• القاهرة تتعهد بدعم الجيش والبرلمان الجديد

Ad

• تنديد غربي بـ «التدخلات الخارجية»

اتهمت مصادر أميركية، أمس، دولة الإمارات بشن غارات جوية على ميليشيات إسلامية في ليبيا انطلاقاً من قواعد مصرية، وفيما التزمت أبوظبي الصمت، جددت القاهرة نفيها المشاركة في أي عمل عسكري خارج أراضيها، وتعهدت بدعم ومساعدة الجيش الليبي والبرلمان الذي يخوض نزاعاً على الشرعية مع "المؤتمر العام".

في وقت دخلت فيه ليبيا إلى غياهب الصراع الأهلي بين ميليشيات متنافسة ومناطقية بوجود برلمانين وحكومتين تتنازعان الشرعية، اتهم مسؤولون أميركيون دولة الإمارات بشن ضربات جوية على ميلشيا إسلامية في العاصمة طرابلس، بدعم من مصر.

وصرح مسؤولان أميركيان في واشنطن لوكالة "فرانس برس" بأن طائرات الإمارات شنت هجومين خلال سبعة أيام على مواقع إسلاميين في طرابلس، انطلاقا من قواعد عسكرية مصرية، لكنهما أكدا أن الولايات المتحدة لم تشارك لا مباشرة ولا بشكل غير مباشر في الغارات التي وقعت على مدار الأيام القليلة الماضية.

وجاءت الاتهامات الأميركية متسقة مع اتهامات الإسلاميين، الذين يهيمنون على المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، والذي اتهم الحكومة والبرلمان الجديد بالتواطؤ في الغارات التي استهدفت عناصرهم وشنتها وفق قولهم الإمارات ومصر خلال معارك للسيطرة على مطار طرابلس المغلق منذ 13 يوليو الماضي.

تنديد غربي

في غضون ذلك، نددت الدول الغربية بشدة بما اعتبرته "تدخلات خارجية" في ليبيا، ودانت واشنطن وباريس ولندن وبرلين وروما "التدخلات الخارجية التي تغذي الانقسامات"، منددة بـ"تصعيد المعارك والعنف بين الفصائل والمناطق الليبية".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" التي كشفت هذه المعلومات، قالت إن الغارات الأولى جرت قبل أسبوع في طرابلس، واستهدفت مواقع للميليشيات ومستودع أسلحة، موقعة ستة قتلى.

ووقعت سلسلة ثانية من الغارات الجوية صباح السبت الماضي استهدفت منصات صواريخ وآليات عسكرية ومستودعا جنوب العاصمة.

صمت إماراتي

من جهتها، التزمت الإمارات الصمت رسميا حتى عصر أمس، ولم يصدر أي رد من الحكومة الإماراتية على التصريحات الأميركية.

وكتبت صحيفة الخليج التي تعبّر عموما عن موقف قريب من موقف الحكومة "شيئا فشيئا تتحول ليبيا إلى دولة فاشلة، لا نظام ولا سلطة، ولا قانون، ولا مؤسسات رسمية فاعلة، إنما فوضى عارمة تضرب أطنابها في كل أرجاء البلاد، وصراعات مسلحة بين ميليشيات مختلفة المشارب والتوجهات، ومحاولات من البعض لجمع قوات نظامية تستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه".

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أمس أن "الأخطر من كل ذلك أن ليبيا تحولت إلى بؤرة للإرهاب ومرتع للمرتزقة ومخزن للأسلحة الفالتة من أي رقابة، والتي يجري تهريبها في كل الاتجاهات إلى قوى الإرهاب والتكفير لنشر الفوضى في دول الجوار، بل إلى ما يتجاوزها من دول".

اقتحام رئاسة الحكومة

ميدانياً، اقتحمت مليشيا "فجر ليبيا" مسلحة مقر مجلس الوزراء في العاصمة طرابلس، أمس، بعد يوم من تحميل رئيس الحكومة المؤقتة عبدالله الثني رئيس المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته نوري أبوسهمين ودار الإفتاء المسؤولية التاريخية عما يدور في ليبيا من صراع وتقسيم، معتبراً أن "الجسم التشريعي الوحيد هو البرلمان" الذي انتخب في الخامس والعشرين من يونيو الماضي.

وتثير الأوضاع الجديدة في ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي العام 2011 المخاوف من بروز تعقيدات أكثر مع قيام حكومتين متنافستين وبرلمانين متخاصمين، بعد تكليف المؤتمر الوطني أمس الأول عمر الحاسي الإسلامي التوجه تشكيل "حكومة إنقاذ وطني"، باعتبار أن البرلمان والحكومة اللذين يتخذان مقرا لهما في مدينة طبرق بالشرق "فقدا أي شرعية".

دعم مصري

إلى ذلك، وصل إلى القاهرة أمس رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، قادما على رأس وفد بطائرة خاصة في أول زيارة لمصر بعد انتخابه رئيسا للبرلمان الليبي الجديد. والتقى رئيس البرلمان الليبي خلال زيارته الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وكبار المسؤولين المصريين ومسؤولي جامعة الدول العربية، لبحث التطورات الأخيرة في ليبيا على ضوء الاجتماع الأخير لوزراء خارجية دول جوار ليبيا.

من جهته، أكد رئيس الأركان الليبي أن مصر وعدت ليبيا بإمدادات في كافة المجالات، وخاصة بالنسبة لاحتياجات الجيش الليبي من تدريب واستشارات فنية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذى عقده وزير الخارجية سامح شكري، أمس، بمقر الوزارة مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس الأركان الليبي الجديد عبدالرازق الناظوري ووزير الخارجية محمد عبدالعزيز.

وشدد الناظوري خلال المؤتمر الصحفي على أن ليبيا قادرة على إنشاء جيش قوى بالتعاون مع مصر، قائلا إن "لدى ليبيا مؤسسة عسكرية على الأرض، وقادرون على بناء جيشنا، ونحتاج إلى دعم قليل وبعض الإمكانات، وقد وعدنا الرئيس السيسي بهذا".

(طرابلس، بنغازي - أ ف ب، رويترز)