لافيراري... اتق شر القريب من الأرض

نشر في 05-01-2014
آخر تحديث 05-01-2014 | 00:02
محطة بارزة أخرى ضمن عالم فيراري الساحر؛ سيارة «لافيراري LaFerrari» ذات العدد المحدود، الذي يبلغ 499 سيارة في العالم فقط بتصميم هندسي فائق الذكاء جعلها أقل عرضاً وارتفاعاً لتحقيق أقصى قدرة من كفاءة الديناميكا الهوائية، من بين بقية الطرازات. وقد زودت بمحرك «مفترس» ذي 12 أسطوانة، ويبلغ عدد دورانه 9250 دورة في الدقيقة.
تتباهى شركة فيراري بمشروعها الأكثر طموحاً المتمثل بسيارة LaFerrari الجديدة حتى الآن لتوسيع آفاق التكنولوجيا في عالم السيارات المعدّة للقيادة على الطريق، فمن خلالها تعبّر بأرقى طريقة عن قدرات العلامة التجارية الفنية في هندسة طرازات جي تي وسيارات الفورمولا 1 على حد سواء.

وتفخر LaFerrari بكونها صاحبة الأداء الأقوى على الإطلاق بين جميع السيارات التي انتجتها فيراري، وتحتضن أكثر الحلول التقنية تطوراً وابتكاراً والتي ستجد طريقها في المستقبل إلى بقية الطرازات في مجموعة فيراري، ومع إنتاج عدد محدود منها يبلغ 499 سيارة فقط، تحافظ LaFerrari على تقاليد فيراري التي تقضي بتطوير سيارات ذات أداء خارق لعدد محدود من العملاء المميزين جداً.

هندسة الهيكل

يجسد هيكل LaFerrari ذروة الإبداع حتى بالمقارنة مع معايير فيراري الأسطورية، فكان الهدف زيادة كفاءة الديناميكا الهوائية وتوزيع الوزن بشكل مثالي وتخفيض مركز الجاذبية في السيارة إلى أقصى حد ممكن، والأهم من ذلك كله دمج النظام الهجين الجديد بسلاسة كاملة، وقد تحقق كل هذا وأكثر دون التأثير على رحابة المقصورة أو ما توفره من راحة وسهولة في التعامل.

وبالمقارنة مع سلسلة الطرازات المحدودة الخاصة التي تم تصنيعها سابقاً، يتضح أن هيكل السيارة أصبح أقل عرضاً وارتفاعاً لتحقيق أقصى قدر من كفاءة الديناميكا الهوائية، وتم تخفيض مركز الثقل بنسبة 35 مم من خلال إعادة تصميم الهيكل وتكامل جميع العناصر الرئيسية مع واجهة التواصل البشري الحاسوبي HMI، مما أنتج مستويات متفوقة في التحكم والاستجابة وتمت مراجعة توزيع الوزن بشكل كامل حيث أصبحت جميع العناصر الثقيلة تقع بين محوري السيارة وعلى أقرب مسافة ممكنة من الأرض مما يولّد ثباتاً وتماسكاً ممتازين في جميع ظروف القيادة مع تمركز 59 في المئة من الوزن على الجزء الخلفي من السيارة.

وتحمل LaFerrari أيضاً النظام الهجين وعلبة التروس ذات القابض المزدوج المستوحاة من الفورمولا 1 بالإضافة إلى نظم التبريد الخاصة بهم، بعبارة أخرى تمّ بذكاء دمج معدات التشغيل لسيارتين في نفس المساحة التي كانت تحتلها واحدة فقط، وكل ذلك بفضل بعض أعمال الهندسة والتصميم البارعة والدقيقة للغاية.

وبالاستفادة من الكفاءة الناجمة عن هندسة وضعية القيادة في سيارات الفورمولا 1، حيث يجلس السائق على ارتفاع أقل وفي وضعية أكثر انحاء، تتميز وضعية القيادة في قمرة قيادة LaFerrari بميل أكبر للجزء الأعلى من جسم السائق كما الساقين والذراعين. وهكذا تصبح LaFerrari نقطة التقاء بين السيارات الرياضية وسيارات الفورمولا 1 أحادية المقاعد. وقد تحقق ذلك من خلال دمج مقعد ثابت ومصمم خصيصاً لهذا الغرض، حيث يكون أكثر انخفاضاً في هيكل السيارة بغية تحسين حساسية السائق تجاه سلوك السيارة الديناميكي.

