مصر: صور السيسي تملأ «التحرير» و«الإخوان» تفشل في استغلال «25 يناير»
منصور يعلن اليوم تبكير «الرئاسية» تمهيداً لترشح وزير الدفاع
مّر احتفال المصريين بالذكرى الثالثة لثورتهم دون أن تنجح جماعة "الإخوان المسلمين" في تنفيذ تهديداتها باحتلال الميادين لإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي، لكنها نجحت في تعكير الأجواء الاحتفالية، بتنظيم مسيرات محدودة اشتبكت معها قوات الأمن، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والمصابين، مع امتلاء ميدان التحرير عن آخره بمواطنين يرفعون صوراً لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي.ونجحت الشرطة، المدعومة بقوات من الجيش، في تأمين اليوم الذي حدده أنصار مرسي منذ أسابيع طويلة كموعد لإعادته إلى منصبه بالقوة، ففرضت طوقاً أمنياً محكماً حول ميدان التحرير، ولم تسمح لتظاهرات "الإخوان" أو الحركات الشبابية بالاقتراب منه، كما طاردت المتظاهرين في الشوارع وفرقتهم بالقوة.
واضطرت "جبهة طريق الثورة"، التي تضم عدداً من النشطاء السياسيين، إلى إعلان انسحابها من التظاهرات بسبب القبضة الأمنية القوية، بينما استمر عدة عشرات من أعضاء حركتي "6 أبريل" و"الاشتراكيون الثوريون" في محاولة تنظيم صفوفهما في شوارع وسط القاهرة، ما أدى إلى سقوط مصابين في اشتباكات مع الشرطة، كما ألقي القبض على عدد من المتظاهرين.وأصيب أعضاء "الإخوان" بخيبة أمل كبيرة، بسبب إخفاق الجماعة في حشد أعداد كبيرة، رغم تنظيمها حملة إعلامية مكثفة اعتبرت أن يوم 25 يناير سيكون بداية لإسقاط النظام الحالي. واستمرت عمليات العنف التي تهدف، حسب تأكيدات وزارة الداخلية، إلى تخويف المواطنين من النزول إلى الشوارع احتفالاً بذكرى الثورة وتأييداً للفريق السيسي، فانفجرت قنبلة بدائية عند مقر معهد مندوبي الشرطة شرق القاهرة، وعثر على عدد منها قبل انفجاره في أماكن متفرقة، من بينها أمام مقر حزب "الوفد" في حي الدقي.وشهدت مدينة السويس (90 كيلومتراً شرقي القاهرة) تفجير سيارة مفخّخة أمام معسكر لقوات الأمن، ما أدى إلى سقوط 9 مصابين، وفي حادث غير مسبوق، سقطت مروحية عسكرية في شمال سيناء بعد تعرضها لإطلاق صاروخ، حيث استشهد طاقمها المكون من ستة جنود.وشارك الآلاف من المواطنين في إحياء ذكرى الثورة التي أطاحت قبل ثلاث سنوات بالرئيس الأسبق حسني مبارك، إلا أن الحشد الأكبر كان في ميدان التحرير بوسط القاهرة رغم مقاطعة أغلب الحركات الثورية لهذا الاحتفال، حيث اعتبرت أن متصدري المشهد هم فلول نظام مبارك نفسه، بل إن بعض تلك الحركات ذكر أن صوره رفعت في الميدان، وهي واقعة لم يتم تأكيدها، حيث كان اللافت هو صور الفريق السيسي التي بدت أمس وكأنها أيقونة الميدان.ومن المتوقع أن يعلن الرئيس عدلي منصور اليوم تبكير موعد الانتخابات الرئاسية لتجرى في الأسبوع الأخير من مارس المقبل، تمهيداً لإعلان ترشح السيسي للرئاسة.