لقّحيه ضدّ التهاب السحايا!

شاركتُ أخيراً في الاعتناء بشاب في السابعة عشرة من عمره، كان مصاباً بالتهاب السحايا بالمكورات السحائية، التهاب بكتيري نادر، يسبب بين 75 و125 حالة وفاة في السنة في الولايات المتحدة.

غالباً ما يبدأ التهاب السحايا بالمكورات السحائية بظهور عوارض مبهمة مثل الإصابة بمرض فيروسي. تشمل تلك المؤشرات حمى، أوجاعاً في الجسم، تقيؤاً وصداعاً. لكن خلال فترة قصيرة نسبياً، تتفاقم هذه العوارض ويتصلب العنق في أغلب الأحيان.

أصبح المريض الذي كنا نعالجه متعباً جداً وأصيب بطفح جلدي وبدا كأنه لم يعد يتجاوب مع أهله حين طرحوا عليه أسئلة. تفاقم مرضه بسرعة ولاحظ أهله هذا الأمر بسهولة.

لدى معاينة الصبي في قسم الطوارئ، ظن المسعفون أنه مصاب بالتهاب السحايا. كان يواجه مشاكل في الحفاظ على معدل ضغط دمه وبدا مريضاً على نحو خطير. دخل الشاب إلى وحدة العناية المركزة في المستشفى وبدأ علاجاً بالمضادات الحيوية فضلا ًعن تلقّيه رعاية مكثفة.

سرعان ما تجاوب مع العلاج وكان محظوظاً لأن الالتهابات السحائية قد تكون قاتلة. أو قد يواجه بعض المصابين بداء المكورات السحائية تداعيات لاحقة، بما في ذلك النوبات أو فقدان السمع أو أضرار عصبية أخرى.

ضرورة اللقاح

المغزى من هذه القصة تذكير الأهالي بضرورة تلقي أولادهم المراهقين لقاح داء المكورات السحائية، بدءاً من الحادية عشرة من عمرهم، على أن تتبعه جرعة داعمة في السادسة عشرة من عمرهم. يغطي اللقاح أنواعاً معينة من هذا الالتهاب البكتيري (A، C، W، Y) تدعى الأنماط المصلية.

في الوقت الراهن، يُعتبر النوعان C وY أبرز عاملين يسببان المرض عند المراهقين في الولايات المتحدة، بينما يظهر المرض في أجزاء أخرى من العالم بسبب أنماط مصلية مختلفة. في حالة ذلك الشاب، نجم مرضه عن النمط المصلي B لكن لا يغطيه أي لقاح للأسف.

أثناء زيارتك طبيب الأطفال مع  ابنك المراهق كي يخضع لمراجعته السنوية، احرصي على أن يتلقى لقاح التهاب السحايا. كانت تلك الحالة ممتازة لتذكيرنا بأهمية هذا اللقاح. بعدما بحثنا عن انتشار حالات مماثلة في المجتمع، تبين أن تلك الحالة كانت معزولة لحسن الحظ. تتراوح فترة الحضانة بعد الإصابة بين يومين وعشرة أيام.