ليبيا: طائرات تقصف مصراتة... وبنغازي تشهد انقساماً إسلامياً

نشر في 19-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 19-08-2014 | 00:01
No Image Caption
اتهامات لحفتر بشن الغارات على طرابلس والحكومة تحقق
ازدادت الأوضاع في ليبيا التي تشهد أسوأ موجة عنف منذ إطاحة نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011، تعقيداً وغموضاً بعد قيام طائرات حربية غير معروفة الهوية بقصف مواقع كتائب "مصراتة" في العاصمة طرابلس في ساعة مبكرة من صباح أمس، بالتزامن مع تواصل المواجهات بين كتائب الزنتان المتحالفة مع "الوطنيين"، وكتائب مصراتة المتحالفة مع الإسلاميين للسيطرة على جسر يعتبر منفذا إلى مطار العاصمة.

وتعتبر الغارات الجوية هي الأولى في العاصمة التي تعاني نقص إمدادات الماء والغذاء وانقطاع التيار الكهربائي بسبب القتال الدائر فيها، ولكن القوات الجوية الليبية دعمت مرارا قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي تقاتل خصومه الإسلاميين في مدينة بنغازي شرق البلاد.

واشتد القتال بين ألوية من مصراتة والزنتان في طرابلس على مدى أكثر من شهر، مما أجبر الأمم المتحدة ودولا غربية وعربية على إجلاء سفاراتها ومواطنيها. لكن الاشتباكات كانت قاصرة على القتال البري بالمدفعية والصواريخ، ولا يعتقد أن أيا من الميليشيات لديها طائرات بينما لدى الحكومة المؤقتة الضعيفة قوة جوية قديمة في أمس الحاجة لإجراء إصلاحات.

وبينما تتهم مواقع موالية لمصراتة اللواء حفتر الذي استخدم بعض الطائرات من قواعد جوية تحت سيطرته في بنغازي لمهاجمة إسلاميين متشددين في شرق البلاد، امتنع متحدث باسم حفتر عن التعليق عما حدث في طرابلس.

وفي وقت ترددت تكهنات بأن تكون دول مجاورة وراء الغارات، قال مسؤول أميركي ومصدر أمني مصري طلبا عدم ذكر اسميهما أن بلديهما لم تشاركا في ذلك.

وأفاد مصدر أمني مصري بأن الحركة الجوية بين البلدين توقفت ست ساعات وأن المراقبين الجويين الليبيين أشاروا إلى أسباب أمنية.

من جهتها، أمرت الحكومة بإجراء تحقيق لمعرفة المسؤول عن الغارات الجوية التي استهدفت أهداف قرب مطار طرابلس صباح أمس.

وذكرت الحكومة أنها لا تمتلك معلومات بشأن هوية الذين نفذوا الغارات الجوية والتي جاءت بعد اشتباكات عنيفة بين الميليشيات المتناحرة التي تقاتل من أجل السيطرة على المطار منذ أكثر من شهر، مضيفة أنها طلبت من رئاسة الأركان وإدارة الاستخبارات العسكرية فتح تحقيق وتقديم ما لديها من معلومات، كما أنها اتصلت بعدد من الدول الصديقة والشقيقة لنفس الغرض.

وفي بنغازي، بدأت الانقسامات بين الإسلاميين تطفو على السطح بعد تقدم "الجهاديين" على الأرض وسيطرتهم على أكثر من 80% من المدينة.

وبدت الانقسامات جلية عندما أعلنت شخصيات مدنية على رأسها منتمين إلى تيار الإسلام السياسي في بنغازي السبت الماضي إنشاء "مجلس للشورى" مهمته "مواجهة الأزمات التي تمر بها المدينة". لكن "مجلس شورى ثوار بنغازي" الذي يضم مقاتلين "جهاديين" سارع إلى إعلان "تبرؤه من الجسم الجديد" معتبراً أنه اختار فرصة انشغاله في جبهات القتال "ليعلن عن نفسه محاولا تكرار نفس الأسلوب البالي إبان فترة التحرير متجاهلا الثوار المجاهدين".

وأوضح "ثوار بنغازي" أن "الانكى من ذلك أنهم عادوا بنفس الأسماء والصفات الحزبية (أعضاء حزب العدالة والبناء التابع للإخوان المسلمين وحزب الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا وتحالف القوى الوطنية) وغيرها من الأحزاب السياسية التي أهلكت البلاد وأنهكتها وأدخلتها في أتون حرب مصالحها السياسية".

(طرابلس، بنغازي- رويترز، أ ف ب)

back to top