«جبهة النظام» تنسق موقفها في موسكو قبل «جنيف 2»

الأمم المتحدة تعتبر «الإعدامات» جرائم حرب... وألف قتيل حصيلة معارك «الحر» و«داعش»

نشر في 17-01-2014
آخر تحديث 17-01-2014 | 00:02
No Image Caption
مع ازدياد الحرب السورية وحشية وتعقيداً منذ اندلاع المعارك بين مقاتلي المعارضة و«داعش»، الذين كانوا قبل أسابيع في خندق واحد ضد النظام، تضاعفت الجهود الدبلوماسية استعداداً لانطلاق مؤتمر «جنيف2».
قبل أقل من أسبوع على انعقاد مؤتمر «جنيف-2»، الذي أعلنت الولايات المتحدة أن وزير خارجيتها جون كيري سيكون على رأس وفدها فيه، استضافت روسيا أمس ماراثون محادثات جديد جمع وزير خارجيتها سيرغي لافروف بنظيريه الإيراني محمد جواد ظريف والسوري وليد المعلم وذلك بعد يومين من اجتماع ثلاثي في باريس ضم إلى جانب لافروف وكيري المبعوث الدولي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي.

واستبقت وزارة الخارجية الروسية هذه اللقاءات، بإصدار بيان كررت فيه عزم موسكو تكثيف الجهود مع شركائها الدوليين بهدف تهيئة الظروف المواتية لعقد المؤتمر، موضحة أن «الهدف من هذه الجهود هو دفع الحكومة والمعارضة السوريتين لاتخاذ سلسلة من الخطوات ذات الطابع الإنساني، ومنها التوصل إلى هدنة في بعض المناطق، وتبادل الأسرى والمعتقلين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، سواء من قبل القوات الحكومية أو المعارضة المسلحة».

واعتبرت الخارجية الروسية أن «عقد المؤتمر الدولي حول سورية في موعده المحدد يحمل أهمية كبيرة»، مؤكدة أن «المؤتمر ليس هدفاً بحد ذاته، لكن المهم أن تساهم عملية المباحثات في جنيف، من بدايتها إلى نهايتها، في إحداث تغيير على الأرض لجهة تقليص المصائب، وتقليل معاناة الشعب السوري، وخفض مستوى العنف».

وكشفت موسكو أن الحكومة السورية حددت تشكيلة الوفد المفوض بإجراء مباحثات في جنيف، معربة في الوقت عينه عن أسفها لعدم تشكيل المعارضة وفدها، وأملها بأن تسمع في القريب العاجل موافقة الأخيرة على المشاركة.

وأكدت الخارجية أن القرارات التي ستتخذ في جنيف يجب أن تكون ثمرة توافق الأطراف السورية، ولا يمكن أن تفرض من أي أحد على المشاركين في المؤتمر.

لقاءات مباشرة

وخلال مؤتمره الصحافي مع وزير الخارجية الإيراني، الذي وصل إلى موسكو ليل الأربعاء الخميس برفقة نظيره السوري على نفس الطائرة، أكد لافروف أن ممثلي الحكومة السورية والمعارضة سيلتقون وجهاً لوجه أكثر من مرة في سويسرا الأسبوع المقبل، قائلاً: «لا يعلم أحد كم من الوقت سيلزم لكن من الواضح أن المؤتمر لن ينتهي فى الثاني والعشرين من الشهر الجاري، فهو سيبدأ فقط».

قوى إقليمية

وأوضح لافروف أنه سيلتقي المعلم على نحو منفصل اليوم، مشيراً إلى أن هذه الاجتماعات «لا تعني أنه لدينا مشروعاً ثلاثياً»، رغم تشديده على موقف روسيا المتمثل في وجوب السماح بمشاركة إيران في «جنيف2».

وحث وزير خارجية روسيا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على دعوة إيران والسعودية لحضور المؤتمر، الذي ينطلق يوم 22 يناير، معتبراً أن مشاركة القوتين الإقليميتين ستساعد على إيجاد حل سياسي للصراع السوري المستمر منذ قرابة ثلاث سنوات.

