تختارين شخصيات محوريّة صعبة، فما الجديد في «اتهام»؟

Ad

شخصية {نجيبة}، فهي مرتبكة دائماً ولا تعرف كيف تتصرف، خصوصاً بعدما أوقعت نفسها بمصيبة تسببت هي بها. إنها شخصية بسيطة في شكلها الخارجي لا توحي بقساوة {ناهية}، وهذا أمر مقصود بهدف التغيير.

ما رأيك بالحبكة الدرامية في نص كلوديا مرشليان؟

نحن زميلتان منذ زمن بعيد، وأتابع دائماً أعمالها الدرامية، لذا شهادتي فيها مجروحة. عندما قرأت نصهّا وجدت أنه سيجذب الجمهور بقصته الجميلة والمتشعبة والبعيدة عن التكرار والملل كونها تحوي أحداثاً كثيرة.

 

هل سبق أن تعاونتِ مع المخرج فيليب أسمر؟

عملنا معاً عندما كان مساعد مخرج، لاحظ الجميع آنذاك أنه شخص مميّز ينتظره مستقبل باهر. كمخرج أتعاون معه للمرة الأولى، ووجدت هذه التجربة جميلة لأننا لم نشعر بضغط التصوير خلافاً لما كان ما يحصل عادة.

هل تتجدد إطلالتك مع اختلاف المخرجين والكتّاب؟

طبعاً، كل مخرج يرى في الممثل مقومات جديدة لم يرها سلفه، فينمّي هذا التنوع شخصية الممثل الذي، بمقدار ما يكون مطواعاً وقادراً على استيعاب الملاحظات ورؤية المخرج، يستمر في التعاون معه.

تبرز طاقات الممثلين اللبنانيين أكثر في الاعمال العربية، ما السبب برأيك؟

أعزو ذلك إلى طريقة الإخراج وتعامل الشركات المنتجة معهم، فنحن كممثلين نرى أنفسنا مغايرين بين مخرج وآخر، وهذه أهمية التنوع في اكتساب الإنسان خبرته.

مع تقدم الحلقات نكتشف الوجه الآخر لـ{نجيبة}، فأي مفاجأة تنتظرنا بعد؟

يجب أن يتابع المشاهد المسلسل ليكتشف بنفسه المفاجأة، خصوصاً أن ثمة علامة استفهام حول هذه الشخصية التي ستصادفها أحداث كثيرة.

قدّمت في شهر رمضان الفائت شخصيتين مهمتين في {واشرقت الشمس} و{سنعود بعد قليل}، ألا ترين أن دور {نجيبة} أقل شأناً من الدورين السابقين؟

يحافظ هذا الدور على مستوى معيّن حققته سابقاً، وهو محوري وأساس في تركيبة القصة، لأن نجيبة ستتخذ موقفاً مختلفاً في كل مشهد جديد. حرصت كالعادة ألا أتراجع عن مستوى معيّن ونوعية محددة من الأدوار، إذ يهمنا كممثلين لبنانيين المشاركة في أعمال درامية رمضانية.

هل تتابعين الدراما الرمضانية هذا العام؟

وفرة الأعمال، ورهجة كأس العالم في كرة القدم، لم يفسحا في المجال أمامي لمتابعتها كلها، إلا أنني أشاهد بعضها عبر مواقع الإنترنت في انتظار انتهاء شهر رمضان لمتابعتها بهدوء.

ما رأيك بمستواها؟

من الطبيعي أن تحقق الأعمال الدرامية تقدماً معيّناً ويكون مستواها جيداً لأن الجميع يسعى إلى التحسين والتطوير، إنما تتفاوت آراء الجمهور وفق الأذواق، على أن يبقى لكل عمل نمطه الخاص الذي يميّزه عن سواه.

أي من الأعمال قررت مشاهدتها كاملا؟

{سرايا عابدين} و«سيرة حب} و{عشرة عبيد صغار}. أمّا {كلام على ورق}، فقد تعبت من حركة صورته التي، وإن كانت مميّزة، كان يمكن تمريرها في بعض المشاهد لا أن تنسحب على الحلقة كلها، ثم كوّنت فكرة عن نبض مسلسل {لو}. لكن لا يمكنني الحكم على الأعمال قبل مشاهدتها كاملة وتكوين صورة واضحة.

يقتصر حضور الدراما اللبنانية هذا الموسم على مسلسل {عشرة عبيد صغار}، كيف تفسّرين ذلك؟

ثمة أعمال قيد الإنتاج لم تنته بعد، فضلا عن سياسة خاصة لكل محطة، إنما ما يفرحني فعلا هو مشاركة عناصر لبنانية في أعمال عربية مشتركة، لأن ذلك يثبت تميّز الممثل اللبناني ضمن هذه الباقة المنوّعة، وأن السمعة للآخرين فيما الفعل لنا كلبنانيين، فكلما شاركنا في عمل جديد يفاجأون بالتزامنا ونوعية أدائنا، ربما لأننا اعتدنا القساوة والمرارة في هذه المهنة التي نحبّ.

أشير إلى الأصداء الجميلة حول مسلسل {فرصة ثانية} الذي يشارك زوجي ألكو داوود فيه، وقد عبرت شركة MBC عن سرورها بمشاركة الممثلين اللبنانيين الذين أثبتوا جدارتهم.

هل يعني ذلك أن الظروف الصعبة التي مررتم فيها كممثلين لبنانيين هي التي جعلتكم متمرّسين أكثر؟

طبعاً، وصلنا راهناً إلى مرحلة سهلة فيما كنّا نحمل أعباء كثيرة. رغم أن المشاركة في الدراما اللبنانية الصرف تشرّفنا إنما لا يحول ذلك دون مشاركتنا في أعمال عربية.

