تستعد القوات العراقية لشن «هجوم كبير» في مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها مقاتلون من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) والتي تعرضت عام 2004 لحربين أميركيتين شرستين بهدف قمع التمرد فيها.

Ad

وقال مسؤول حكومي كبير أمس، إن «القوات العراقية تتهيأ لهجوم كبير في الفلوجة وهي حتى الآن لم تنفذ سوى عمليات نوعية بواسطة القوات الخاصة ضد مواقع محددة».

وأشار المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه الى أن «الجيش حاليا ينتشر في مواقع خارج المدينة ليسمح للسكان بالنزوح الى أماكن أخرى قبل شن الهجوم لسحق الإرهابيين»، رافضا تحديد موعد بدء الهجوم.

في غضون ذلك، قال قائممقام قضاء عين التمر في محافظة كربلاء رائد فضال بندر أمس، إن «عشرات الأسر من أهالي مدينة الرمادي في محافظة الأنبار نزحوا الى قضاء عين التمر بعد تعرضهم لعمليات قتل ممنهجة على يد مسلحين ينتمون الى تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام- داعش)، والقاعدة»، مبينا أن «القائممقامية وضعت جميع استعداداتها لاستضافة الأسر النازحة من الأنبار».

وقال مصدر أمني أمس الأول إن مدينة الفلوجة اصبحت خارج سيطرة الدولة وفي أيدي وتحت سيطرة تنظيم ما يسمى تنظيم داعش، «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وأوضح المصدر رافضا الكشف عن اسمه أن «المناطق المحيطة بالفلوجة هي في أيدي الشرطة المحلية».

إلى ذلك، كلف أعضاء ائتلاف «متحدون» الممثلون لمحافظة الأنبار وصلاح الدين في البرلمان العراقي، رئيسهم أسامة النجيفي بالبقاء في منصبه كرئيس للبرلمان العراقي، وذلك لإدارة جلسات المجلس والتفاوض بشأن مطالبهم.

وقال المتحدث باسم الائتلاف ظافر العاني إن «عدد النواب المستقيلين بلغ ما يقارب 50 نائبا من داخل ائتلاف متحدون وخارجها، وأنهم لن يدخلوا جلسات مجلس النواب وبانتظار التصويت على إقالتهم»، موضحاً أن «أسامة النجيفي سيدير جلسات المجلس، لأنه تم تكليفه من قبل نواب متحدون، ليبقى بمنصبه ويدير المفاوضات التي تتعلق بمطالب متحدون التي هي مطالب المعتصمين».

وأوضح العاني «إذا بقي الحال على ماهو عليه في محافظة الأنبار، فإن ائتلاف متحدون سيناشد جميع الوزراء في الحكومة الاتحادية بتقديم استقالتهم».

في حين أعلن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، أن غياب نواب متحدون عن البرلمان، لا يؤثر على عقد جلساته، بسبب حضور نواب التحالف الوطني والكردستاني والكتل الأخرى.

وقال النائب عن الائتلاف فؤاد الدوركي إن «ما قام به نواب متحدون بالإجراء الشكلي لتقديم الاستقالة، يمثل زوبعة إعلامية، وإنهم سيحضرون جلسات البرلمان ويشاركون فيها»، مضيفاً أن «هؤلاء النواب سيعملون الضجيج بشأن قيام الجيش العراقي بضرب أوكار الإرهاب في الأنبار».

وأوضح الدوركي أن «جلسات البرلمان سيكتمل نصابها القانوني من خلال حضور نواب التحالف الوطني والكردستاني، ونواب وكتل من بقايا قائمة العراقية الذين انشقوا عنها سابقاً»، داعياً جميع النواب الى «دعم الجيش العراقي في ضرب الإرهاب وبسط الأمن».

تفجيرات بغداد

إلى ذلك، قتل 15 شخصا وأصيب 40 آخرون بجروح في سلسلة تفجيرات في سيارات مفخخة وعبوة ناسفة ضربت بغداد أمس.

وأوضحت مصادر أمنية، أن أكبر الهجمات وقعت في منطقة الشعب في شمال العاصمة، حيث قتل تسعة أشخاص وأصيب 26 بجروح في انفجار سيارتين مفخختين.

وقتل أيضا أربعة أشخاص وأصيب عشرة بجروح في انفجار سيارة ثالثة في منطقة جميلة، في حين قتل شخصان وأصيب خمسة آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة في منطقة الميدان.

تصريحات أميركية

في السياق، صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، أن الولايات المتحدة تساند العراق في جهوده ضد ناشطي «القاعدة».

وقال كيري: «سنقف الى جانب حكومة العراق التي تبذل جهودا ضد القاعدة، لكنها معركتها، وهذا الأمر حددناه من قبل»، مضيفاً: «نحن قلقون جداً بشأن هذا التنظيم».

وأوضح أنهم «أخطر اللاعبين في المنطقة، ووحشيته واضحة للجميع»، مؤكدا أن «الولايات المتحدة ستواصل اتصالاتها الوثيقة مع بغداد».