محرك V12

يعدّ محرك V12 بسعة 6262 سنتيمترا مكعبا محرك التعشيق الطبيعي الأقوى على مستوى سيارات فيراري المعدة للقيادة على الطريق، وإضافة إلى كونه يولّد قوة 800 CV يصل عدد دوراته إلى 9250 دورة في الدقيقة الأمر الذي يضمن أداء رائعاً ومتعة قيادة لا تضاهى، فضلاً عن صوت يعرّف عنه بدون شك كمحرك فيراري  V12.

وتعزى هذه النتائج غير المسبوقة إلى الأعمال التي نفذت في ثلاثة مجالات وهي كفاءة الحجم والاحتراق والكفاءة الميكانيكية لزيادة كفاءة الحجم، توظف LaFerrari مآخذ متغيرة الطول بصورة دائمة (والتي كانت تقنية أساسية سابقة في مجال محركات الفورمولا 1 قبل صدور أحكام تمنع استخدامها) والتي تعزز مستويات الأداء، ففي حين يتغير طول المآخذ وفقاً لسرعة المحرك، يتم تعزيز عزم الدوران ومنحنيات القوة إلى المستوى الأمثل على نطاق دورات المحرك لتتناسب مع عزم الدوران الناتج عن المحرك الكهربائي.

ويبلغ عزم الدوران الإجمالي الناتج عن محرك V12 والمحرك الكهربائي أكثر من 900 نيوتن متر، مع توظيف عزم الدوران الفوري من المحرك الكهربائي حين يكون عدد الدورات منخفضاً، بينما يتم تعزيز القوة وعزم الدوران لمحرك V12 إلى المستوى الأمثل حين يرتفع عدد الدورات إلى الشق الأعلى من نطاقه، وفي الواقع يبلغ عزم دوران محرك V12 ذروته (700 نيوتن متر) عند 6750 دورة في الدقيقة.

أما التحسينات في الكفاءة الميكانيكية فشملت عددا من العناصر، أهمها العمود المرفقي الذي تم تخفيفه وأصبح يشتمل على شبكات جديدة تتمتع بكفاءة إيرودينامية أعلى لمكافحة التسرب، وذلك للحد من التسرب عند الضخ، كما يقلل تصميم العمود المرفقي أيضاً من الأحجام حول محور الدوران، الأمر الذي خفف إجمالي الحجم بنحو 19 في المئة.

وأخيراً وليس آخراً، يعدّ صوت المحرك أحد العناصر الأساسية التي تميّز LaFerrari وبفضل عمليات ضبط العادم على وجه الخصوص، وتتميز بنغمة محرك فيراري V12 لا لبس فيها، ووظفت تقنيات هيدروليكية في صناعة نظام إخراج العادم متساوي الطول الذي يشمل ستة مواسير تتداخل في ماسورة واحدة باستخدام سبائك "إنكونل" (Inconel) كما في سيارات الفورمولا 1، وذلك للمساعدة في إبقاء الوزن الكلي منخفضاً مع فائدة إضافية تتمثل في خصائص مقاومة لدرجات الحرارة العالية جداً.

التصميم

تجمع LaFerrari تماماً بين أحدث الأبحاث العلمية الرسمية والجمالية وعملانية الديناميكا الهوائية، وهي نتيجة حققها التآزر منذ بداية إنشاء الطراز، بين مركز التصميم في فيراري برئاسة رئيس التصميم فلافيو مانزوني وإدارات الهندسة والتطوير.

وتعدّ ملامح وأبعاد LaFerrari العامة نتاج طبيعي جداً لهندستها وتصميم نظام تشغيلها الهجين فتصميمها الخارجي ملفت ومبتكر، غير أن ملامحها الأنيقة تتناسق مع ملامح سيارات فيراري الرياضية بمحركات V12 المثبتة بوضعية طولية وسطية-خلفية، فقد تمّ حدّ المساحة التي تشغلها المقصورة وحجرة المحرك ضمن قاعدة العجلات لتحقيق أفضل توازن بين عناصرها، ومن الملفت أن إضافة نظام HY-KERS لم تؤد إلى زيادة في الأبعاد، إنما إلى توازن أفضل بين المقدمة والمؤخرة.

