يأتي إعلان أول إصابة بشرية بإنفلونزا الطيور قبل أيام في تايوان، إلى جانب ظهور إصابتين بفيروس "كورونا" في الكويت، ليضع السلطات الصحية في البلاد في مواجهة تحد قد يكون الأبرز في تاريخها.

Ad

وتقول مصادر صحية مطلعة إن مشكلة وزارة الصحة تكمن في أنها ركزت في السنوات الأخيرة على تخصصات إكلينيكية، ولم يلق تخصص الصحة العامة الاهتمام الذي يستحقه، حيث اعتقد القائمون على الأمور أن الأمراض المعدية في انحسار بعد تطبيق برامج التطعيمات، وأن الخطر في الأمراض المزمنة غير المعدية، مشيرة إلى أن اكتشاف حالة "كورونا" يثبت صحة هذا التحليل، إذ تبين أن قدرات تخصص الصحة العامة لم تكن بمستوى الحدث.

وأكدت المصادر أن "ما يؤثر سلباً على قدرة وزارة الصحة على التعامل مع مثل هذه الأمراض افتقادها مركزا وطنيا متخصصا في رصد الأمراض، كما هو معروف في الولايات المتحدة وأوروبا وباقي الدول المتطورة".

وأوضحت المصادر أن "وزارة الصحة تواجه تحدي التعامل مع الأمراض المزمنة غير المعدية نتيجة خطورتها على البشر، وذلك في أعقاب قيام منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بإعلان سياسي ألزمت فيه الدول الأعضاء بوضع خطة محكمة لضرورة التعامل مع هذه الأمراض، بيد أن هذا الأمر لا يجب أن يحجب الاهتمام بالأمراض المعدية التي مازالت تمثل خطراً كبيراً يهدد صحة البشر، خصوصاً في ضوء تزايد هذا النوع من الأمراض في السنوات القليلة الماضية، ومنها إنفلونزا الطيور، والخنازير، و"كورونا" و"سارس" وغيرها.

وأشارت المصادر إلى "أهمية ما حدث الأسبوع الماضي من اكتشاف أول حالة من فيروس "كورونا" في الكويت، بعد إعلان دول خليجية عدة اكتشاف حالات بها، مما وضع الوزارة في موقف لا تحسد عليه، وجعل الكثير من المراقبين يتساءلون عن استعداد الوزارة للحدث من خلال الإجراءات الاحترازية والتوعية المناسبة، سواء للعاملين في الحقل الطبي أو الجمهور، وتعريفهم بالفيروس وتدريب الكادر الطبي على التعامل معه، وماهية الوقاية والحماية منه"، لافتة إلى أن "الأمراض المعدية مازالت تمثل خطرا كبيرا يهدد صحة البشر، ولذلك فقد رأينا في السنوات الماضية إنفلونزا الطيور والخنازير وكورونا وسارس".

وعودة إلى خبر أول إصابة بشرية بإنفلونزا الطيور قبل أيام في تايوان، ذكرت مجلة "لانست" الطبية البريطانية أن العلماء في تايوان أعلنوا اكتشاف أول إصابة بشرية لنوع جديد من فيروس إنفلونزا الطيور، وهو نوع من الفيروسات الشائعة في أنواع كثيرة من الطيور سواء التي تربى في المزارع أو المنازل أو الطيور البرية.

وقال العلماء إن مخاطر الفيروس الجديد واسمه (H6N1) تكمن في  أن هذه الأنواع من الفيروسات تتغير مع الزمن، مما يزيد احتمال انتقالها من البشر إلى البشر، وهذا ما يدق ناقوس الخطر للجهات المسؤولة في البلاد وعلى رأسها هيئة الزراعة، ووزارة الصحة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال مجابهة ذلك.