أوباما «يرمم» العلاقات مع الرياض
القمة السعودية - الأميركية تناقش الملفات الخلافية وعلى رأسها سورية وإيران
واشنطن: العلاقات تحسّنت خصوصاً على خط دعم المعارضة السورية
واشنطن: العلاقات تحسّنت خصوصاً على خط دعم المعارضة السورية
وسط التطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، زار الرئيس الأميركي باراك أوباما السعودية أمس، والتقى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في محاولة لـ"ترميم" العلاقات المتوترة بين البلدين، وتنسيق المواقف بين الحليفين بشأن الملفات الخلافية، وخصوصاً تلك المتعلقة بسورية وإيران، بالإضافة إلى التطرق إلى الأوضاع المصرية وعملية السلام وتطورات العراق.وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الرئيس الأميركي سيبلغ العاهل السعودي خلال القمة الخطوaطَ العريضة لسياساته في المنطقة في النصف الثاني من ولايته الرئاسية، في حين سيضع العاهل السعودي أوباما في أجواء الخطوات التي اتخذتها المملكة أخيراً لناحية التشدد في محاربة الإرهاب.
وكان في استقبال أوباما بمطار الملك خالد الدولي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ونائبه الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز. وانتقل الرئيس الأميركي فور وصوله بمروحية إلى منتجع روضة خريم الذي يبعد حوالي 60 كيلومتراً عن المطار، حيث استقبله خادم الحرمين الشريفين.وقبيل وصول أوباما إلى السعودية، أعلن مساعد مستشارة الأمن القومي بن رودس من على متن الطائرة الرئاسية أن "علاقاتنا مع السعوديين أقوى اليوم مما كانت عليه الخريف الماضي عندما واجهنا خلافات تكتيكية"، موضحاً أن التحسن حصل بفضل "التعاون الوثيق" من أجل تنسيق الدعم للمعارضة السورية، ومضيفاً: "أعتقد أن التنسيق يشهد تحسناً من حيث المساعدات نظراً لعملنا عن كثب مع السعوديين وتنسيق جهودنا لإجراء محادثات مكثفة معهم في المجالين الأمني والسياسي".وقال رودس إن أحد المواضيع الرئيسية للمحادثات خلال القمة السعودية- الأميركية هو "كيف يمكننا تعزيز وضع المعارضة المعتدلة داخل سورية سياسياً وعسكرياً كثقل موازن لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد وأيضاً بصراحة كوسيلة لعزل الجماعات المتطرفة داخل سورية". لكن مراقبين رأوا أن الخلاف واسع بين أولويات واشنطن التي تريد مكافحة الإرهاب وأولويات السعودية التي ترى أن رحيل الأسد هو الأولوية. وأكد رودس أن إيران لاتزال "مصدر قلق" لواشنطن بسبب تصرفاتها التي تؤدي إلى "زعزعة" استقرار المنطقة "مثل دعمها للأسد وحزب الله وزعزعة الاستقرار في اليمن والخليج". وأضاف "إنها رسالة مهمة لشركاء السعودية والخليج أن يعرفوا أن المحادثات النووية لديها القدرة على حل تهديد الاستقرار الإقليمي. في الوقت نفسه، سنواصل الضغط في جميع القضايا الأخرى".وبالنسبة لمصر، قال مساعد مستشارة الأمن القومي إن المحادثات مع الملك ستشمل الأوضاع هناك "نشارك السعودية في رؤية مصر مستقرة". وأضاف: "قلنا دائماً ونواصل باستمرار القول إن هذا الاستقرار يخدمه التزامها بخريطة الطريق الديمقراطية".وأبدى "القلق" إزاء "احتجاز الصحافيين والناشطين السياسيين، وعلى سبيل المثال، فإن الإعلان الأخير عن أحكام الإعدام لمثل هذا العدد الكبير من الناس مثير للصدمة".وتابع رودس: "لدينا مصلحة مشتركة في الاستقرار، ترغب الولايات المتحدة في علاقة قوية مع مصر. لكن الاستقرار سيكون أفضل من خلال التزامها انتخابات حرة ونزيهة والحكم الديمقراطي".وأمام القمة السعودية - الأميركية ملفات شديدة التعقيد بينها التقارب الأميركي - الإيراني بعد توقيع طهران اتفاقاً مؤقتاً مع مجموعة "5 + 1"، ومواصلتها التفاوض بشأن اتفاق شامل قد يكون له انعكاسات سياسية على المنطقة.(الرياض - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)