بعد معارك دامية خلفت عشرات القتلى والجرحى، انتزع تنظيم الدولة الإسلامية ثلاث بلدات من مسلحي عشائر دير الزور، في وقت أعلنت عدة فصائل معارضة للنظام السوري تشكيل تحالف للقتال في ريف دمشق تحت مسمى "جيش أسود الشرق".

Ad

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن التنظيم استطاع السيطرة على قريتي الجرذي الشرقي والجرذي الغربي، عقب اشتباكات دارت بينه وبين مقاتلين ومسلحين عشائريين، قبل أن ينسحبوا من القريتين باتجاه بلدة أبو حمام بالريف الشرقي لدير الزور.

وقال المرصد السوري إن القتال أدى الى مصرع مقاتل ومسلح من العشائر، مضيفا أن أهالي بلدة سويدان جزيرة بدأوا بالعودة إلى البلدة، عقب انتهاء القتال.

وفي حين نفّذت عناصر "الدولة" حملة مداهمات لمنازل مواطنين في قرية محميدة، بحثاً عن "مطلوبين"، أكد المرصد مقتل 13 مواطناً ومسلحاً في بلدة سويدان جزيرة خلال قصف واشتباكات انتهت بسيطرة التنظيم على البلدة وانسحاب المسلحين.

مهاجمة الشعيطات

وأوضح المرصد أن التنظيم شن كذلك "هجوماً على ثلاث بلدات تسيطر عليها عشيرة الشعيطات هي أبو حمام والكشكية وغرانيج" الواقعة الى الشرق من محافظة دير الزور، مشيراً إلى نزوح أكثر من خمسة آلاف شخص مع احتدام المعارك المتواصلة منذ الاسبوع الماضي بسبب إقدام عناصر "الدولة" الثلاثاء على خطف ثلاثة من أبناء العشيرة، متجاوزين اتفاقاً نص على تسليم أسلحة العشيرة للدولة والتبرؤ من قتالها التنظيم مقابل عدم التعرض لأبناء هذه البلدات.

وعلى نفس الجبهة، وبينما عثر تنظيم الدولة على أربعة مخازن أسلحة لمقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ومقاتلي حركة إسلامية كانت مخبأة في دير الزور، انفجرت بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء سيارة مفخخة في مبنى الأمن السياسي سابقاً في مدينة البوكمال والذي يتخذه التنظيم مقراً له.

وعلم  المرصد السوري بأن المهاجمين تمكنوا من إدخال السيارة  المفخخة إلى داخل المقر متجاوزين بذلك كافة الإجراءات الأمنية، ما أسفر عن تدمير قسم كبير من المبنى ومصرع وجرح عدة مقاتلين من التنظيم داخل المقر.

جيش الأسود

في موازاة ذلك، أشار المرصد الى تشكيل مجموعة من الألوية والفصائل العسكرية التي انسحبت من دير الزور عقب سيطرة "الدولة" على مناطق واسعة منها "جيش أسود الشرقية" في القلمون على الحدود السورية- اللبنانية بريف دمشق.

وجاء في بيان للفصائل إنه "نظراً لما يمر به بلدنا من أحداث وتطورات وظهور جماعة أثرت على مسار الثورة وكفرت المسلمين وخاضت بدمائهم باسم الدين والدين منهم براء، وساهموا في تأخير النصر وجدنا أن من واجبنا أن نتصدى ونقاتل كل من أراد ان يعبث بأمن البلد وأهله"، داعياً إلى الالتحاق بالتحالف "لتوحيد الجهود وتحقيق النصر واسقاط النظام".

وضم التحالف كلا من "جبهة الأصالة والتنمية ولواء الفتح ولواء ابن القيم ولواء الأحواز ولواء درع الأمة ولواء عمر المختار ولواء القادسية وكتيبة الحمزة وكتيبة أحفاد عائشة وتجمع عبدالله بن الزبير وبيارق الشعيطات وكتيبة أبو عبيدة بن الجراح".

الغوطة والنظام

إلى ذلك، أكد المرصد ارتفاع حصيلة القصف الجوي الذي نفذه الطيران الحربي السوري على الغوطة الشرقية، من 32 قتيلاً إلى 52، موضحاً أن عدد الضحايا في مدينة كفربطنا (شرق دمشق) 32 شخصاً، إضافة الى 20 في مدينة دوما (شمال شرق).

وفي محافظة حلب (شمال)، قالت وكالة الانباء الرسمية ان "مجموعة إرهابية مسلحة اختطفت 14 عاملاً من العاملين في الوزارة أثناء قيامهم بإصلاح خط للتوتر العالي يغذي محافظتي حلب وإدلب (شمال غرب)".

والى الجنوب الغربي من حلب، قال المرصد إن القوات النظامية سيطرت على "كتيبة الدفاع الجوي وأجزاء واسعة من قريتي ضهر الشرفة وصقلايا"، في حين أكدت الوكالة السورية أن الجيش بسط سيطرته على بعض المناطق في خان طوماي.

لكن شبكة "سورية مباشر" أشارت الى أن مسلحي المعارضة استعادوا السيطرة على رحبة المحروقات في خان طوماي، مؤكدة في الوقت نفسه أن الجيش سيطر على قريتي ضهر الشرفة وصقلايا.

(دمشق، أ ف ب، رويترز، كونا)