120 قتيلاً في حلب وحماة... وأوامر لـ «النصرة» بوقف الاقتتال

نشر في 03-05-2014 | 00:01
آخر تحديث 03-05-2014 | 00:01
No Image Caption
● النظام يستعيد دوار البريج
● المعارضة تسعى إلى عزل جرمانا عن دمشق
● كي مون: الأسد ناكث وعود
مع تقدم قوات النظام السوري في حلب، التي خصها طيرانه بأعنف غارات سقط في آخرها أكثر من 100 قتيل، وجّه زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أمس أمراً لجبهة النصرة بوقف المعارك ضد الجهاديين الآخرين، في وقت شهدت حماة تفجيرين انتحاريين أسفرا عن مقتل نحو 20 نصفهم أطفال.

بعد ثلاثة أشهر من إعلان تبرئته من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ودعوته مقاتليه إلى الانسحاب من سورية، أمر زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، في تسجيل صوتي جديد نشر أمس على مواقع إسلامية، جبهة النصرة، التي تعتبر ذراع التنظيم المتطرف في سورية، بوقف المعارك ضد الجهاديين الآخرين.

وقال الظواهري، متوجهاً الى زعيم جبهة النصرة أبومحمد الجولاني إن الأمر له، «وكل جنود جبهة النصرة الكرام، والمناشدة لكل طوائف وتجمعات المجاهدين في شام الرباط بأن يتوقفوا فوراً عن أي قتال فيه عدوان على أنفس وحرمات إخوانهم المجاهدين وسائر المسلمين، وأن يتفرغوا لقتال أعداء الإسلام من البعثيين والنصيريين وحلفائهم من الروافض».

«داعش»

وتجري معارك عنيفة بين «داعش» منذ مطلع يناير مع تشكيلات أخرى من المعارضة السورية المسلحة على رأسها «النصرة»، قتل فيها نحو أربعة آلاف شخص بعد اتهامات واسعة وجهت إلى «داعش»، الذي تأسس في العراق، بأنه «من صنع النظام» السوري ويقوم بـ»تنفيذ مآربه».

وفي التسجيل الجديد يدعو الظواهري أيضاً زعيم «داعش» أبوبكر البغدادي إلى التفرغ «للعراق الجريح الذي يحتاج إلى أضعاف جهودكم»، قائلاً: «تفرغوا له حتى إن رأيتم أنفسكم مظلومين أو منتقصاً من حقكم لتوقفوا هذه المجزرة الدامية، وتتفرغوا لأعداء الإسلام والسّنة في عراق الجهاد والرباط».

عمليات متزامنة

إلى ذلك، قتل 20 شخصاً بينهم 11 طفلاً على الأقل أمس في تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين في بلدتين بريف حماة وسط سورية، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأنهما تقطنهما أغلبية علوية وعلى مقربة من مركز للشرطة.

وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن التفجيرين استهدفا بلدتي جبرين والحميري وأسفرا أيضاً عن إصابة أكثر من 50 آخرين.

 وجاءت هذه العملية المتزامنة بعد ثلاثة أيام من تفجيرين بسيارتين مفخختين استهدفا حياً علوياً في مدينة حمص (وسط)، ما أدى إلى مقتل مئة شخص على الأقل.

ويأتي تصاعد التفجيرات في مناطق النظام، قبل نحو شهر من موعد الانتخابات الرئاسية التي يتوقع أن تبقي الرئيس الأسد في موقعه، ومن المقرر إجراؤها في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

وكانت جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سورية، تبنت الأربعاء الهجوم المزدوج بسيارتين مفخختين الذي استهدف الثلاثاء حي العباسية ذا الأغلبية العلوية في مدينة حمص، والواقع تحت سيطرة النظام، معتبرة الهجوم «أكبر نكاية ممكنة» في صفوفه.

جبهة حلب

ومع تأكيد مقتل أكثر من 100 شخص أمس الأول، منهم ما يزيد على 55 قضوا في قصف بالبراميل المتفجرة على سوق شعبي في حلب، أشار المرصد السوري أمس إلى أن القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وقوات «حزب الله» اللبناني تمكنت من استعادة منطقة دوار البريج الاستراتيجي في ريف حلب، وذلك عقب سيطرتها مساء أمس الأول على منطقة المجبل.

وأكد المرصد أنه بذلك تكون القوات النظامية أحكمت السيطرة على مدخل حلب الشمالي الشرقي، وأصبحت قريبة من سجن حلب المركزي ومشفى الكندي، وأحياء مدينة حلب من الجهة الشمالية الشرقية.

تقدم المعارضة

في المقابل، استطاعت جبهة النصرة الاستيلاء على مناطق واسعة من الأطراف الشمالية من مدينة جرمانا في محافظة ريف دمشق، بحسب المرصد السوري، الذي أشار إلى أن النصرة وكتائب المعارضة تسعيان إلى عزل المدينة عن العاصمة دمشق.

الأكراد ودمشق

وفي تطور آخر، أفادت تقارير أمس بأن وحدات حماية الشعب الكردي قتلت ٥ أشخاص وأسرت ٢٧ آخرين من قوات الدفاع الوطني المؤيدة للسلطات السورية في مدينة الحسكة.

وفي دمشق اندلعت اشتباكات بين مقاتلي الجيش الحر، والقوات الحكومية جنوبي العاصمة، تزامناً مع غارة جوية على حي جوبر شرقي المدينة. في حين ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينة الزبداني شمالاً.

وفي درعا قال مقاتلو كل من الجيش الحر والكتائب الإسلامية، إنهم تمكنوا من السيطرة على كتيبة عسكرية كاملة في ريف درعا الغربي، وقتلوا عدداً من جنود القوات الحكومية.

وفي اللاذقية على الساحل، استمرت المعركة التي أطلق عليها مقاتلو المعارضة معركة الأنفال. وذكر الناشطون أنه تم استهداف مقار للقوات الحكومية، في جبل تشالما شمالي اللاذقية.

التواصل مع الأسد

سياسياً، كشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في مقابلة مع «العربية» نشرتها أمس أنه ليس على تواصل مع الرئيس السوري، وأنه سبق أن قام بذلك في بداية الأزمة قبل أن يتوقف بسبب عدم إيفاء النظام بالوعود.

وقال بان كي مون: «منذ فترة وأنا لا أتحدث معه. لقد كنت أتحدث معه باستمرار في بدايات الأزمة، ولكن مع مرور أشهر على التواصل المباشر، وعدم التزامه بالوعود، قررت أن ذلك غير مجد وليس له داع، ومنذ ذلك الوقت وأنا أستخدم مبعوثي الخاص للتواصل».

كما حذر بان كي مون من التداعيات التي قد يسببها ثبوت استخدام النظام للغازات السامة، قائلاً إن ذلك يتنافى مع التزام الحكومة السورية بتدمير الكيماوي.

(دمشق، نيويورك، دبي-

أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top