وفق أي معيار يتم اختيار الممثلين اللبنانيين في الأعمال العربية؟

الممثلون الذين شاركوا سابقاً في أعمال عربية، وأثبتوا قدراتهم التمثيلية ونوعية أدائهم والتزامهم بالعمل، اعتاد المنتجون العرب على وجودهم في أعمالهم، لذا يطلبونهم. من جهتنا نعرّف هؤلاء إلى شخصيات معيّنة يريدونها في أعمالهم. راهناً اصبحت الأمور أسهل مع حضور العرب عندنا.

هل اعتاد الجمهور العربي الخليط في المسلسلات ويطالب به؟

أكيد، وأصبح الجمهور العربي يطالب بأسماء لبنانية معيّنة.

ألا يعرقل ذلك مسيرة الأعمال المحلية في كل بلد؟

مع ازدياد الفضائيات لا بد من استمرار الإنتاجات المحليّة، فتبرز الأعمال الجميلة أكثر من سواها انطلاقاً من أهمية المحطة التي تعرضها، وفق عملية تسويق مدروسة، كذلك تُعرض تلك الأعمال مراراً عبر محطات عدّة.

تخصصت واجتهدت للتقدم في مسيرتك أسوة بزملائك، وها هن نجمات الغناء في دور البطولة فيما تؤدون أدواراً ثانوية، ما رأيك؟

يقوم مبدأ نقابة الممثلين المحترفين على ابقاء نسبة 20% للشركة المنتجة في كل عمل، وتكون هذه النسبة لمن يتمتع بخبرة معيّنة ولديه اسم مشهور، ما يرفع شأن المسلسل الذي يشارك فيه ليكون وردة تزيّن باقة الممثلين، فاذا فشل نجم المسلسل سقط العمل كله وهو معه. برأيي من لا يتمتع بطاقة تمثيلية يجب أن يتابع ورش عمل مكثفة، فيما يشكّل الممثلون الحقيقيون سنداً للنجم، فيتعاونون معه ليبرز أكثر، وإلا سقط العمل. لا يمكننا كأبناء المهنة التخلي عن مستوى معيّن من الأداء والعمل لذا يجب أن يكون هؤلاء أيضاً على مقدار المسؤولية.

ماذا تقولين لشركات الإنتاج؟

أتمنى استمرار عجلة الإنتاج. تتسع الساحة الدرامية لكل من لديه اسم وخبرة وموهبة يريد إبرازها. إلى ذلك لسنا حقل تجارب وبالتالي أتمنى على من لا يثق بامتلاكه قدرات تمثيلية لازمة ألا يجرّب فينا، خصوصاً أنه الخاسر في النهاية. كذلك أتمنى على الشركات العربية والمحلية تسليط الضوء على الممثل اللبناني، لأن الدراما اللبنانية تحوي عناصر رائعة، ونجوماً نريد ان يكون لهم دور في الساحة.

{اتهام} ميريام فارس

كيف تقيمين أداء ميريام فارس في {اتهام}؟

لفتتني جهوزيتها في موقع التصوير، وكانت مثالا في الخلقية والمثابرة واللياقة واحترام الوقت والعمل، ثم لم تكترث لشكلها الخارجي بل تركته مطواعاً للدور والأحداث، لذا فاجأت الناس بأدائها الجيّد وهذا أمر مهمّ لمسيرتها.

هل مستقبلها واعد في الدراما؟

نعم، شرط أن تكون صبورة في سعيها إلى الوصول.

أشارت إحصاءات محلية إلى حصد مسلسل {اتهام} المرتبة الأولى في نسبة المشاهدة الرمضانية، ما هي العوامل التي حققت نجاحه؟

حقق المسلسل نجاحاً في لبنان ومصر، وأعزو ذلك إلى شهرة ميريام فارس في الدول العربية، فضلا عن أن شركة Media Revolution تتبع عملية تسويق مدروسة لأعمالها، إضافة إلى نص كلوديا مرشليان وإخراج فيليب أسمر. فدفعت هذه المعطيات الجمهور إلى ترقب المسلسل والانجذاب إليه رغم وفرة المسلسلات.

عندما تؤدي نجمة غنائية مشهورة مثل ميريام فارس أو سيرين عبد النور أو هيفاء وهبي دور البطولة، ألا تُسرق الأضواء من سائر الممثلين؟

طبعاً، خصوصاً أن الموسيقى والغناء يحتلان حيّزاً جماهيرياً أكثر من الممثلين في لبنان. إنما لا يكفي تطعيم العمل بنجوم الغناء، بل بممثلين مبتدئين أيضاً، لأن تسليط الضوء على نجمة مبتدئة سيمّهد الطريق أمام المطالبة بها في أعمال أخرى، لذا ندعو الممثلات المبتدئات اللواتي يتمتعن بطاقات جميلة أن يجتهدن لأن الساحة أصبحت جاهزة لهنّ.

هل مشاركة نجمات الغناء في أعمال درامية إثبات أكبر للنجومية أم إبراز لموهبة معينة؟

ثمة موهبة طبعاً، وإذا لم تكن نجمة الغناء متأكدة من طاقتها التمثيلية وموهبتها وقدرتها على النجاح، مثل سيرين وهيفاء، فيجب ألا تدخل أساساً مجال التمثيل لئلا تؤذي نجوميتها واسمها.