القاهرة تطمئن «العالقين»... و«تحالف» موسى يتجمد

في الوقت الذي أعلن فيه السياسي المحنك عمرو موسى تجميد تحالف «الأمة الانتخابي»، لما اعتبره صراعات حزبية، تسابق الحكومة المصرية الزمن لعودة المصريين العالقين على الحدود الليبية - التونسية، بينما يطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم أول مشروعاته القومية بمشروع «تنمية قناة السويس».

شهدت القاهرة أمس جملة من التحركات التي تدخل ضمن مساعي الحكومة المصرية لتخفيف معاناة المصريين العالقين على الحدود التونسية الليبية، حيث أمر الرئيس عبدالفتاح السيسي بإرسال مساعدات غذائية للمصريين العالقين هناك، بينما توجه وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، إلى العاصمة التونسية للوقوف على إجراءات عبور المصريين الراغبين في العودة من ليبيا عبر الحدود التونسية والاطمئنان عليهم.

وفي خطوة تعتبر الأولى للرئيس السيسي منذ توليه مهام منصبه في يونيو الماضي، أطلق الرئيس اليوم صافرة البدء في تنفيذ مشروع تنمية محور قناة السويس الذي وعد المصريين بتنفيذه ضمن برنامجه الانتخابي، كأحد أبرز المشاريع الكبرى القادرة على تحسين الأحوال الاقتصادية للبلاد، خلال فترة وجيزة قدرها بنحو عامين.

ويشمل المشروع شق تفريعة جديدة للمجرى الملاحي للقناة بطول 30 كيلومترا، تسمح بمرور السفن في الاتجاهين، وفي وقت واحد، فضلا عن السماح للسفن العملاقة بالمرور، وتقليل فترات انتظارها في منطقة البحيرات، الأمر الذي يُرجح معه زيادة إيرادات القناة بـ13 مليار دولار سنويا، بدلا من نحو 5.3 مليارات دولار.

ووفقا للمخطط فإن المشروعات الرئيسية للمشروع تتضمن إقامة منطقة تجارية ولوجستية شرق بورسعيد والإسماعيلية، واخرى شمال شرق السويس والعاشر من رمضان والمنطقة الحرة جنوب السويس، ومن المقرر أن يتولى تنفيذ المشروع «القوات المسلحة المصرية» وشركة «دار الهندسة السعودية». وأوضح مصدر حكومي أن القوات المسلحة ستتولى البنية التحتية للمشروع نظرا لاعتبارات الأمن القومي.

في السياق، وبينما أكد وزير التخطيط د. أشرف العربي أن مؤتمر المانحين الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين تم تعديله ليكون مؤتمراً اقتصادياً كبيراً في مصر، نافياً تحديد موعد لعقده، وصل أمس رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب إلى العاصمة الأميركية واشنطن، للمشاركة في قمة قادة «أميركا وإفريقيا»، ومن المقرر أن يحضر محلب مراسم توقيع الاتفاقية بين مصر والبنك الدولي، لمنح الحكومة قرضا بقيمة نصف مليار دولار يخصص لتوصيل الغاز الطبيعي إلى 1.5 مليون أسرة مصرية فقيرة.

تجميد «الأمة»

سياسيا، وفي تحرك جديد يكشف أثر الخلافات الدائرة بين الأحزاب المنضوية تحت راية «تحالف الأمة»، برئاسة الدبلوماسي المصري المحنك عمرو موسى، خاصة في ما يتعلق بمحاصصة الأحزاب على مقاعد البرلمان، أبلغ موسى الممثلين الرئيسيين للأحزاب التي تناقش قيام الائتلاف، بتجميد العمل بالتحالف إلى حين تشكيل لجنة محايدة بين الأحزاب والقوى السياسية لمواصلة الاتصالات، بغية خلق مناخ سياسي يضمن تشكيل حياة نيابية فاعلة.

بدوره، أكد نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي فريد زهران أنه من السابق الحديث عن فشل أو انتهاء تحالف موسى الانتخابي، موضحا لـ«الجريدة» ان الأوضاع السياسية كلها قيد المراجعة، مشددا على استمرار حزبه في تحالف «الوفد المصري»، كاشفا عن مساع لتوسيع التحالف بضم أطراف من داخل جبهة الإنقاذ الوطني مثل «التيار الشعبي» وأحزاب «الدستور» و»المصريين الأحرار».

محاكمات

في غضون ذلك، يواصل القضاء المصري اليوم نظر قضية قتل المتظاهرين إبان ثورة يناير 2011، المتورط فيها الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته وستة من كبار مساعديه، بينما قررت الجمعية الوطنية للتغيير تقديم بلاغ للنائب العام ضد فريد الديب محامي الرئيس المخلوع مبارك، بعد سبه ثورة 25 يناير، ووصفها بـ»المؤامرة»، أثناء مرافعته في القضية أمس الأول، وقال المتحدث باسم الجمعية أحمد النقر: «الفريق القانوني للجمعية الوطنية أعد صيغة قانونية للبلاغ وقدمها للنائب العام».

إلى ذلك، انتهى قسما «مدينة نصر ثان» و«النزهة» من تركيب عدد من المكيفات والمبردات الهوائية، داخل حجوزات القسمين، تنفيذا لقرار مدير أمن القاهرة اللواء علي الدمرداش، بينما أمرت نيابة العمرانية التابعة لمحافظة الجيزة بحبس إخوانيين لحين ورود تحريات جهاز الأمن الوطني، بشأن تحديد دورهما في وقائع العنف التي دارت بين قوات الأمن والإخوان الجمعة الماضية.

في السياق، قال المتحدث باسم القوات المسلحة العميد محمد سمير إن قوات الأمن قتلت 11 إرهابيا، ودمرت ثلاث عربات وثماني دراجات بخارية، بينما قامت الهيئة الهندسية التابعة للجيش بردم ثلاثة أنفاق، وعمت حالة من الغضب قطاعات سكان شرق العريش، بعد تكرار حوادث سقوط قذائف على منازل مواطنين في منطقة «الشيخ زويد» بالخطأ من قبل قوات الأمن.

من جانبه، قال د. أحمد الزميتي إن منطقة الشيخ زويد شهدت في فترة زمنية لا تتجاوز الشهر ثلاث حوادث كارثية بنفس الأسلوب، حيث أكدت شهادات شهود العيان أن القذائف تسقط بالخطأ أثناء الحملات الأمنية.