قال المتحدث الرسمي باسم حزب «الوطن» السلفي يسري حماد إن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون هزلية وصورية وتحصيل حاصل، مؤكداً في مقابلة مع «الجريدة» أن «مصر تحكم من قبل عدد من المؤسسات لمصلحة أشخاص بأعينهم»، مشدداً على رفض الأحزاب الإسلامية اعتزال الحياة السياسية. وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

• كيف ترى الأوضاع السياسية في البلاد بعد إعلان ترشح السيسي للانتخابات؟

- منذ النصف الثاني من العام الذي حَكَم فيه الرئيس المعزول محمد مرسي والمشير السيسي يسعى إلى السلطة، لذلك لم يكن عجيباً أن يترشح، وكل الأحداث التي أعقبت 30 يونيو، تؤكد أن مكتسبات 25 يناير سُرقت، حيث تحولت الأحزاب إلى كيانات كرتونية، فضلاً عن عودة القبضة الأمنية أشد مما كانت عليه قبل الثورة، فالدولة تحكم حالياً من مجموعة من المؤسسات التي تعمل لصالح أشخاص بأعينهم، وأتصور أننا أمام مشهد يدمر الدولة المصرية، ولا يساهم في تحقيق استقرارها.

• كيف نظرت إلى خطاب استقالة السيسي خاصة مع تأكيده أنه لا إقصاء لأحد؟

- الأمر الحقيقي والواقعي أن السيسي هو الحاكم الحقيقي والفعلي للبلاد، منذ عزل الرئيس محمد مرسي، فكل السياسات التي أعقبت قرار العزل لا تشير إلى أن السيسي يسعى للمصالحة أو لم الشمل، كل الخطوات التي تم اتخاذها من محاكمات هزلية وإعدامات بالجملة واعتقالات عشوائية لا تبشر بوجود نية لإجراء مصالحة مع القوى السياسية.

• كيف نظرت إلى تلويحات "الإخوان" بإمكانية الجلوس مع النظام للتباحث؟

- أعتقد أنها مناورات تهدف إلى تعرية النظام وإثبات أنه لا يسعى إلى مصالحة.

• وماذا عن موقف حزب "الوطن"؟

- الحزب أدرك بعد سبعة أشهر من الجهود، أننا نحاور أنفسنا، والطرف الآخر لا يسعى بأي حال من الأحوال إلى المصالحة، ولا شك أن الشعب أدرك الطريقة التي تدار بها الدولة، وهو الأمر الذي ينذر باندلاع ثورة شعبية في الفترة مقبلة.

• برأيك إلى مَن ستتجه أصوات التيار الإسلامي في الانتخابات الرئاسية المزمعة؟

ـ التيار الإسلامي ليس لديه مرشح في هذه الانتخابات، ولن يدعم أحداً لكونه لديه قناعات بأن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون هزلية وصورية وتحصيل حاصل لشخصية بعينها، لذلك أتوقع أن يقاطع التيار الإسلامي الانتخابات المقبلة.

• وماذا عن موقف حزب الوطن؟

- لم نحسم أمرنا حتى الآن بشأن الانتخابات، ومن المحتمل أن يكون قرار الحزب هو الاعتزال، مثلما حدث في الاستحقاق الانتخابي الماضي، أثناء الاستفتاء على التعديلات الدستورية.

• كيف ترى أزمة الثقة بين القوى الثورية والتيار الإسلامي بعد 30 يونيو؟

- لا يوجد أزمة ثقة بين التيار الإسلامي والقوى الثورية، بل من الممكن أن تتلخص في أنها تعال من الطرفين، رغم أن لكل منهما أخطاء، وإن كانت أخطاء "الإخوان" إدارية في حين كانت أخطاء القوى التي تدعي الثورية أشنع، بعدما وضعت يدها في أيدي من أذاق مصر الويلات.

• وماذا عن موقف القوى الإسلامية من انتخابات النواب المقبلة؟

- أتوقع أن التيار الإسلامي لن يكون له دور في انتخابات النواب، إذا استمر النظام على شكله الحالي، لكون مجلس النواب سيوزع على الأحزاب التي أيدت "الانقلاب" بشكل "كوتة" كل على قدر ما قدمه للسلطة كي تثبت أركانها، لذلك هي انتخابات ستعيد الى الأذهان انتخابات 2010 المزورة.

• هل من الممكن أن تعتزل الأحزاب الإسلامية الحياة السياسية؟

- لا أتصور ذلك، بل ستبقى الأحزاب الإسلامية وتستمر في المشهد، فالحياة السياسية بدون التيار الإسلامي ديكورية.