في مواجهة تصاعد نفوذ المسلحين الإسلاميين في سورية على حساب الجيش الحر، دعت موسكو أمس إلى إقامة تحالف بين الحكومة السورية والمعارضة المعتدلة لقتال الإرهابيين الأجانب، في وقت طالبت الأمم المتحدة بمعاقبة مرتكبي الهجمات الكيماوية بعد تأكيد محققيها استخدام الغازات السامة في خمسة مواقع.

Ad

حاول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس توظيف طلب زعماء المعارضة السورية من حلفائهم الغربيين والعرب تمويلهم لإعادة تنظيم قواتهم بعد أن استولى مقاتلون إسلاميون على بعض مقراتهم وأسلحتهم، ودعا إلى إقامة تحالف يجمع النظام السوري ومعارضيه ضد المقاتلين الأجانب، وخصوصاً الإسلاميين، الذين تسببت ضرباتهم في تفكك وانقسام الجيش الحر.

وقال لافروف، في حوار مع قناة "روسيا-24"، "عندما نبحث الأمور المتعلقة بعقد مؤتمر جنيف-2 وجدول أعماله مع شركائنا الغربيين، نقول إنه يجب القيام بكل شيء من أجل إقامة تحالف قادر على القتال بين الحكومة والمعارضة الوطنية ضد الإرهابيين الذين أتوا من جميع أنحاء العالم إلى سورية وكأنها كعكة لذيذة، لتنفيذ خططهم الشريرة". وأضاف أن "ظروفاً تتبلور تفرض على جميع الوطنيين السوريين أن يدركوا ما الأهم بالنسبة الهم: القتال إلى جانب من يريد تحويل سورية إلى خلافة، أم الاتحاد لإعادة وطنهم إلى صورته التي عرف بها على مدى قرون، وهي دولة علمانية متعددة الطوائف والإثنيات يعيش فيها الجميع دون منغصات، وسيكون ذلك من أهم المواضيع في مؤتمر جنيف".

 

«أصدقاء سورية»

 

وقبل تصريح لافروف، دعت المعارضة السورية، خلال اجتماع عقد مساء أمس الأول في لندن للمجموعة الرئيسية في تجمع أصدقاء سورية وهو تحالف يضم 11 دولة معارضة لنظام بشار لأسد، إلى إمدادها بالمال لدعم قواتها. وأكد المسؤول الكبير في الائتلاف السوري المعارض منذر أقبيق أن هجوم الإسلاميين على مخازن ومقار الجيش الحر قرب الحدود التركية يسلط الضوء على ضرورة إعادة هيكلة قوات المعارضة، مشدداً على ضرورة تقديم الحلفاء "الدعم سواء أكان مالياً أو عتادا. فهذه هي الوسيلة الوحيدة لوضع نهاية للتشرذم الجاري على الأرض".

وحذر أقبيق، بعد الاجتماع من "فوضى كاملة تجري على الأرض. لوجود أعداد كبيرة من الجماعات التي تقاتل النظام وتتقاتل مع بعضها بعضا وتقاتل القاعدة"، مبيناً انه بموجب الاقتراح ستنشئ المعارضة المدعومة من الغرب وزارة للدفاع وهيكلا للقيادة ذا طابع رسمي بدرجة أكبر في محاولة لتنظيم مقاتلي المعارضة المتفرقين.

هجمات كيماوية

 

على الصعيد ذاته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مساء أمس الأول إلى معاقبة مرتكبي الهجمات الكيماوية قي سورية، مؤكداً، أمام الجمعية، أن "الاسرة الدولية تتحمل المسؤولية المعنوية والسياسية لمعاقبة المسؤولين، من اجل منع وقوع حوادث اخرى والتأكد من ان الاسلحة الكيماوية لن تعود ابدا اداة لخوض الحرب".

من جهته، اكد رئيس فريق خبراء الامم المتحدة آكي سيلستروم امام الصحافيين ان مهمته لا تسمح له بتحديد المذنبين. وقال ان "مهمتنا لا تتعلق سوى باستخدام اسلحة كيماوية". وأضاف: "كنا في الموقع لنبحث عن وقائع ويمكن لآخرين الربط بين الوقائع وبدء البحث عن المسؤوليات".

لكنه رأى ان بناء ملف اتهام متين يحتاج الى "مزيد من المعلومات، لكن ليس لدي المعلومات اللازمة لاقناع محكمة"، مؤكدا ان تحديد المسؤولين عن الهجمات "يتطلب مزيدا من الجهود والموارد" مثل تلك التي يملكها محققو الشرطة العلمية.

 

مواجهات وخطف

 

في غضون، واصلت القوات النظامية أمس حملتها العسكرية لطرد المعارضة من منطقة عدرا العمالية شمال شرق دمشق والتي شهدت طرقها الرئيسية المؤيدة الى دمشق، اشتباكات عنيفة وقصفاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي شمال البلاد، قال المرصد إن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) قام بخطف ما لا يقل عن 120 مواطناً كردياً بينهم ست سيدات على الأقل" من قرية احرص في ريف مدينة اعزاز الواقعة في محافظة حلب، مشيراً إلى أن عناصر هذا التنظيم المرتبط بالقاعدة "اقتحموا القرية فجر الجمعة، وصادروا عددا من الأسلحة الفردية، وقاموا باقتياد المخطوفين إلى جهة مجهولة".

عواصف

 

في هذه الأثناء، وبينما اقتلعت العاصفة الثلجية القطبية "أليكسا" التي تشهدها دول المنطقة، مساء أمس الأول 50 خيمة تقطنها نحو 100 عائلة سورية لاجئة في قرية نايفة بلواء البادية الشمالية الشرقية التابع لمحافظة المفرق شمال شرق الاردن، تسبب الصقيع والثلوج في المناطق المحاصرة في سورية في مقتل 10 أطفال في المناطق المحاصرة بالبلاد، فيما تفتقر مناطق ريف دمشق وريف حمص لأبسط المقومات لمقاومة البرد من تدفئة وطعام وأدوية.

وفي ظل استمرار موجة البرد والصقيع، وجه ائتلاف المعارضة نداء عاجلاً للمنظمات الدولية لإنقاذ النازحين واللاجئين السوريين من العاصفة الثلجية القاسية التي تجتاح المنطقة، لاسيما في مناطق عدة من لبنان والأردن.

(دمشق، موسكو، نيويورك-

أ ف ب، رويترز، يو بي آي)