تيري هولدبروكس... حارس «غوانتانامو» الذي أشهر إسلامه

نشر في 15-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 15-07-2014 | 00:01
No Image Caption
لم يكن دخوله الإسلام حدثا عاديا رغم أنه من المعتاد أن يعتنق الكثير من الأميركيين الإسلام بين الحين والآخر، لكن إسلامه هو كان له وقع مختلف داخل أميركا وخارجها، ليس لأنه مسؤول بارز، وإنما لأنه ببساطة كان مكلفا بتعذيب المسلمين الأسرى في معتقل غوانتانامو، حيث كان يعمل، إنه السجان الأميركي تيري هولدبروكس الذي كان جنديا يعمل كحارس في السجن المرعب، الذي يذوق فيه المعتقلون أشد أنواع التعذيب بأمر من قيادات الجيش الأميركي.

وعند اختيار هولدبروكس للعمل في المعتقل الأشهر في العالم تلقى أوامر من قادته بأن يذيق السجناء أشد أنواع العذاب، وظلوا يرددون على أسماع الحراس أن معتقلي غوانتانامو هم أسوأ من على وجه الأرض، فهم يعملون تحت إمرة أسامة بن لادن، وسيقتلونك في أول فرصة يلتقونك فيها.

وقال هولدبروكس: "لم أكن أؤمن بالله قبل عملي في غوانتانامو، لكن كم كانت صدمتي شديدة عندما دخلت المعتقل، إذ أحسست بأن البيئة المؤدية إليه كانت مخيفة جدا لا تصلح إلا للصبار والزواحف السامة، وعند وصولي المعتقل بدأت أتساءل: هل فعلا من هم وراء هذه القضبان خطيرون لدرجة أنهم يستحقون كل هذه الإجراءات المكلفة جدا؟".

وأضاف: "هكذا بدأت أقضى نوبات حراستي في متابعة السجناء الذين كانوا يتواصلون معي، وبمرور الوقت تولدت لدي حالة من الانبهار بالإسلام، حيث كنت أقضي الليل كله أمام زنزاناتهم أستمع إليهم، ومع مرور الأيام تولد بيني وبينهم نوع من الاحترام المتبادل، خاصة مع شعورنا جميعا بأننا مجبرون على العيش معا".

من وقتها، بدأ هولدبروكس يحسن معاملة المعتقلين، ويخفف عنهم ما يلاقونه من التعذيب، حتى لقبوه بـ"الحارس اللطيف"، بينما اتهمه بعض زملائه بالخيانة، وكان من أكثر ما يجذبه في هؤلاء السجناء هو الابتسامة التي ارتسمت على وجوههم وهم يرددون دوما "الحمد لله".

وذات ليلة ذهب هولدبروكس يواسي أحدهم، وكان المعتقل رقم "590"، وهو مغربي مسلم يدعى أحمد الراشدي، وبعد أن تحدث معه أصيب بصدمة ثقافية، لقد كانت أول مرة يعرف فيها الإسلام الحقيقي، ليس الإسلام الذي شوهت الولايات المتحدة صورته، فتعود كل ليلة بدلا من أن يقضي الليل في سهرات أصدقائه، كان يذهب إلى الراشدي ويتعلم منه، واشترى كتبا عن الإسلام وعكف على قراءتها، حتى جاء يوم وأحضر قلما وورقة صغيرة، ودفع بهما من خلال طاقة حديدية إلى داخل زنزانة الراشدي، وطلب منه أن يكتب له الشهادتين كما تنطق بالعربية، لكن بالحروف الإنكليزية، وهناك داخل المعتقل نطق الشهادتين بأعلى صوته، وسمى نفسه مصطفى عبدالله.

back to top