استطاعت الكويت أن تحتوي عاصفة الأمطار الغزيرة التي ضربت البلاد قبل أيام، وبدا أن خطة الطوارئ لمواجهة الأمطار والبنية التحتية في البلاد كانتا الأفضل خليجياً في التعامل مع دفق الأمطار.

Ad

تعرضت دول مجلس التعاون الخليجي لموجة غزيرة من الأمطار خلال الايام القليلة الماضية تسببت في كوارث وخسائر بشرية ومادية تباين حجمها بين تلك الدول.

وقد شهدت الكويت خلال الموجة المطرية، الغزيرة في دفقها المائي والمختصرة في زمن هطولها، أعلى كمية هطول للمطر خلال الـ30 عاما الماضية، بحسب وزير الاشغال عبدالعزيز الابراهيم، إذ بلغ متوسط نسب تساقط كميات المطر على عموم الدولة 53.8 ملم، علما انها وصلت في بعض المناطق الجنوبية الى 94 ملم، في حين بلغ متوسط الهطول المطري في كل من السعودية 25.6 ملم، والإمارات 22.2 ملم، وسلطنة عمان 36.7 ملم، وقطر 20.95 ملم وأخيرا البحرين حيث بلغت 13.5 ملم حتى صبيحة الثلاثاء الماضي.

واستنادا الى تقارير خبراء الفلك وأحوال الطقس فان الامطار الغزيرة التي هطلت على البلاد كفيلة بان تجعل سنة 2013 سنة هدامة، بحسب د.صالح العجيري، الذي أوضح ان الامطار لا تقل غزارة عن سنوات الهدامة السابقة وهي 1934 و1954 و1997 مشيرا الى ان كمية الامطار التي سجلت كانت معدلاتها عالية جداً، وصلت في بعض المناطق الى 94 ملم، بينما بلغت كمية الامطار في سنة 1934 ما يقارب 300 ملم على مدار العام وفي 1954 بلغت كمية الامطار على مدار العام اكثر من 300 ملم اما في عام 1997 فقد بلغت كمية الامطار في يوم واحد هو الحادي عشر من نوفمبر اكثر من 65 ملم.

واستنادا الى تقارير الارصاد فإن الكويت تعرضت لهجمة مطرية بمعدلات مرتفعة لم تشهدها منذ 30 عاما، حيث بلغت نسبة الأمطار 40 ملم خلال مدة زمنية لم تتجاوز 45 دقيقة، بينما كانت نسبتها 3 ملم فقط خلال الأشهر السبعة الماضية.

جهود حكومية

واستطاعت وزارة الأشغال تصريف ما نسبته 95 في المئة من المياه المتراكمة. وتمكنت وزارة الكهرباء والماء من اعادة التيار الى نحو 70 في المئة من شبكة الوفرة، و85 في المئة من شبكة العبدلي، و80 في المئة من شبكة الخيران والنويصيب خلال فترة وجيزة من انقطاعها بفعل العاصفة، علما ان الاضرار الكبرى للعاصفة برزت في ضاحية علي صباح السالم "أم الهيمان" التي وصلت فيها نسبة كمية تساقط المطر الى 57 ملم، مما أدى الى جرف كميات كبيرة من الرمال الى الطرق المؤدية الى المنطقة، والطرق الرئيسية مثل طريق الفحيحيل السريع وطريق الملك فهد السريع، وتسبب في انقطاع وجيز لتلك الطرقات قبل ان تعمل فرق طوارئ الاشغال على اعادة فتحها امام حركة المرور.

وبرز جليا استنفار الجهات الحكومية للتعامل مع موجة الامطار، وفي هذا المجال تشير ادارة الطوارئ الطبية بوزارة الصحة الى أنها تعاملت مع مختلف الحالات الواردة خلال عاصفة الأمطار التي تعرضت لها البلاد، مضيفة أنها تلقت مئات البلاغات منها حالات غير عاجلة يوم الاثنين الفائت بلغت 170 حالة و14 حالة يوم الثلاثاء، في حين تلقت 521 بلاغاً لحالات عاجلة منها 349 حالة بلاغات عاجلة يوم الاثنين و172 حالة يوم الثلاثاء، وبلغ عدد الحالات المنقولة يوم الاثنين 204 حالات والثلاثاء 84 حالة.

«الإطفاء»

بدورها، قالت الادارة العامة للاطفاء ان مراكزها تعاملت مع موجة الأمطار التي اجتاحت البلاد، وذلك من خلال البلاغات التي وردت من غرفة العمليات والتي تقارب 196 بلاغاً، منها 139 بلاغ انقاذ و57 بلاغ مكافحة خلال 24 ساعة، وتم انقاذ اكثر من 110 اشخاص وتم الابلاغ عن حالتي وفاة بالاضافة الى بلاغات اخرى منها غرق سيارات، وانقلاب مركبات وسقوط شجرة على سيارة، وغرق سيارة بداخلها امرأة، وتم انقاذ اكثر من عائلة بمزارع الوفرة، بالاستعانة بالقوارب المطاطية، وتم انقاذ جميع الاشخاص الذين ذكروا في البلاغات واقتصرت الخسائر على الامور المادية.