وبالنظر إلى جانب السيارة، يبرز أنفها الحاد المنحدر تدريجياً وغطاء محركها المنخفض بشكل كبير مما يظهر بصورة بارزة العضلات المتمثلة بأقواس العجلات، وهي إشارة واضحة تعود بالذاكرة إلى التصاميم الرائعة لنماذج سيارات فيراري الرياضية في نهاية ستينات القرن العشرين مثل 330 P4 و312P، كما أن نسب أبعاد المقدمة وأقواس الإطارات تتماشى بصورة جلية مع تقاليد فيراري.

وتم نحت جسم LaFerrari متأثراً بصورة كبيرة بالديناميكا الهوائية، تعطي هذه الأشكال المنحوتة بأناقة مظهراً يعبق بالقوة والجرأة لأقواس الإطارات، حيث تتدفق الأسطح بسلاسة تجاه المؤخرة ومروراً فوق قمرة القيادة والقوالب المنحوتة ببراعة لتعطي شكلاً رائعاً للأحجام نفسها، ويوفر تصميم الأسطح الانسيابي الخصائص الاستثنائية المطلوبة للسحب والقوة السفلية من قبل خبراء الديناميكا الهوائية، وكذلك إمكانيات توجيه الهواء بكفاءة عالية إلى المكونات التي تتطلب تبريد.

يشتمل القسم الأمامي من السيارة على جناح أمامي أقل ارتفاعاً يظهر وكأنه معلق على عامود وسطي تحت الأنف وهو شكل مستوحى بوضوح من الفورمولا 1، ويظهر طابع السيارة الرياضي بامتياز بأوضح صورة في مؤخرتها حيث تبرز عضلاتها وقوتها إلى أقصى الحدود، هنا تظهر فجوتان عميقتان بين الأسطح المتداخلة فوق أقواس الإطارات البارزة، وتقوم هذه القنوات بتوجيه الهواء الساخن بكفاءة من حجرة المحرك، وبالتالي تسهم في تعزيز القوة السفلية في الجزء الخلفي من السيارة.

وضعية القيادة

وتظهر وضعية القيادة في LaFerrari بمفهوم جديد بالكامل مستوحى بشكل كبير من سباقات الفورمولا 1. وقد شارك كل من فرناندو ألونسو وفيليبي ماسا في تطويرها، مما أنتج قمرة قيادة عملية مستوحاة من حلبة السباق، وتزاوج بشكل مثالي بين العراقة والحداثة. وتقلب الهندسة البشرية لوضعية القيادة في LaFerrari كافة المفاهيم التقليدية لنماذج سيارات الطرق رأساً على عقب حيث ان تصميمها غير موجود إلا في سيارات السباق؛ فالمقعد ثابت غير أن عجلة القيادة وصندوق الدواسة قابلان للتعديل بشكل كبير للوصول إلى وضعية القيادة المفضلة لدى السائق.

وتعد عجلة القيادة في LaFerrari مثالاً صريحاً آخراً على التزام فيراري المتواصل بدراسات البحث والتطوير المعمقة كتلك التي قامت بها خلال عملية تطوير طراز "إنزو"، حيث تحمل عجلة القيادة المستحدثة كافة خيارات التحكم على طريقة الفورمولا 1. كما أن وحدات التحكم بالنسب أصبحت الآن أطول مما يعزز من راحة التعامل معها. أما الجسر المميز الذي يجمع وظائف صندوق التروس المستوحى من الفورمولا 1 فصمم بشكل أنيق على شكل جناح ممدود، ووزعت أزرار التحكم عليه لتحقيق أعلى قدر من الكفاءة. وأخيراً، تم نقل وحدات الاتصال بالأقمار الصناعية التي تتحكم بوظائف لوحة الأجهزة وأجهزة المعلومات والترفيه (الصوت، وأجهزة الملاحة، وأجهزة القياس عن بعد) على التوالي إلى الباب ومساحة مخصصة في وسط لوحة القيادة والتي تتضمن أيضاً لوحة مدمجة للتحكم بالمناخ.

