انتقلت ظاهرة التسريبات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية في الآونة الأخيرة لعدد من الشخصيات المهمة إلى اختبارات الثانوية العامة، التي تعد أهم مرحلة تعليمية للطلاب في التعليم ما قبل الجامعي.
وخرجت إسراء من امتحان اللغة الإنكليزية بالصف الثالث الثانوي حزينة، لإخفاقها في حل بعض الأسئلة، بينما كانت البسمة ترتسم على وجه زميلاتها في مدرسة بمحافظة بني سويف "صعيد مصر"، اللواتي تمكنّ من الإجابة عن أسئلة كل الامتحان، بعد خروج نسخة من ورقة الأسئلة لأحد المعلمين وحلها وإعادتها إلى الطالبات مجدداً، ما يعد إهداراً لمبدأ تكافؤ الفرص، بينما اكتفى المراقبون بالصمت لوجود ابنة ضابط شرطة معهم في اللجنة.المشهد السابق تكرر كثيراً في الكثير من المدارس المصرية، منذ بدء امتحانات الثانوية العامة السبت الماضي، خصوصاً مع صعوبة بعض الامتحانات، في وقت انتقلت التسريبات من عالم السياسة إلى العملية التعليمية، وشملت عدداً كبيراً من أوراق الامتحانات التي تم نشرها على شبكة الإنترنت.ويحدد مجموع الدرجات التي يحصل عليها الطالب في الثانوية العامة، الكلية التي سيلتحق بها، علماً بأن كليات الطب بفروعها المختلفة حددت نسبة 98% خلال السنوات الماضية للالتحاق بها.وفقاً للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فإن تكلفة الدروس الخصوصية التي يحصل عليها طلاب الثانوية العامة تصل إلى حوالي 10 مليارات جنيه سنوياً، والأيام الأخيرة قبل الامتحانات تشهد ارتفاعاً حاداً في أسعار الحصص الخصوصية.وزارة التربية والتعليم بدأت خلال العام الجاري تطبيق "نظام السنة الواحدة" للثانوية العامة بدلاً من السنتين، وهو النظام الذي أقر تطبيقه البرلمان في 2011، والذي سيطرت على أغلبية مقاعده وقتذاك جماعة "الإخوان".اللافت بخلاف تباين آراء الطلاب وتقييمهم للامتحانات حول مدى صعوبتها وخروجها هو تطور أسلوب الغش، ليصبح عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد تسريب ورقة الامتحانات بحلولها النموذجية.الوزارة فشلت حتى الآن في التصدي لتكرار تسرب أوراق الامتحانات عبر الإنترنت، رغم نجاحها خلال الأيام الماضية في معرفة مصادر التسريب، في حين أخفقت إدارة التعليم الأزهري في معرفة مسربي امتحانات الثانوية الأزهرية، فاضطرت إلى إلغاء امتحاني الميكانيكا والتفاضل، بعد تسريبهما قبل موعد الامتحان بساعات، مع الإجابات النموذجية.
دوليات
عدوى التسريبات تنتقل إلى امتحانات الثانوية
13-06-2014