كبد... مقلب القمامة الكبير!

نشر في 02-02-2014
آخر تحديث 02-02-2014 | 00:01
كمية القذارة الجاثمة على صدر "كبد" اليوم أكبر بعشرات المرات من طاقة التنظيف الموفرة من خدمات البلدية، فالأمر تماما كملعقة تغرف من بحر! ويصعب علي حقا في ظل هذا الوضع أن أفهم قدرة الناس هناك على التعايش مع هذه القذارة الكبيرة الممتدة في كل الاتجاهات، دون أن يرتفع صوتهم نحو الجهات المسؤولة للمطالبة بتكثيف خدمات التنظيف وزيادتها.
 د. ساجد العبدلي عندما يزور الشخص منطقة "كبد" التي خصصت أساسا كجواخير "حظائر" لمربي الماشية، ولكن تم تحويلها بواسطة الناس إلى "استراحات" للنزهة والترفيه، فينظر على مد البصر إلى المساحات ما بين الاستراحات وإلى المساحات المجاورة على امتداد الصحراء، فإن سؤالا ملحا لا بد أن يثور في عقله: هل أنا في مقلب كبير للقمامة؟!

لا توجد في هذا السؤال أي مبالغة أبدا، يا سادتي، فمنطقة كبد قد بلغت من القذارة والتلوث مبلغا لا يصدقه العقل، ويكفي المتشكك زيارة صغيرة إلى هناك ليرى بنفسه.

كلما زرت منطقة كبد وجدت نفسي في مواجهة هذا السؤال الأليم، بالإضافة إلى سؤال آخر يتعلق بانعدام الأمن والانفلات المروري في أوساط الشباب المستهتر من قادة السيارات والدراجات النارية "والبانشيات"، ولكن هذا موضوع آخر.

كمية القذارة الجاثمة على صدر "كبد" اليوم أكبر بعشرات المرات من طاقة التنظيف الموفرة من خدمات البلدية، فالأمر تماما كملعقة تغرف من بحر! ويصعب علي حقا في ظل هذا الوضع أن أفهم قدرة الناس هناك على التعايش مع هذه القذارة الكبيرة الممتدة في كل الاتجاهات، دون أن يرتفع صوتهم نحو الجهات المسؤولة للمطالبة بتكثيف خدمات التنظيف وزيادتها.

لكنني وإن كنت قد قلت هذا، أؤمن بأن المسؤولية مشتركة، بل إن الناس أنفسهم هم السبب الابتدائي لهذه المشكلة، وذلك من خلال تساهلهم بإلقاء القاذورات في كل الساحات كيفما اتفق دون ذرة من إحساس أو وعي بالمسؤولية تجاه هذه المنطقة، وكأن مسؤوليتهم محصورة بأسوار "جواخيرهم" واستراحاتهم!

مسألة النظافة هي مسألة ثقافية في المقام الأول، وهي دليل رقي وحضارة، والحرص على النظافة هو جزء من منظومة الوعي الأخلاقي للفرد تجاه نفسه وجيرانه ومجتمعه، لذلك حين يرى الإنسان ذلك المشهد المأساوي المؤلم في "كبد" سيدرك مباشرة أن الجرح عميق جدا، وأنه يحتاج إلى معالجة طويلة الأمد آن لها أن تبدأ الآن.

معالجة هذه المشكلة، أعني مشكلة عدم الاكتراث بالنظافة العامة، سواء في "كبد"، أو في غيرها من المناطق، يجب أن تقوم على ثلاثة محاور:

أولا، محور تكثيف خدمات البلدية وزيادتها والتشديد على جودتها ومراقبة عملها، فلطالما رأيت عمال التنظيف وسياراتهم يزيدون الطين بلة من خلال بعثرتهم للقاذورات بدعوى رفعها وإزالتها.

 ثانيا، محور التوعية والتعليم والتثقيف من خلال المناهج التعليمية والتربوية في المدارس ومن خلال أجهزة الإعلام المختلفة.

 ثالثا، من خلال محور تحرير المخالفات الصارمة وإلزام المخالفين بإزالة قاذوراتهم وأوساخهم وتغريمهم دون تردد.

كلي أمل أن يتم الالتفات إلى هذه المشكلة الحقيقية التي أصابت "كبد" وكثيرا من المناطق غيرها، وأن يتم التحرك لعلاجها قبل فوات الأوان.

back to top