لكن ظريف، الذي التقى أيضاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اشترط لتمثيل بلاده عدم وضع شروط مسبقة على مشاركتها، مؤكداً أنه «إذا دعيت الجمهورية الاسلامية الايرانية مثل كل المشاركين الاخرين في المؤتمر فإنها ستشارك في هذا الحدث»، مضيفاً: «لا نقبل أي شروط مسبقة لمشاركة بلادنا». وقال ظريف، خلال المؤتمر، «نحن متأكدون أن روسيا ستلعب دوراً بناء في هذا الشأن كما فعلت سابقاً».

مشاركة ومقاطعة

وفيما تكثفت الاتصالات الدبلوماسية سعياً لإنجاح «جنيف-2» الذي مازالت المعارضة السورية منقسمة حول مسألة مشاركتها فيه، أعلنت الخارجية الاميركية مساء أمس الأول عن ترؤس كيري للوفد الأميركي.

وقالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف: «ننطلق من مبدأ أن المعارضة ستشارك. ولا يمكن تصور ماذا سيحدث إذا لم يحدث ذلك»، مضيفة أن السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد موجود في اسطنبول حيث يحاول اقناع المعارضة بالمشاركة في جنيف-2.

وكشفت هارف عن اجتماعات عديدة تعقد بعيداً عن الاضواء «لإيجاد أجواء» تمنح مؤتمر السلام «فرصة أكبر للنجاح»، وهو الأمر الذي أكده مكتب لافروف، الذي هاتف وزير الخارجية الأميركي في اليوم نفسه بعد يومين على لقائهما الاثنين في باريس.

وقال المكتب إن الوزيرين «ناقشا الاستعدادات لمؤتمر السلام الدولي حول سورية والإجراءات التي تهدف الى تخفيف الازمة الانسانية في هذا البلد».

إلى ذلك، أعلن الأخضر الإبراهيمي أمس أن هيئة التنسيق الوطنية، التي يعتبرها بعض مقاتلي المعارضة واجهة للأسد، قررت عدم المشاركة في محادثات «جنيف 2»، مؤكداً أنه يحترم هذا القرار لكنه يأسف بشدة على عدم مشاركة الجبهة.

حرب «داعش»

ميدانياً، قتل أكثر من ألف شخص في المعارك الدائرة منذ نحو أسبوعين بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وتشكيلات المعارضة المسلحة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان أمس: «ارتفع إلى 1069عدد الذين قضوا منذ فجر يوم الجمعة الثالث من الشهر الجاري وحتى منتصف يوم أمس الأربعاء في الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محافظات حلب وادلب والرقة وحماه ودير الزور وحمص».

وأوضح أن 608 مقاتلين معارضين قضوا «خلال اشتباكات واستهداف سيارات للكتائب وتفجير سيارات مفخخة»، مشيرا الى ان 113 عنصرا من هؤلاء أعدمهم في مناطق مختلفة «داعش»، الذي خسر المئات من عناصره والموالين له خلال هذه المعارك، بينهم 56 «جرى إعدامهم بعد أسرهم من قبل كتائب مقاتلة ومسلحين في ريف إدلب (شمال غرب)».

وأدت المعارك الى مقتل 130 مدنياً، بينهم 21 على الأقل «أعدموا على يد «داعش» في حلب (شمال)، والآخرون «جراء اصابتهم بطلقات نارية خلال اشتباكات بين الطرفين وتفجير سيارات مفخخة».

تحذير أممي

إلى ذلك، حذرت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي أمس المجموعات المسلحة في المعارضة السورية من أن اعمال الاعدام الجماعية التي تقوم بها في شمال البلاد يمكن أن تعتبر «جرائم حرب».

وقالت بيلاي، في بيان: «في الأسبوعين الماضيين، تلقينا تقارير عن حدوث حالات إعدام جماعي متتالية لمدنيين ومقاتلين لم يعودوا يشاركون في الأعمال العدائية في حلب وإدلب والرقة من جانب جماعات المعارضة المسلحة المتشددة في سورية، وبصفة خاصة داعش»، مؤكدة أنه يمكن أن تعتبر «جرائم حرب ويتعرض منفذوها لملاحقة قضائية».

من جهة أخرى، كشف رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التابعة للامم المتحدة أحمد أوزومجو أمس أن إزالة وتدمير معظم المواد الخطيرة في الترسانة السورية قد لا تستكمل قبل نهاية يونيو بسبب مشاكل تتعلق بالامداد والامن.

back to top