أكد كثير من الطلبة واعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت ان الاعذار الطبية قد تكون غاية يسعى الطالب للوصول إليها بهدف عدم خوض الاختبارات النهائية وتأجيلها لعدة أسباب، مما تسمح للطالب بالانسحاب المؤقت فترة الاختبار، التي لا تتناسب معه.

Ad

وشدد بعض الطلبة على أن الظروف او العواقب التي تحدث لهم في تلك الفترة تدفعهم الى تقديم الاعذار الطبية لتكون بمنزلة "صك غفران" تدخله باب الاختبار المؤجل الذي يرغم على تقديمه.

"الجريدة" كشفت عن آراء مجموعة من الطلبة واعضاء هيئة التدريس خلال جولة قامت بها في الحرم الجامعي، وفيما يلي التفاصيل:

قالت د. حنان الهاجري في قسم العلوم السياسية، بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت: "لا نستطيع ان ننكر ان هناك اساءة للاعذار الطبية في الجامعة، ولكن هذا امر منشر في الكويت بشكل عام، والطالب اولا واخيرا بشر، يتعرض للتعب والمرض الجسدي والظروف التي قد تتسبب له بأزمات نفسية عابرة، وبالتالي على استاذ الجامعة ان يراعي كل ذلك. ولعل افضل وسيلة للتعامل مع الامر منح الطلبة جميعا أياما معدودة للغياب دون ان تتم محاسبتهم عليها".

واضافت الهاجري ان هذا الامر سيقلل من قيام بعض الطلبة باللجوء الى المرضيات، لافتة إلى أن حالات الامراض المزمنة والجدية يجب التعامل فيها مع الطالب المريض بشكل مختلف مراعاة لظروفه الصحية، كأن يمنح اياما اكثر للغياب المرضي، مع مراعاة ان يكون تقييمه مطابقا لتقييم زملائه فيما عدا ذلك.

ومن جانبه، اكد الاستاذ عبدالعزيز الخباز في قسم الجغرافيا بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت اهمية اتباع النظم واللوائح في الجامعة لقبول الاعذار، ويجب ان تكون الاعذار ذات تبرير واضح من حيث حالة الطالب الصحية، ولا تكون مبررة شفهيا ولا تخضع للاجراء اللازم لاعادة الاختبار، فبعض الطلبة تصادفهم في فترة الاختبار ظروف صحية ترغمهم على عدم الحضور لتقديم الاختبار.  

«طقوس قديمة»

وبدوره، قال الطالب عبدالله الخالدي ان العديد من الطلبة يلجأون في فترة الاختبارات الى الاعذار الطبية رغم وجود لوائح في جامعة الكويت تنص على عدم تجاوز ايام الغياب المسموح بها، مع شرح العذر لافتا إلى ان البعض من طلبة جامعة الكويت يؤجل الاختبار لعدم التفرغ لدراسته وخلق اعذار طبية، لتأجيل الاختبار والتقديم في وقت آخر.

وعلى صعيد متصل، أوضح الطالب سالم العصفور أن ظاهرة الطبيات من اقدم الطقوس التي يمارسها البعض من طلبة جامعة الكويت ويعتبرها ملجأ للهروب من روتين الدراسة وتأجليها لتقديم الاختبار في الوقت الذي يحدده عضو هيئة التدريس في الجامعة نظرا لعدم التحضير للامتحانات ووجود صعوبة في المقرر الدراسي، او وجود عوائق تصادف الطالب خلال فترة الاختبارات.

لجوء إلى الأعذار

ومن جهتها، قالت الطالبة نوال الحمد ان الاعذار الطبية تخلق مساوئ كثيرة، وقد أصبح بعض الطلبة يشتري الاعذار بمبلغ مالي باهظ الثمن من قبل العيادات الخاصة التي تتيح لة أوقات راحة تمتد من يوم إلى ثلاثة أيام بعذر مبرر للحالة الصحية المزيفة، وتأجيل الاختبار الى وقت آخر بفضل تلك الاعذار غير المنسوبة اليه والتي يستند عليها لمبررات عدة.

واضافت الطالبة ابتهال العيسى أن من النظم المتعارف عليها في جامعة الكويت تقديم عذر طبي في أيام الغياب لدى الطالب، يبرر عدم حضوره إلى المحاضرة وهذا الشيء مقبول عند كثير من اعضاء هيئة التدريس مشيرة إلى ان من غير المقبول لجوء كثير من الطلبة في فترة الاختبارات النهائية إلى الاعذار الطبية وتقديمها بكثرة إلى الأساتذة لتأجيل الاختبار وقد تكون هذة الاعذار مزيفة أو مدفوعة الأجر.