بينما يستمر الحراك السياسي في بيروت بقوة لتشكيل الحكومة الجديدة «الجامعة» بعد تسعة أشهر من الفراغ، ارتفع أمس منسوب التفاؤل بقرب هذا التشكيل، بعد تأكيد رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أن «كل المساعي ستفضي إلى تشكيلها هذا الأسبوع».

Ad

وقال سليمان، في دردشة مع الإعلاميين على هامش لقاء مع أعضاء السلك الدبلوماسي في قصر بعبدا أمس: «عندما يبلِّغ كل الفرقاء مواقفهم ومطالبهم الرئيسَ المكلف، نجلس سويّاً لجوجلة الأسماء»، لافتاً إلى أن «الآلية الدستورية هي المعتمدة في مقاربة ملف الحكومة لجهة التأليف أولاً، والبيان الوزاري ثانياً».

وأشار إلى أنه «ليست هناك عقبات أمام تأليف الحكومة، بل نحن في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة»، مؤكداً أن «الأطراف كافة اقتنعت بالمداورة، وأنه لن يسمح بمرور 25 مارس من دون تأليف حكومة، سواء كانت حيادية أم غير حيادية».

واعتبر رئيس الجمهورية أن «التقارب بين الأطراف يمكن أن يساهم في التخفيف من حدّة التفلت الأمني في البلاد»، مبيناً أن «اللبنانيين يتعلّمون اليوم ممارسة الديمقراطية، وللأسف فإنها تكلفنا غالياً»، داعياً إياهم إلى «الإيمان بأن مستقبلنا بين أيدينا فقط، ولدينا الفرصة لتحقيق الاستقرار».

وردّاً على سؤال عما إذا كانت حقيبة «الخارجية» من حصته، قال سليمان: «من قال إن هذه الوزارة ليست لنا، فالوزير منسجم معي، وأنا رئيس الجمهورية أعبّر عن السياسة الخارجية»، مضيفاً أنه «في حال حدوث أي انتكاسة في مسار التأليف، فإن كل الاحتمالات واردة، ومنها الحكومة الحيادية». وحول التمديد له، رفض سليمان رفضاً تاماً أي كلام حول هذا الموضوع، معتبراً أنه أوضح موقفه «مرات عدة، ويجب عدم التطرق إليه».

الحريري

إلى ذلك، حدد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أمس، في حديث إذاعي، تاريخ عودته إلى لبنان قبل شهر نوفمبر المقبل. وكان الحريري غادر لبنان منذ حوالي 3 سنوات بسبب تهديدات باغتياله بعد أن أزاحه تحالف يقوده «حزب الله» عن رئاسة الحكومة.

ورأى الحريري أنه «للمرة الأولى تقوم محكمة (الدولية الخاصة بلبنان) بوضع حدّ للإفلات من العقاب، وهذا يعني الدفاع الحقيقي عن الديمقراطية في لبنان»، لافتاً إلى أن «المتهمين الخمسة هم أعضاء في (حزب الله) ومن أعطى الأوامر باغتيال والدي هو بشار الأسد». وأشار إلى أن «من قتل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري يستطيع أن يقتل سعد الحريري رغم الإجراءات الأمنية والحماية المؤمنة لي في لبنان». وقال: «لن أنسى ولن أسامح مَن اغتال والدي، ولكن لبنان أهم مني، ويجب تشكيل الحكومة ليصار بعدها إلى انتخاب رئيس للجمهورية»، مضيفاً: «سأعود إلى لبنان للمشاركة في الانتخابات النيابية، ولأتولى مجدداً يوماً ما رئاسة الحكومة».

في السياق، رحّب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، في تصريح أمس، بإعلان الحريري قبل أيام قبوله المشاركة في حكومة ائتلافية مع «حزب الله»، ورأى أن «الحريري بموقفه هذا تمكّن من تخطي الكثير من الصعوبات، وهو من بدّل الوضع برمته لناحية تشكيل الحكومة، وسهّل التأليف».

وأضاف عون أن «هناك انطلاقة جديدة لمكونات مجلس النواب الجديد، لأن إسقاط الحواجز سيعيد خلط الأوراق بين الجميع. والأكيد أن هذا الموقف يحمل شجاعة كبيرة لأنه ينطوي على تغيير جذري في بعض المواضيع أوقفت لفترة طويلة إنتاج المجلس النيابي»، مؤكداً أن «التلاقي الجديد بيننا وبينه سيكون ممتازاً».

طرابلس

في سياق منفصل، توترت الأوضاع مجدداً بوتيرة عالية على جبهة التبانة- جبل محسن، وسقط 7 قتلى و20 جريحاً نتيجة الاشتباكات بين المنطقتين.