غداة الذكرى الثانية لسقوط نظام العقيد معمر القذافي، تشهد ليبيا حرب اتهامات متبادلة بين حكومتها وأعضاء من برلمانها المؤقت، على خلفية اختطاف رئيس الوزراء علي زيدان قبل أسبوعين.
وكشفت هذه المعركة عن وجه جديد في المشهد السياسي في البلاد، الغارقة في سلسلة من الاغتيالات والتفجيرات والصراعات بين الميليشيات التي تنذر بحرب أهلية جديدة، فيما اتسمت أجواء الذكرى الثانية لسقوط نظام معمر القذافي أمس بعدم وجود احتفالات أو أي مظهر من مظاهر الحماسة الثورية التي كانت عليها قبل عام. انعدام الأمن وتهدد التوترات السياسية واختلال الأمن عملية انتقال ليبيا إلى الديمقراطية، فتحضيرات العملية الانتخابية تجري في ظروف صعبة مع استمرار حالة الفوضى وانعدام الأمن في ظل غياب جيش مهني. واعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا مؤخراً بدء التحضيرات لثاني اقتراع من أجل انتخاب اللجنة الدستورية لكن من دون تحديد أي موعد لهذه الانتخابات. وبعد أكثر من أربعين عاماً من الاستبداد في ظل حكم القذافي، نظمت أول انتخابات حرة في السابع من يوليو 2012 لاختيار المئتي عضو في المؤتمر الوطني العام الذي يعتبر أعلى سلطة سياسية في البلاد. والمهمة الأساسية لهذا المؤتمر قيادة البلاد في غضون 18 شهراً إلى انتخابات عامة بعد صياغة دستور دائم للبلاد. وبحسب جدول الأعمال فإن ولاية «المؤتمر» يفترض أن تنتهي في فبراير المقبل، لكن المتحدث باسم «المؤتمر» ألمح في الآونة الأخيرة إلى أن المؤتمر قد يمدد ولايته، وهو ما ينذر بتفاقم الأوضاع السياسية في البلاد. الجزائر في غضون ذلك، ذكرت تقارير إخبارية جزائرية أمس أن السلطات الجزائرية أوقفت التنسيق الأمني مع ليبيا لمراقبة الحدود البالغ طولها حوالي ألف كيلومتر لعدم سيطرة الحكومة المركزية في طرابلس على هذه الحدود، وبعد سيطرة فصائل وكتائب مسلحة أغلبها سلفية على مناطق واسعة من الحدود بالإضافة إلى سيطرة بعض قبائل الطوارق الليبية على أجزاء من الحدود بين البلدين». أبو أنس من جهة أخرى، قال محامي الدفاع عن المواطن الليبي نزيه الرقيعي المشهور بـ»أبو أنس الليبي» الذي اعتقلته قوات أميركية خاصة في ليبيا في وقت سابق من الشهر الحالي وتتهمه واشنطن بالانتماء إلى تنظيم القاعدة إن «الإعداد لقضيته سيستغرق عدة أشهر حتى يتاح له الوقت الكافي للاطلاع على مئات الآلاف من الوثائق»، مضيفاً بأنه «لا يتوقع أن تبدأ الحاكمة قبل عام من الآن». وأبلغ المحامي برنارد كلينمان محكمة اتحادية أميركية أمس الأول أنه يمثل المواطن الليبي الذي نفى الأسبوع الماضي تورطه في تفجيري عام 1998 في السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا اللذين أوقعا 224 قتيلا. (طرابلس ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي أي، كونا، الأناضول)
دوليات
ليبيا: صراعات وفلتان أمني في الذكرى الثانية لسقوط القذافي
24-10-2013