الحل سياسيٌّ لا أمنيٌّ (3)
![د. بدر الديحاني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472378832591788600/1472378876000/1280x960.jpg)
المبادرات السياسية الجريئة مطلوبة الآن، فاستمرار الوضع السيئ الحالي غير ممكن، حيث إن الأزمة السياسية تشتد وتلقي بظلالها الثقيل على الحياة العامة، وهذا يؤكد أن المعادلة السياسية الحالية دائرية ومغلقة، حيث إنها تُصيب السياسة في مقتل وتُخرج الصراع عن قنواته الطبيعية؛ مما يجعله يتجه شيئاً فشيئاً ليصبح صراعاً في الشوارع والساحات العامة مع ما يحمله ذلك من إمكانية حصول مواجهات ليست في مصلحة استقرار وطننا الغالي. أضف إلى ذلك أن المعادلة الصفرية، أي كل شيء أو لا شيء، لا وجود لها في عالم السياسة وإدارة الدول المتقدمة؛ لهذا فلا بد من البحث عن مخارج وحلول سياسية واقعية، لا سيما أن لدينا الأساس الدستوري القوي الذي سيحمينا، إن تم الالتزام به، من الانزلاق في النفق المظلم. المبادرات السياسية يجب أن تتضمن الاعتراف بالأخطاء والتراجع عنها ثم التعهد بالالتزام بالإصلاح السياسي والديمقراطي، وهذا يتطلب تنظيم العمل السياسي على أسس وبرامج مدنيّة ديمقراطية، بحيث يُحظر العمل السياسي على أي مجاميع تقوم على أسس قبلية وطائفية وفئوية، والتي تساهم في الفوضى السياسية فتزيد الوضع العام سوءاً، فضلاً عن إصلاح النظام الانتخابي الحالي، بحيث يتم توزيع الدوائر الانتخابية بشكل عادل على أساس الدوائر الكبيرة والقوائم الانتخابية والتمثيل النسبي. والجدير بالإشارة أن نجاح المبادرات السياسية يتطلب، كما ذكرنا في المقال السابق، وقف الملاحقات السياسية وإصدار قانون للعفو العام غير المشروط عن النشطاء السياسيين.