• عندما هبطت الطائرة الملكية السعودية على أرض مطار القاهرة الدولي كانت الأنظار تتجه نحو لقاء ثنائي تحت أضواء الكاميرات؛ ليكون ذا رمزية معينة بين الضيف والمضيف في قاعة التشريفات، لكن المضيف كان كريماً في حفاوته وتجاوز البروتوكول، وصعد إلى الطائرة للقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكانت قبلة بلاد النيل على رأس بلاد الحرمين الشريفين ذات دلالات واضحة، ورسالة من العهد الجديد في مصر تحمل تقديرا كبيرا للموقف السعودي، وكان اللقاء أخويا والترحيب البالغ واضحا وجليا، ولقاء الملك عبدالله بالرئيس السيسي على أرض مصرية دليل على التطور الهائل الذي حصل بعلاقات البلدين، وبأن الملك مهما كانت حالته الصحية فلن يتخلى عن زيارة أرض الكنانة كدعم ملكي للحكم الجديد.

Ad

• اللقاء على طائرة ليس جديداً على السيسي، فقبل ثورة 30 يونيو بأسبوع تقريبا، كما علمت، التقى وكان وقتها وزيرا للدفاع بالأمير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية وقتها، وكان اللقاء في الطائرة الخاصة للأمير بندر في مطار القاهرة، ووجود الأمير بندر ضمن مرافقي الملك في هذه الزيارة فيه تلميح غير خفي، ورمزية باستمرارية الدعم للسيسي، إذاً دبلوماسية الطائرات أثبتت جدواها.

* من المفارقات أن أول زيارة خارجية للرئيس المعزول محمد مرسي كانت للمملكة العربية السعودية، وفي عهد عبدالفتاح السيسي الملك هو من زار مصر والمغزى فيه دلالات عدة.

• بعد زيارة الملك وصل وزير الخارجية الأميركي كيري إلى مصر وقابل الرئيس في "الاتحادية" ومقابلته للرئيس تعتبر تأييدا واعترافا بالرئاسة والحكم الجديد.

• بعد الزيارة الملكية بأيام قليلة وفي أول سفرة خارجية للرئيس السيسي توجه إلى الجزائر في زيارة ظاهرها مكافحة الإرهاب، وحقيقتها صفقات الغاز الجزائري، حيث حصلت مصر على خمس دفعات ضخمة من الغاز الجزائري.

• السيسي كان ديناميكياً في تعامله مع الدول الإقليمية فتعامل بطريقة فيها أستاذية في هذا الصدد، ليحظى بدعم إقليمي ودولي غير مسبوق، فإن استغله لمصلحة بلده فستكون آثاره إيجابية ومجزية أيضا.

• السيسي يبدو أنه يعمل بطريقة جيدة حتى الآن، فالرجل أصبح رئيس مصر، وهو يوما بعد يوم يكرس سياسة الأمر الواقع ويتعامل مع السياسة الداخلية بناء على هذه الحقائق الجديدة على الأرض.

• الأحكام القاسية على القيادات الإخوانية لن تنفذ كاملة، ويمكن أن ينفذ عدد قليل منها، وواضح أنها لكسب جولة سياسية لا أكثر، وستتم المساومة والمفاوضات بين قيادات الإخوان المسجونين والسلطة الحاكمة على تأييدهم حكم السيسي وإقرارهم بواقعه، ومن ثم تتم بقية المفاوضات على بنود يسهل الاتفاق عليها، حتى التنازل من طرف لطرف، ويدرك الرئيس أن قيادات الإخوان لا تزال ذات نفوذ مؤثر؛ لذلك سيتعامل معها بطريقة هات وخذ.

• في حفل التخرج العسكري قبل زيارة الجزائر لاحظت وجود المشير حسين طنطاوي في المنصة الرئيسية للحفل العسكري، فوجوده وجلوسه بجوار الرئيس في المنصة الرئيسية لا شك أنه لم يحمل دلالات.

• أسأل الله أن يكون شهر رمضان المبارك شهر رحمة وخير وسلام على الشعوب الإسلامية، وأهنئ سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه، وسمو ولي عهده الشيخ نواف الأحمد حفظه الله ورعاه، والشعب الكويتي الكريم، أعاده الله علينا جميعا بالخير واليمن والبركات.