رغم الشكوك التي تحيط بشرعيته، منح المؤتمر الوطني العام في ليبيا مساء أمس الأول ثقته لرئيس الوزراء الجديد أحمد معيتيق، الذي تجاهل أمس العملية التي أطلقها اللواء خليفة حفتر، وحصر أولوياته في موضوع المسلحين الذين يستولون على حقول نفط في الشرق.

Ad

وسط حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا، والشكوك التي تحيط بشرعية المؤتمر الوطني العام، ورغم التهديدات التي أطلقها اللواء المنشق خليفة حفتر، عقد المؤتمر مساء أمس الأول جلسة منح خلالها رئيس الوزراء الجديد أحمد معيتيق الثقة من خلال اقتراع، وسط تشكيك واسع في شرعية هذه الخطوة.

واجتمع النواب وسط إجراءات أمنية مشددة للتصويت على حكومة معيتيق، بعد أسبوع من مهاجمة قوات موالية لحفتر مقر المؤتمر الوطني لمطالبة النواب بتسليم السلطة.

وكان معيتيق المدعوم من جماعة الإخوان المسلمين انتخب قبل أسبوعين بعد جلسة برلمانية سادتها الفوضى، ورفض بعض النواب انتخابه باعتباره غير قانوني.

والمؤتمر الوطني العام مشكوك في شرعيته بعد تمديده لنفسه بطريقة غير دستورية في فبراير الماضي.

محاربة التشدد

وصباح أمس أعلن معيتيق أن حكومته ستركز على محاربة المتشددين، وتأمين الحدود، وتقوية الجيش بمساعدة المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار، متجاهلاً عملية «كرامة ليبيا» التي أطلقها حفتر وانضمت اليها قيادات عسكرية.

وقال معتيق: إنه «يريد أن يستمر الاتفاق مع المسلحين لإنهاء حصار موانئ نفطية»، إلا أنه استدرج قائلا إنه سيجري مزيداً من المحادثات إذا فشل الاتفاق لإنهاء إغلاق أربعة موانئ نفطية.

وأضاف معيتيق، وهو رجل أعمال تعلم في بريطانيا، أنه لا يتوقع أن تقترض بلاده لتغطية احتياجات الميزانية، رغم أن الحكومة الجديدة لاتزال تدرس احتياجاتها المالية والخيارات المتاحة.

ولاتزال ليبيا بلا جيش ولا دستور جديد بعد ثلاث سنوات على الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي، كما أن برلمانها يعاني خلافات داخلية ومشاحنات سياسية حادة.

وكثيراً ما تتقدم الكتائب المتنافسة القوية المؤلفة من المقاتلين السابقين بمطالب للدولة التي مازالت تعاني بعد إطاحة القذافي. ولهذه الفصائل تحالفات فضفاضة مع قوى سياسية إسلامية وغير إسلامية متنافسة تتصارع من أجل السيطرة والنفوذ.

اغتيال صحافي

ميدانياً، لقي رئيس تحرير صحيفة «برنيق» الليبية مفتاح بوزيد حتفه أمس على أيدي مسلحين أطلقوا عليه الرصاص في شارع جمال عبدالناصر وسط مدينة بنغازي معقل المجموعات المسلحة شرق البلاد.

والصحافي والمحلل مفتاح بوزيد معروف بانتقاداته للمجموعات الإسلامية المتطرفة على محطات التلفزة الليبية.

دعوة سعودية

في غضون ذلك، دعت السعودية الليبيين إلى وقف أعمال العنف، وإلى تضافر الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في بلدهم، معتبرة الحوار السبيل الأمثل لمعالجة القضايا ومواجهة التحديات.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الدعوة جاءت خلال جلسة لمجلس الوزراء عقدت برئاسة نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وتناولت تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.

آخر معقل  إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الليبي الأسبق محمود جبريل أن ليبيا أصبحت المعقل الأخير لتيار الإسلام السياسي المتطرف، داعياً الليبيين إلى دعم عملية الكرامة، التي تشنها قوات موالية للواء حفتر.

وقال محمود جبريل لبرنامج «بانوراما» على قناة «العربية» بخصوص عملية الكرامة، إنه يرحب بعودة الجيش الليبي إلى الساحة، لأنها «عودة للسيادة الليبية»، مؤكداً أن «الشرعية الوحيدة هي التي يجب أن تحترم شرعية الشعب الليبي».

وأثنى جبريل على اللواء حفتر، وقال إنه شخص وطني وواعٍ ولا يتوقع منه أن يقود عملية عسكرية لأغراض شخصية، كما أرادت أطراف تصويرها.

وأوضح جبريل أن الليبيين تعاطفوا مع عملية الكرامة، وقالوا كلمتهم الجمعة الماضية من خلال الخروج في مسيرات داعمة للعملية، كما أكد أن الجيش الليبي تحرك عسكرياً دفاعاً عن النفس بعد مقتل 500 قائد عسكري ليبي.

وحذر رئيس وزراء ليبيا الأسبق من تفتيت الجيش إلى ثلاثة جيوش، داعياً عناصر الجيش إلى الالتفاف حول عملية الكرامة.

(طرابلس، بنغازي -

أ ف ب، د ب أ)