كيف جاء ترشيحك لـ«الخروج للنهار}؟

Ad

كنت أقدم مسرحية في معهد الجزويت، وكانت المخرجة هالة لطفي من بين الحضور، والحمد لله لاقى أدائي إعجابها، ما دفعها إلى ترشيحي لبطولة الفيلم. وبمجرد قراءتي الأولى له أعجبت بقصته المختلفة والتي تمس الجانب الإنساني في المشاهد العربي، لذا وافقت على الفور رغم أنني كنت قد تعرفت إلى هالة قبل أسبوع من بدء التصوير.

وماذا عن دورك؟

أجسد شخصية {سعاد}، فتاة تبلغ من العُمر 35 عاماً ولم تتزوج حتى الآن، وفي الوقت نفسه تعاني مع والدتها بسبب مرض والدها الذي لا يستطيع حتى النهوض من فراشه إلا بمساعدة إحداهما أو ربما كل منهما. هكذا، تصبح حياتهما روتينية بدرجة كبيرة، والعلاقة بينهما ضعيفة، والحديث محدوداً. كل ما يفعلانه إعطاء الأب المريض الدواء ثم الطعام، والجلوس في صمت، وتمضي الحياة هكذا على هذه الوتيرة.

وما رأيك في من يصنفون {الخروج للنهار} على أنه فيلم تسجيلي؟

ليس فيلماً تسجيلياً، وإنما على حافة التسجيلي بدرجة، فقد رغبت المخرجة بأن يتساءل المشاهد عن طبيعة العمل. حتى إن إيقاعه أشبه بإيقاع الحياة الواقعية، وأعتقد أن وجودنا كوجوه جديدة وغير معروفة لدى المشاهد ساهم في تركيز الجمهور في القصة أكثر منا كممثلين. وأشير إلى أن الفنانة المرشحة للبطولة من قبلي كانت غير مشهورة أيضاً.

وما أصعب مشاهدك في الفيلم؟

المشهد الذي لم يُعرض، وفيه تخرج البطلة همومها، فتبكي بشدة أمام سور مجرى العيون. أعتبره بالفعل صعباً ومرهقاً لأنني أعجز عادة عن البكاء من دون أسباب واضحة، أو بلا مبرر يدفعني إلى ذلك. حذف هذا المشهد تمهيداً لاستقبال المشاهد للنهاية، وتقبل الوضع الجديد.

وكم استغرق تصوير الفيلم؟

بدأنا العمل فيه منذ عام 2010، ولكننا توقفنا أكثر من مرة بسبب ثورة يناير، إلى جانب الظروف المادية والإنتاجية التي جعلت تنفيذه يتعثر بعض الوقت، وانتهينا منه عام 2012.

ألا تجدينها مدة طويلة لارتباطك بعمل واحد لمدة سنتين؟

على العكس. لم أتأثر، لا سيما أنني لم أكن مرتبطة بأي أعمال فنية أخرى، ولكن كان المطلوب مني الحفاظ على مظهري الخارجي، من شعر ووزن وغيرهما، كي تبدو الشخصية كما هي من دون أي تغيير حينما نواصل التصوير. لم أجد صعوبة في ذلك أيضاً، والتزمت به من دون غصب لاقتناعي بقصة العمل ورغبتي في استكماله، ومتابعة ردود فعل الجمهور حوله.

وإلى أي مدى استفدت من توقف التصوير؟

استفدت كثيراً، وشكلت ثورة يناير فرصة ساعدتني في إمساك خيوط الشخصية. فبعد تصوير المشاهد الخارجية، عدنا لاستكمال العمل وتصوير المشاهد الداخلية، القسم الأكثر أهمية الذي يوضح شكل العلاقة بين أفراد الأسرة الثلاثة، حيث تتضح المواجهة بينهم، فكانت الاستراحة بين المرحلتين مطلوبة لأداء المشاهد الداخلية وإبرازها بشكل أفضل.

كيف تقيمين التجربة ككل؟

أعتبرها بطاقة تعارف بيني وبين الجمهور؛ فرغم أنني قدمت أعمالاً مسرحية عدة نالت استحسان متابعيها، فإنني بالطبع لا يمكنني إنكار أن جمهور السينما يفوق المسرح بكثير، وهو ما يعد إضافة إلي، بل خطوة مهمة في مشواري الفني، وهو نفسه عرّف المنتجين والمخرجين عليّ، حتى إنني أشارك في عمل درامي جديد.

ماذا تعلمت منها؟

الكثير؛ أبرز ما تعلمته هو أن أقدم الدور كما يجب، وكما كتبت تفاصيله في السيناريو، مثلاً، ليس لدي أي مانع من تجسيد مختلف الشخصيات حتى إن بدت سيئة المظهر أو غريبة ما دام شكلها يخدم دراما العمل، بينما قد يرى بعض الفنانات أن التمثيل هو فرصة لتسويق أنفسهن كعارضة وإبراز أناقتهن.

كيف كانت علاقتك بفريق العمل؟

استمتعت بوجودي معهم، وشعرت أننا أسرة بالفعل نخاف على الفيلم، ونرغب في خروجه على أفضل حال، ووجدت منهم ترحيباً وتقديراً واحتراماً كبيراً منذ انضمامي إليهم، رغم أنني كنت متخوفة قليلاً في البداية؛ إذ أخبرني بعض أصدقائي أنه في مجال الفن تُقيَّم الممثلة بحسب عدد الأفراد الذين تصطحبهم معها إلى موقع التصوير، فهذا يهتم بشعرها، وذاك يحمل لها حقيبتها. وللحق لم أجد ذلك على الإطلاق في {الخروج للنهار}.

هل ستكون أفلامك المقبلة على شاكلة {الخروج للنهار}؟

كممثلة لا أهتم بنوعية الأفلام، وإنما بالدور المعروض عليّ. بالنسبة إلى {الخروج للنهار}، لا أعتبره نوعاً من الأفلام وإنما هو عمل عادي، لذا فنحن غير محصورين في دائرة نوع معين من الأعمال السينمائية. حتى إنني أصور مسلسلاً تجارياً بحتاً سيُعرض خلال رمضان المقبل، وهو يعمل بمعايير وأسلوب مختلفين تماماً عن معنى {السينما المستقلة}.

وما هو الفرق في رأيك بين السينما المستقلة والأفلام التجارية؟

كالفرق بين تصميم لوحة وبين تصميم إعلان، فالأولى يتم تقديمها برؤية فنية خالصة لا علاقة لها بالمتلقي، بينما الثاني يهدف إلى تحقيق أرقام من التوزيع والانتشار الواسع.