في خطوة لم تكن مفاجئة على الإطلاق، أعلنت مؤسسة الرئاسة المصرية أمس ترقية وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي إلى رتبة المشير أعلى رتبة في الجيش المصري، لتقطع الشك باليقين، بخصوص إعلان وزير الدفاع استقالته من منصبه، خلال ساعات، قبل إعلان ترشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية المقبلة، المتوقع إجراؤها قبل منتصف أبريل المقبل لتكون الثانية بعد ثورة "25 يناير2011"، والأولى بعد إطاحة الرئيس "الإخواني" محمد مرسي، في 3 يوليو.

Ad

وأصدر الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور قراراً جمهورياً أمس يتضمن ترقية قائد الجيش، تزامناً مع اجتماع السيسي بأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لبحث الترتيبات النهائية لما بعد استقالته وترشحه للرئاسة رسمياً، وحسم مصير حامل حقيبة "الدفاع" من بعده، والذي يتوقع أن يحملها رئيس الأركان الحالي الفريق صدقي صبحي. وقال مصدر مطلع لـ"الجريدة" إن اجتماع المجلس قرر تفويض السيسي للرئاسة.

وأفادت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية بأن "المجلس الاعلى للقوات المسلحة عقد "اجتماعا برئاسة القائد العام وزير الدفاع والانتاج الحربي المشير عبدالفتاح السيسي، لمناقشة تطورات الاوضاع الامنية خاصة في شمال سيناء، بجانب البحث في قضايا اخرى ومنها موضوع مطالبة جموع الشعب لوزير الدفاع بالترشح في الانتخابات الرئاسية".

تأييد

وأيدت عدة قوى سياسية، في مقدمتها أحزاب جبهة "الإنقاذ الوطني"، ترقية السيسي باعتبارها خطوة تمهيدية لإعلان ترشحه، ولخص موقفها القيادي بحزب "المصريين الأحرار"، محمود العلايلي، قائلاً لـ"الجريدة": "الترقية تأتي استجابة لرغبة شعبية"، مضيفاً: "هو الرجل المناسب للمرحلة الحالية".

مواقف

في المقابل أكد القيادي في "التيار الشعبي"، حامد جبر رفض ترشح السيسي قبل أن يعلن برنامجه الانتخابي. وأعطت زيارة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على رأس وفد كنسي، للفريق السيسي مساء أمس الأول، شكلَ المباركة لخطوة السيسي المرتقبة على الرغم من أن الزيارة جاءت للتهنئة بذكرى ثورة "25 يناير"، بينما لم يحسم حزب "النور" السلفي موقفه بعد من دعم "السيسي"، مفضلاً إعلان دعم مرشح رئاسي، بعد إغلاق باب الترشح رسمياً.

إجراءات

وبدأت اللجنة القضائية المشرفة على إجراءات الانتخابات الرئاسية المقبلة، عملها رسمياً مساء أمس الأول بإجراء عدد من الاجتماعات مع ممثلي الوزارات المعنية بعملية الانتخابات.

وأكد الأمين العام للجنة، المستشار حمدان فهمي، أنها شرعت بالفعل في الاستعداد لإجراء عملية الانتخابات على منصب رئيس الجمهورية، وأن اللجنة تسلمت المقر المخصص لها والذي ستبدأ من خلاله إدارة العملية الانتخابية المقبلة، مشدداً على أن اللجنة تترقب صدور قرارات الرئيس منصور، بإجراء التعديلات على قانوني الانتخابات الرئاسية ومباشرة الحقوق السياسية بما يتواكب مع الأحكام التي تضمنها الدستور الجديد للبلاد.

قفص المعزول    

الى ذلك، يمثل اليوم الرئيس "المعزول" محمد مرسي في قفص زجاجي أمام المحكمة ، مع بدء محاكمته في قضية اقتحام السجون أثناء أحداث ثورة "25 يناير"، المعروفة إعلامياً بـ"قضية وادي النطرون".

وفرضت وزارة "الداخلية" بالتنسيق مع القوات المسلحة طوقاً أمنياً في محيط أكاديمية الشرطة حيث ستجري المحاكمة، وانتشاراً مكثفاً لقوات الشرطة، تحسباً لأي محاولة اعتداء، بعدما أعلن "التحالف الوطني"، الذي تقوده جماعة "الإخوان"، دعوته للتظاهر اليوم في الذكرى الثالثة لـ"جمعة الغضب"، (28 يناير 2011)، أحد أبرز أيام "ثورة 25 يناير".

«6 أبريل»

وأكد المتحدث الإعلامي لحركة "شباب 6 أبريل" خالد المصري  لـ"الجريدة" أن الحركة مشاركة في فعاليات ذكرى مليونية "الغضب" اليوم، رافضاً الإفصاح عن خطة مسيرات الحركة خشية إلقاء القبض على بعض أعضائها، كما تكرر في إحياء الذكرى الثالثة لثورة "25 يناير" (السبت) الماضي.