وسخّرت بلدية الكويت جرافاتها للعمل على فتح الطرق المسدودة خاصة طريق النويصيب مقابل منطقة ام الهيمان، حيث عملت فرق طوارئ البلدية المختلفة في المحافظات على توفير سبل الانقاذ، اضافة الى انها عملت بجانب جهات حكومية اخرى لمكافحة الامطار بجميع الوسائل المتاحة لديها.

بلدية الكويت

واستدعت بلدية الكويت شركات النظافة بعمالها في اكثر من موقع وعملت على تنظيف بعض الاماكن التي تضررت نتيجة الامطار. كما قامت بالمساهمة في معالجة غرق نفقي منطقة القيروان على الدائري الخامس والدائري السادس المؤدي الى بر كبد، وعملت على سحب المياه المتجمعة مع فرق الدفاع المدني والاطفاء من خلال التعامل معه عبر مضخات شفط المياه.

ومع انحسار العاصفة، بدا واضحا ان البلاد استعادت وضعها الطبيعي وعادت الامور الى نصابها، ما يؤكد قدرة الجهات الحكومية على احتواء تداعيات العاصفة رغم شدتها مقارنة بما كانت عليه في بعض الدول الخليجية الاخرى.

ففي المملكة العربية السعودية مثلا بلغت نسبة الأمطار المتساقطة نصف ما شهدته الكويت، لكنها أدت في الرياض وبعض المحافظات الاخرى الى غرق الشوارع والأنفاق وتعطيل الدراسة وقطع الكهرباء وانهيار بوابات مطارات حيث سقطت بوابة مطار الاحساء الدولي، بفعل موجة "السيول” التي ألحقت أضراراً ملحوظة في المطار، كما تسببت في سقوط مقدمة صالة كبار الزوار بالمطار التي تم تجهيزها حديثاً، وكذلك في سقوط سور مبنى إدارة التربية والتعليم.

الإحساء

وتسببت الأمطار التي هطلت على محافظة الإحساء في محاصرة المواطنين والحيلولة دون وصولهم إلى منازلهم التي حاصرتها وعزلتها المياه، وتحولت معظم الشوارع إلى بحيرات لم تنفع معها محاولات الاستعانة بصهاريج شفط المياه خصوصاً في الأماكن التي تشهد كثافة مرور.

وتلقت وحدات وفرق الدفاع المدني السعودية أمس الأول حتى منتصف نهار أمس أكثر من (6847) بلاغاً جراء الأمطار والسيول، وتمكن رجال الدفاع المدني من انقاذ (448) شخصا ممن احتجزتهم مياه الأمطار والسيول وانتشال (309) مركبات وحافلات جرفتها مياه الأمطار، بينما بلغ عدد الوفيات نتيجة للحوادث الناتجة عن الأمطار والسيول (11) شخصاً منهم 7 في منطقة الرياض و2 في مدينة عرعر وواحد في القنفذة بالإضافة إلى غريق في الباحة.

الإمارات

دبي

أدت الأمطار الغزيرة التي هطلت على دبي وباقي أنحاء الإمارات إلى صدور قرار بإغلاق المدارس بعد ساعة من بداية اليوم الدراسي وإعادة الطلاب إلى منازلهم حفاظا عليهم من أية أخطار، كما تسببت في صدور قرار بإغلاق معرض دبي للطيران في يومه الأخير، وطلبت إدارة المعرض من الزوار عدم التوجه إليه حماية لهم.

ونشر رواد المعرض الدولي ومشاركون فيه تغريدات وصورا عن تسرب المياه إلى داخل قاعات العرض المغلقة، بينما أشارت مواقع على الإنترنت إلى أن البحرية الأميركية نقلت الطائرات الحربية التي كانت تعرضها. وتسببت الرياح في إغلاق "القرية العالمية" التي تعد من أهم المزارات السياحية بدبي حفاظا على سلامة الزائرين، خصوصا أنها تستقبل آلاف الزوار يوميا.

«الأشغال» تؤمن الطرق تمهيداً لإصلاح الانهيارات

بدأت وزارة الأشغال العامة اجراءاتها لإصلاح الأضرار التي خلفتها عاصفة الامطار في بعض انحاء البلاد، لاسيما على بعض الطرقات التي شهدت انهيارات بفعل جرف التربة.

وعمدت الوزارة، في هذا السياق، الى تأمين تلك الطرقات المتضررة، حيث قامت بوضع حواجز واشارات تنبيه وارشادات على تلك الطرقات، لاسيما منحنى جسر الوفرة، وبعض طرقات المناطق الجنوبية من البلاد, على ان تبدأ الاعمال التأهيلية بشكل عاجل خلال الايام القليلة المقبلة، بعد رصد الأضرار وتحديد سبل المعالجة بالتعاون مع الجهات المعنية.