الجزائر تنتخب الرئيس... وربع مليون جندي للتأمين
22 مليوناً مدعوون للتصويت في 50 ألف لجنة... وبوتفليقة يتأهب لولاية رابعة
وسط احتقان لم تشهده الجزائر منذ استقلالها عن فرنسا عام 1962، يتجه الجزائريون اليوم لانتخاب رئيس جديد للبلاد، في استحقاق يخيم عليه ثالوث المقاطعة والتزوير والعنف.واستعدادا لهذا الماراثون، الذي دعي له نحو 22 مليون ناخب لاختيار مرشح من ستة، أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته عبدالعزيز بوتفليقة الساعي لولاية رابعة، وعلي بن فليس الذي حذر مرارا من التزوير، خصصت السلطات أكثر من 260 ألف شرطي ودركي لحماية 50 ألف مكتب تصويت.
وأعلنت المديرية العامة للأمن الوطني أمس تجنيد 186 ألف شرطي لتأمين السير الحسن للرئاسيات 17 أبريل «في 27582 مكتب اقتراع تابع لقطاع الاختصاص»، كما جندت قوات الدرك الوطني المكلفة بالأمن في المناطق الريفية أكثر من 78 الف دركي، إضافة إلى الضباط المؤطرين لهم.والجديد هذه المرة تجنيد وحدات حفظ الأمن، خاصة في المناطق التي شهدت توترا خلال الحملة الانتخابية، مثل غرداية (جنوب) ومنطقة القبائب (وسط) وباتنة وخنشلة (شرق).وأكد والي غرداية محمود جامع، لوكالة الانباء الجزائرية، «نشر جهاز أمني مكثف داخل وبمحيط مكاتب الاقتراع» في مدينة الواحات التي تشهد مواجهات بين العرب السنة والأمازيغ الأباضيين منذ أكثر من أربعة أشهر أسفرت عن عشرة قتلى.ويترشح بوتفليقة، الذي ينافسه خمسة مرشحين آخرين منهم امرأة واحدة هي لويزة حنون رئيسة حزب العمال التروتسكي، لولاية رابعة رغم متاعبه الصحية التي أعقبت إصابته بجلطة دماغية العام الماضي، استدعت غيابه عن الجزائر ثلاثة أشهر للعلاج في باريس، ومازال يخضع لإعادة تأهيل وظيفي لاستعادة قدرته على الحركة والنطق. ودعا بوتفليقة، الذي غاب عن تنشيط الحملة الانتخابية، الجزائريين أمس الأول الى التصويت وعدم الاستجابة لنداء المقاطعة، معتبرا ان «الامتناع عن التصويت ينم عن جنوح عمدي إلى عدم مواكبة الأمة وعن عدول عن مسايرتها والانتماء إليها».وقبل نداء بوتفليقة، دعا تحالف من أربعة أحزاب إسلامية وحزب علماني، ومعهم المرشح المنسحب من الانتخابات أحمد بن بيتور، الى مقاطعة الانتخابات، واقترحوا «مرحلة انتقالية ديمقراطية بعد 17 أبريل». وشكلت نسبة المشاركة في الانتخابات تحديا دائما بالنسبة للسلطة، المتهمة بتزويرها تماما كما تزور نتائج التصويت، بحسب المعارضة.وإضافة الى هاجس نسبة المشاركة، تحذر المعارضة ومعهم المرشح المنافس لبوتفليقة علي بن فليس، رغم طمأنة وزير الداخلية الطيب بلعيز المقرب من بوتفليقة بأن «كل إجراءات الشفافية والحياد والأمن اتخذت في هذا الاقتراع».وبينما تنبأ رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر حزب اسلامي، بأن «الانتخابات ستكون مزورة، وسيعلن رئيس الجمهورية رئيسا للولاية الرابعة»، أعاد بن فليس، الذي عمل ثلاث سنوات رئيس حكومة مع بوتفليقة، التحذير من «التزوير» معتبرا إياه «عدوا له».وانضم السلفيون إلى المنادين بعدم التظاهر في الشارع حتى «لا يحدث شرخ في جسم الامة»، إذ أصدر أئمة السلفية يتقدمهم الشيخ علي فركوس بيانا دعوا فيه الجزائريين الى «تفويت الفرصة على دعاة الفتنة»، مشيرين الى «سياسات العنف طوال عهد لم يكن من السهل اجتيازه».(الجزائر - أ ف ب، د ب أ)