، ما ردك؟

فعلاً، ثمة تشابه كبير بين العملين وقد حاولت أن أبتعد عن الفيلم الأصلي بقدر الإمكان كي يخرج {حلاوة روح} إلى الجمهور فيلماً مصرياً خالصاً. عموماً، الاقتباس موجود في السينما المصرية منذ بداياتها.

هل كان اختيار هيفا لمجرد أنها جميلة، خصوصاً أن مساحة التمثيل والحوار كانت قليلة؟

 

يدور الفيلم حول امرأة جميلة جداً والحارة مفتونة بها، وكان من الطبيعي أن تكون البطلة على مستوى عال من الجمال، ومساحة التمثيل كانت مناسبة للشخصية. عموماً، التمثيل ليس حواراً فقط ولكنه تعبير بالجسد وبالملامح.

هل أنت راض عن أداء هيفا وهبي في الفيلم؟

أدت هيفا المطلوب منها بكل كفاءة، وكان إحساسها وموهبتها واضحين في بعض المشاهد.

ولكن ثمة مبالغة في تركيز الكاميرا على جسد {روح} لاستعراض أنوثتها.

الفن وجهة نظر وما تراه مبالغة قد لا يراه غيرك عادياً. الفن مثل اللوحة التشكيلية، كل منا يشاهدها بطريقته. ولكن أحترم كل وجهات النظر والنقد إن كان موضوعياً.

رأى البعض أن {روح} قد تكون رمزاً لوطن يتعرض للاغتصاب من الفاسدين؟

انتهت الرمزية من السينما العالمية من سنوات طويلة ونحن ما زلنا نعيش فيها، ونرى أن المخرج، أو الكاتب، الذي يستخدم الرموز عبقري. في الحقيقة، تغيَّر الجمهور وأصبح أكثر وعياً من صانعي السينما أنفسهم وعلينا مخاطبته بلغة مختلفة.

وضع شارة للكبار فقط على فيلم بطله طفل أمر غريب، ما ردك؟

الفيلم للصغار فقط وليس للكبار. كما قلت، الفيلم موجه إلى الأطفال، ولكن وضع شارة للكبار فقط جاء من الرقابة التي اهتزت أمام الهجوم غير المبرر من النقاد والصحافيين، ولكن ما شاهدته في دور العرض أن الأسر المصرية ذهبت لمشاهدة العمل برفقة الأطفال. أثق في الجمهور لأنه أكثر وعياً من بعض المحسوبين على النقد والصحافة بل والفن أيضاً.

back to top