سادت الشارع المصري حالة من الشكوك حول إمكانية وصول تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق (داعش) إلى مصر، خاصة في منطقة شبه جزيرة سيناء، التي تحولت منذ الانهيار الأمني، الذي أعقب ثورة 25 يناير، إلى مرتكز لجماعات متشددة.

Ad

وزادت مخاوف تمدُّد التنظيم الإرهابي إلى مصر في أعقاب تقدم قوات التنظيم في الحرب داخل العراق وسورية، وبعد قليل من كشف المتحدث الرسمي لـ»داعش» أبومحمد العدناني، في مقطع فيديو تداولته المواقع «الجهادية» تحت عنوان «عذراً أمير القاعدة»، عن تطلعات التنظيم في الوصول إلى مصر قلب الخلافة الإسلامية على حد تعبيره، حيث قال: «ندعو صراحة إلى حمل السلاح ونبذ السلمية في مصر وقتال جيش الردة، جيش السيسي فرعون مصر الجديد، وإلى التبرؤ من مرسي وحزبه والصدع بردّته».

وبينما تعتبر محاولة أولى للتنظيم لاختراق مصر، كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، التي أجرتها مع الجهادي عادل حبارة الموقوف حاليا، بتهمة قتل 25 جنديا من قوات الجيش منتصف نوفمبر العام الماضي، والتي عُرِفت إعلاميا بمجزرة «رفح الثانية»، أن حبارة تلقى اتصالات من عناصر تابعة لزعيم «داعش» أبوبكر البغدادي بغية تأسيس النواة الأولى لـ»داعش» في مصر، مقابل مبالغ مالية تقدر بنحو 30 مليون دولار.

وبين مؤكد ومستبعد وصول التنظيم إلى مصر، قال القيادي السابق في تنظيم «الجهاد» صبرة القاسمي إن «التنظيم وصل فعليا»، موضحا في تصريحات خاصة لـ»الجريدة» ان «التنظيم نجح في المرحلة الأولى من الانتشار، وهي المرحلة الخاصة بالانتشار الفكري والعقائدي بين صفوف الشباب»، مضيفا: «التنظيم حاليا في طور تجهيز الشباب، وإعدادهم في تنظيمات بأسماء حركية لاختبار كل فرد على حدة، للوقوف على قدراته التنظيمية».

واستبعد الخبير في شؤون الحركات الإسلامية علي عبدالعال وصول التنظيم لعدم وجود أي وسائل اتصال بين التنظيم ومصر، مؤكدا أن ما يحدث في العراق حاليا ثورة للقبائل والعشائر السنية، ضد نظام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وحذر الخبير في الحركات الإسلامية أحمد بان من احتمال استجابة عدد من شباب التيار الإسلامي إلى دعوات «داعش» المتكررة لحمل السلاح ضد الجيش والدولة، مشيرا إلى أن الكثير من أدبيات التنظيم الإرهابي باتت مستخدمة بشكل لافت على مواقع التواصل الاجتماعي.