الدولة تستعد للسيسي... ومنصور والحكومة يودِّعان

نشر في 05-06-2014 | 00:01
آخر تحديث 05-06-2014 | 00:01
No Image Caption
• واشنطن تتطلع للعمل مع الرئيس
• الإمارات تتلقف دعوة السعودية لتنظيم مؤتمر للمانحين
تستعد مصر لإجراء احتفالية تسليم الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي، مهام منصبه رسمياً الأحد المقبل، وودَّع الرئيس المؤقت عدلي منصور، الشعب المصري بخطاب يعلق بالذاكرة، في حين تستعد حكومة إبراهيم محلب لتقديم استقالتها إلى الرئيس الجديد، عقب أدائه اليمين الدستورية، الأحد المقبل.

كثَّفت الدولة المصرية أمس استعداداتها لاستقبال الرئيس الجديد المشير عبدالفتاح السيسي، الذي أعلن أمس الأول فوزه الساحق بالانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي، باكتساح منافسه الوحيد القطب الناصري حمدين صباحي، بنسبة 96.9%، بعدما بات في حكم المؤكَّد أن يحلف السيسي القسم القانوني أمام المحكمة الدستورية العليا، الأحد المقبل، مدشناً فترة رئاسية يُفترض أن تستمرّ أربعة أعوام.

وبينما أعلنت المحكمة الدستورية أمس أن السيسي سيحلف اليمين أمام هيئة المحكمة في مقرها جنوب القاهرة، في تمام الساعة 10:30 صباحاً، قال السيسي عقب إعلان فوزه بـ"الرئاسية" أمس الأول إنه يثمّن موقف منافسه صباحي، بالمشاركة في الانتخابات، معترفاً بتوفيره "فرصة جادة للمنافسة"، وكان صباحي بادر بتهنئة السيسي بالفوز.

وتوجه السيسي، في كلمة موجزة عبر التلفزيون الرسمي، إلى الشعب الذي احتفل الآلاف منه في الشوارع بإعلان فوز السيسي، قائلاً: "حان وقت العمل، العمل الذي تنتقل به مصرنا العزيزة إلى غد مشرق ومستقبل أفضل، المستقبل صفحة بيضاء، وفي أيدينا أن نملأها بما شئنا، عيشاً وحرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية"، وكان لافتاً إشادة السيسي بثورتي "25 يناير" و"30 يونيو".

وداع مؤثر

وبينما كادت أعمال صيانة القصور الرئاسية أن تنتهي، تمهيداً لاستقبال السيسي، ودَّع الرئيس المؤقت عدلي منصور، المصريين أمس في كلمة مؤثرة، بثها التلفزيون المصري، خاطب فيها الرئيس المنتخب، قائلا: "أَحْسِن اختيار معاونيك فهم سندك، وتحسَّب من جماعات المصالح، وأوصيك بالمرأة المصرية خيراً... وأتمنى لك التوفيق"، ثم وجه منصور حديثه إلى المصريين: "أثبتم أنكم أهل للوطن العظيم، وتعرفون متى تتحدون، تبهرون الجميع شعباً ودولة، أنجزتم الانتخابات الرئاسية على الوجه الأكمل، وستكملون خارطة الطريق على الوجه المشرّف".

وألقى منصور، الذي غالب دموعه أكثر من مرة، الضوء على مجمل الأوضاع، خلال السنة التي تولى فيها الحكم عقب إطاحة الرئيس محمد مرسي، موجهاً التحية إلى السعودية والإمارات والكويت، والبحرين، والأردن، وفلسطين.

 بدوره، عقد مجلس الوزراء اجتماعاً أمس برئاسة إبراهيم محلب لبحث ترتيبات مرحلة ما بعد إعلان تسمية السيسي رئيساً، ويتوقع أن يكون الاجتماع الأخير قبل أن تتقدم الحكومة بكامل أعضائها بالاستقالة، كإجراء دستوري، مع تولي السيسي مهام منصبه رسمياً الأحد المقبل.

دعم سياسي

وفور إعلان فوز السيسي، توالت التهاني من دول العالم وفي مقدمتها السعودية، فلم يكتف العاهل السعودي الملك عبدالله، بكونه أول المهنئين، بل دعا إلى عقد مؤتمر دولي لدعم الاقتصاد المصري، بمشاركة دول من "أشقاء وأصدقاء مصر"، لتتمكن الأخيرة من "الخروج من نفق مجهول"، محذراً من أن "من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب وهو قادر مقتدر، فإنه لا مكان له غداً بيننا إذا ما ألمت به المحن وأحاطت به الأزمات".

وتلقفت دولة الإمارات العربية المتحدة المبادرة السعودية، فأكد ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الإمارات الرسمية أن توجيهات رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تؤيد وتدعم هذه المبادرة، التي وصفها بـ"المبادرة الكريمة"، لدعم مصر اقتصادياً، مشدداً على أن "دولة الإمارات ستساهم بإرادة صادقة، في جميع الجهود التي من شأنها تمكين الأشقاء في مصر من مواجهة التحديات".

الدعم للموقف السياسي المصري لم يقتصر على الموقف الخليجي، فقد قادت الولايات المتحدة الأميركية التأييد الدولي، بعدما أعلنت واشنطن في بيان أمس أن الرئيس باراك أوباما سيتحدث في الأيام المقبلة مع الرئيس المصري الجديد، معبرة عن تطلع الإدارة الأميركية للعمل مع الحكومة المصرية الجديدة للرئيس المنتخب، لكنها عبرت عن مخاوف من أنه انتخب وسط مناخ سياسي مقيد للمشاركة السياسية.

وأكد بيان أصدره البيت الأبيض مجددا مخاوف واشنطن بشأن القيود على حرية التجمع السلمي والتعبير، ودعت الحكومة المصرية إلى أن تكفل حصول جميع المواطنين على هذه الحقوق.

في الداخل المصري، توالت التهاني من القيادات الدينية وفي مقدمتها شيخ الأزهر وبابا الإسكندرية، وأرسل وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، ورئيس أركان القوات المسلحة، الفريق محمود حجازي، برقية تهنئة إلى السيسي، في حين قال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، في برقية تهنئته إن "انتخاب السيسي ترجمة صادقة لمشاعر مخلصة تجيش بها قلوب الشعب العظيم".    

ومع طي صفحة الانتخابات الرئاسية بإعلان فوز السيسي، بدأت القاهرة اتخاذ إجراءات رسمية لإنهاء البند الثالث والأخير في خارطة "المستقبل" التي أعلنها الجيش عقب إطاحة مرسي 3 يوليو الماضي، بعدما وافق مجلس الوزراء أمس، على مشروعي قانوني مباشرة الحقوق السياسية ومجلس النواب وأرسلهما إلى الرئيس المؤقت تمهيدا لإقرارهما، وهو القرار الذي يختتم به منصور مهام منصبه.

back to top