طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي المصريين بالوقوف صفاً واحداً في مواجهة ما سماه "فصيل لا يعرف ربنا"، في حين دعا تحالف الإخوان إلى تظاهرات أمام المنشآت العسكرية في ذكرى أحداث "الحرس الجمهوري"، التي وقعت العام الماضي وكان ضحاياها نحو 50 قتيلاً.

Ad

حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي القوى العالمية من أن الإسلاميين المتشددين يُدمرون الشرق الأوسط ويمثلون تهديداً لأمن الجميع، قائلا إنه "يتم تدمير المنطقة دي دلوقتي، ودا المفروض احنا ما نسمحش بيه"، إلا أنه شدد على أن مصر لن تُقسم.

وقال السيسي في خطاب أذيع تلفزيونيا في ذكرى انتصار الجيش المصري على إسرائيل في العاشر من رمضان: "فيه دول شقيقة لينا بتتهد وبتتقسم باسم الدين. طيب ممكن ده يحصل مع مصر؟ لا والله. مش ها يحصل مع مصر"، مضيفاً أن العنف يؤثر على العالم بأثره وليس فقط على العالم العربي، وحدد بالاسم الولايات المتحدة وروسيا والصين وأوروبا.

من جهة أخرى، أخذت قرارات خفض الدعم عن الطاقة مساحة واسعة من خطاب الرئيس، حيث زادت المخاوف من أن تؤدي زيادة تعريفة النقل والمواصلات والكهرباء والمواد الغذائية، إلى موجة غضب كبيرة، وسط قطاع عريض من الشعب المصري، وبرر السيسي قرار رفع أسعار الوقود بالإشارة إلى أنه "الدواء المر"، لافتاً إلى أن إجمالي أموال الدعم المدفوعة يومياً للمواطنين، تبلغ 400 مليون جنيه، وأن الدولة ستقترض 250 مليار جنيه، لسد عجز الموازنة، مؤكداً ثقته في نجاح وعبور تلك الأزمة، بدعم جميع المصريين.

ودعا السيسي، الذي تولى مسؤولية البلاد قبل شهر، القادرين إلى المساهمة في دعم صندوق "تحيا مصر"، محذراً من وجود فصيل يسعى إلى هدم الدولة، قائلاً: "يوجد فصيل لا يعرف ربنا، مستعد يهدم الدولة المصرية ويعتقد أنها حرب مقدسة، الدين أصبح اليوم أداة في يد المتطرفين لتدمير الدول، وهو ما لم نسمح به على الإطلاق".

تبرع السيسي

إلى ذلك، وبينما تبرع السيسي أمس الأول، لحساب صندوق "تحيا مصر" في البنك "الأهلي المصري"، قال مصدر مسؤول لـ"الجريدة" إن "الرئيس طلب قائمة كاملة بأسماء المصانع المغلقة، وحجم المديونيات الموقعة عليها"، مشيراً إلى أن السيسي وضع خطة لإعادة افتتاح هذه المصانع وتسوية ديونها من خلال صندوق "تحيا مصر"، موضحاً أن هناك منحة إماراتية سيتم من خلالها دعم المصانع المغلقة لإعادة فتحها، مع الاستعانة بمجموعة من المستشارين الأوروبيين.

في المقابل، رفض حزب "الوطن" السلفي، سياسات رفع الدعم عن الوقود والطاقة والخدمات العامة، واعتبر أنها بمثابة تخلٍّ من الدولة عن واجبها تجاه الفقراء، في حين انتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حازم حسني، الكلمة التي ألقاها السيسي، مشيراً في تصريحات لـ"الجريدة" إلى أنه لابد أن يتخلى عن فكرة البطل الأسطوري، الذي لا يُرَد له قرار، مطالباً الرئيس بالالتزام بصلاحياته المقررة في الدستور، وألا يتصور أن قراراته فوقية لا يمكن التراجع عنها.

في غضون ذلك، كثفت الحكومة من إجراءاتها لضبط الأسواق، بعد يومين من استغلال بعض التجار، رفع أسعار الوقود، في مضاعفة أسعار بعض المواد الغذائية، حيث عقد رئيس الوزراء إبراهيم محلب اجتماعاً وزارياً أمس لمتابعة الإجراءات التي تتخذها الحكومة لضبط الأسواق.

إلى ذلك، تلقى السيسي أمس اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعاه فيه إلى توسيع التعاون بما يعزز «العلاقة التكاملية» بين البلدين، وشكره على موقفه الرافض لاستقلال إقليم كردستان ولتقسيم العراق.

إجراءات أمنية

أمنياً تفقد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم عدداً من أقسام الشرطة أمس للاطمئنان على الحالة الأمنية، مطالباً جميع القيادات باحترام المواطن وتلبية احتياجاته ومساعدته في المقام الأول.

إلى ذلك، دعت جماعة "الإخوان" إلى "فاعليات نوعية" أمام منشآت عسكرية، في ذكرى أحداث "الحرس الجمهوري"، التي وقعت في يوليو الماضي، وقتل خلالها 50 من أنصار الجماعة، بعد محاولاتهم اقتحام مقر الحرس الجمهوري في ضاحية "مدينة نصر"، ظناَ منهم أن الرئيس الأسبق محمد مرسي، كان محتجزاً فيه عقب عزله من قبل الجيش.