ولأول مرة في سيارة فيراري، تتضمن لوحة القيادة لوحة أجهزة رقمية قابلة لإعادة الضبط بقياس 12.3 بوصة، والتي تعطي السائق حرية الاختيار ما بين عرض عداد دورات المحرك الوسطي التقليدي أو عرضاً يوحي بالمنافسة بشكل أكبر وهو مصمم للاستخدام على حلبة السباق.

دينامية and ديناميكية

يعدّ طراز LaFerrari أول طراز من فيراري يدمج نظم التحكم الدينامية مع نظام الديناميكا الهوائية والنظام الهجين. وبفضل التقنيات الخاصة بفيراري التي تحكم جميع الأنظمة، يمكن للسيارة تحقيق مستويات مطلقة من الأداء وكفاءة الديناميكا الهوائية والتحكم دون أي شكل من أشكال التسوية في أي مجال.

وبفضل المجموعة الواسعة من الابتكارات في جميع مجالات تصميمها وبنائها، تحقق LaFerrari أداء خارقاً، وتعدّ أسرع سيارات فيراري المعدّة للقيادة على الطريق على الإطلاق. وتحطم LaFerrari وقت طراز "إنزو" على حلبة فيورانو بأكثر من خمس ثوانٍ في اللفة.

وتم إحراز التقدم الكبير هذا بفضل التقنية الهجينة والتطورات في مجالات الجر ونظام التحكم بالتخميد والمكابح والإطارات. وأتاحت عملية التطوير المتكاملة للسيارة بأكملها، لاسيما الإطارات تصميم نظام التعليق، إمكانية تغذية عزم الدوران الذي يبلغ أكثر من 900 نيوتن متر من العجلات. ويتم إنتاج هذه المستويات من عزم الدوران بفضل التأثير المشترك لمحرك V12 والمحرك الكهربائي مما يحقق استجابة فورية في جميع الأوقات.

وعندما تكون السيارة داخل منعطف، يحافظ نظام HY-KERS على مستوى مرتفع لدورات محرك V12 لضمان أوقات استجابة أسرع لدواسة الوقود، وعند التسارع للخروج من المنعطف، يسيطر نظام التحكم بالجر بصورة مستمرة ويوزع عزم الدوران إلى العجلات الدافعة بفضل الترس التفاضلي الإلكتروني الذي يزيد من قوّة الجر، ونظام التحكم بالثبات، الذي يرصد ردود فعل السيارة. وعندما يكون هناك فائض في عزم دوران المحرك يقوم نظام HY-KERS بتحويل الفائض هذا لإعادة شحن البطاريات ويوفر عزم دوران إضافيا للعجلات عند الحاجة لضمان استمرار الأداء الخارق.

نظام الكبح

وتم تجهيز المكابح بسمّاكات خفيفة جديدة مصممة خصيصاً لتعزيز التبريد، وأقراص جديدة. وتحسن هذه التقنية عملية الاحتكاك مع سطح الأقراص فضلاً عن تحسين اتساق أداء الكبح ومقاومة التلاشي، ونتيجة لذلك تم تحسين التباطؤ الطولي بنسبة 15 في المئة، مع تخفيض 30 مترا من مسافة التوقف من سرعة 200 حتى 0 كمساعة. وتم دمج نظام الكبح بشكل تام مع جميع أنظمة السيارة الدينامية الأخرى بحيث يتحول النظام الهجين إلى وضعية الكبح المتجدد والذي يضمن أن يتم إعادة شحن البطاريات حتى في حالة الكبح الثابت الذي يشغل نظام منع انقفال المكابح (ABS).

ودعت الحاجة نظراً إلى إمكانات أداء السيارة الخارقة إلى استخدام تشكيلة إطارات مختلفة، فتم وضع إطارات بيريللي P-Zero بقياس 19 بوصة 265 في المقدمة وبقياس 20 بوصة 345 في المؤخرة. وبفضل التكامل بين أنظمة التحكم الدينامية، ونظام الديناميكا الهوائية النشط والتصميم الميكانيكي أصبح زمن الاستجابة لمدخلات عجلة القيادة عند المنعطفات أسرع بنسبة 30 في المئة بينما ارتفع التسارع الجانبي في المنعطفات بنسبة 20 في المئة.

back to top