كيت شوبان الكويت
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
ثورة "فاطمة" بطلة النص الروائي كانت متأخرة بعض الشيء وهي تقع تحت سطوة الأخ الذي يتولى أمرها ، بكل ما تعنيه ولاية الأمر من معنى، الرجل الذي يرى الحياة من عين أحادية الرؤية "مقتنع تماماً بأن الحقيقة تقبع في جيبه الخلفي...". يحاصر الأخ جميع حركات فاطمة وهو يسكنها السرداب عالمها الخاص وليس المنزوي عن مراقبة "صقر" وحيله الدائمة التي تعرفها لكي يتلصص على حياتها الخاصة. حين يدخل الشعر طرفا ثالثا ومهما في الرواية مرتبطا بحبها الأول الشاعر عصام وبدء خروجها الى الحياة يدخل الأخ ليعيدها الى سردابها قاطعا كل اتصال لها بالعالم الخارجي.حين تجد في الزواج خروجا الى الحياة يعاملها زوجها بلطف ويحاول أن يكون "جنتلمان" كما يقول عن نفسه. الا أنها تكتشف صقرا آخر دون لحية ومسواك كصقر الأخ. ربما العبارة المفصلية في الرواية والأكثر ألما ومرارة هي جملة فاطمة حين يبدأ زوجها بالتعرف اليها. "في هذا العالم يضاجع الرجل المرأة ثم يتعرف عليها". لم يكن فارس الزوج يختلف كثيرا عن سلوك الأخ صقر تجاهها. كان يريدها زوجة وربة منزل لا تعمل ولا تدرس وهو ما كانت عليه فاطمة قبل أن يتزوجها. لم تستطع البقاء تحت رحمة رجل آخر لا يختلف كثيرا عن أخ لا يرى فيها الا عورة يجب سترها. فتقرر الهرب حتى تتمكن من الحصول على حريتها الكاملة.رواية بثينة هي الخطوة الأولى للتخلص من سطوة كبيرة ليس الدور فيها للرجل فقط وانما للمرأة أيضا دور أكبر فيها. نساء ترى في الحرية رعبا ومسؤولية ليس من السهل مواجهتها. تتذكر الحركة الأدبية في الغرب الدور الأكبر الذي لعبته كيت شوبان عام 1890 حين صدرت روايتها "صحوة" التي شكلت الطريق الأول نحو حياة اجتماعية وأدبية مختلفة للمرأة والرجل في العالم اليوم. و"فاطمة" بثينة العيسى ليست أبعد اجتماعيا عن "ادنا بونتلير" كيت شوبان وليست أقل جرأة منها.