يأخذ المرشحون الموارنة لرئاسة الجمهورية اللبنانية من غير الحزبيين على منافسيهم من رؤساء الأحزاب والتيارات السياسية تقلبات مواقفهم، ولو التكتيكية منها، عشية الانتخابات الرئاسية، على أمل الفوز بدعم خصومهم السياسيين في المعسكرات والأحلاف المتقابلة.

Ad

ويرى «المستقلون» أن الحزبيين يبيحون لأنفسهم ما يرونه محظوراً على غيرهم، بحيث يعمد قادة قوى «14 آذار»، وفي مقدمتهم رئيس حزب الكتائب أمين الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع، إلى التقرب من «حزب الله» ورئيس حركة أمل الرئيس نبيه بري، ويعمد قادة قوى «8 آذار»، وفي مقدمتهم رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون إلى التقرب من تيار المستقبل، في وقت يعتبرون المواقف «الهادئة» للمستقلين بمثابة تنازلات عن الثوابت والقواعد الأساسية للمواقف المبدئية لكل من الفريقين المتواجهين في لبنان.

ويتساءل «المستقلون»: «كيف يخوض رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل معركة سياسية وإعلامية، على خلفية رفض أي شكل من أشكال تشريع سلاح حزب الله في البيان الوزاري؟ وكيف يرفض رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع المشاركة في الحكومة جنباً إلى جنب مع حزب الله قبل الانسحاب من سورية، وقبل القبول سلفاً بمبدأ مرجعية المؤسسات الشرعية والدستورية في قرار السلم والحرب، وفي كل أنواع القرارات الأمنية والعسكرية، ويطرحان نفسيهما مرشحين قادرين على التحاور مع حزب الله، في وقت يأخذان على المستقلين مشاركتهم في الحكومة أو قبولهم بتسوية ملف السلاح بهدوء وبعيداً عن التحديات، وفي وقت يتمسك كلاهما بالتعبير عن تقديرهما للرئيس نبيه بري، بل يذهب رئيس حزب الكتائب إلى حد زيارة السفارة الإيرانية في بيروت والعشاء على مائدة السفير غضنفر ركن أبادي؟

ويتابع «المستقلون» طرح أسئلتهم في الصالونات السياسية المغلقة: كيف يخوض النائب ميشال عون معارك شعواء ضد المملكة العربية السعودية متهماً إياها بالإرهاب ورعاية المنظمات الإرهابية في سورية ولبنان وغيرهما من الدول العربية؟ وكيف يشن الحملة تلو الحملة على تيار المستقبل بالتهمة نفسها، وبتهمة الفساد وسرقة المال العام وصولاً إلى إصدار كتاب «الإبراء المستحيل»، ليعود قبيل الانتخابات الرئاسية ويسعى إلى فتح خطوط الاتصال مع المملكة ويصبح اللقاء مع الرئيس سعد الحريري إنجازاً يسجله العماد عون لنفسه؟

ومن بين الأسئلة التي يطرحها المرشحون «المستقلون» لرئاسة الجمهورية: بأي منطق يعتبر المرشحون الحزبيون أنفسهم قادرين على قيادة الحوار والتواصل بين المسلمين والمسيحيين في كل من 8 و14 آذار وهم الذين أجمعوا على قانون اللقاء الأرثوذكسي للانتخابات النيابية الذي يمنع على المسلمين انتخاب النواب المسيحيين وعلى المسيحيين انتخاب النواب المسلمين؟

ويلفت «المستقلون» إلى أن المرشحين الموارنة الحزبيين يصنفون أنفسهم «أقوياء» على قاعدة رفضهم للمساومة، ويعتبرون المرشحين الآخرين من غير الحزبيين «ضعفاء»، بسبب الليونة في التعبير عن مواقفهم المبدئية، في وقت يساومون على ما سبق أن أعلنوه من مواقف ورفعوه من شعارات، ويبيحون لأنفسهم استخدام الأسلوب الهادئ الذي يستخدمه «المستقلون» لا لشيء إلا للوصول إلى رئاسة الجمهورية.

ويختم «المستقلون» مطالعاتهم الرئاسية بتأكيد أن أوصاف القوة والضعف التي تطلق منذ بدء السباق إلى رئاسة الجمهورية ليست سوى دعاية سياسية تستهدف النيل من صورتهم أمام الرأي العام اللبناني، وهو أسلوب لا يمكن أن يقدم للمتجنين أي مكسب عملي لأن الناخب في رئاسة الجمهورية اللبنانية ليس الشعب بل المعادلات المحلية والإقليمية والدولية التي تبقى، حتى إشعار آخر، صاحبة القرار في تحديد هوية الرئيس المقبل للجمهورية اللبنانية.