تمكنت إسرائيل من تفادي الركود الذي أصاب معظم بلدان العالم في العقد الماضي. ويرجع ذلك في جزء منه إلى عدم مرورها بحالة انتعاش حاد في القطاع السكني تتبعها حالة انهيار في متغيراته. وينسب الكثير من ذلك الاستقرار إلى ستانلي فيشر الاقتصادي ذائع الصيت والزامبي المولد الذي ترأس بنك إسرائيل المركزي من 2005 إلى 2013، ويحتل الآن المركز الثاني في مجلس الاحتياط الفدرالي الأميركي.
ولكن فيشر أوضح بجلاء في الأسبوع الماضي في خطاب له في مدينة ستوكهولم أنه لا يملك وصفة سحرية لإنهاء الفقاعات الإسكانية. والقفزة التي شهدتها أسعار المنازل في إسرائيل قد تأجلت فقط لبضع سنوات ولكن لم يتم تفاديها.وفي شهر يناير الماضي قال روبرت شيلر الاقتصادي في جامعة ييل والحائز جائزة نوبل، إن سوق المنازل في إسرائيل "أشبه بفقاعة"، مع ملاحظة أن فيشر "حاول كبح جماحها ولكنه أخفق". وقد ارتفعت أسعار المنازل بأكثر من 80 في المئة منذ سنة 2007، كما ارتفعت بنسبة 8.8 في المئة خلال الـ12 شهراً المنتهية في مايو الماضي.في اسرائيل يتم بشكل شبه كامل تمويل الإسكان من جانب البنوك التي يشرف عليها البنك المركزي، مما يمنحه "سلطة قوية ازاء التأثير في تمويل الإسكان"، بحسب ما قاله فيشر في أول خطاب رئيسي حول السياسة الاقتصادية، منذ تسلمه منصبه الجديد نائباً لرئيس مجلس الاحتياط الفدرالي في 16 يونيو الماضي.وأضاف ان بنك إسرائيل ابتداء من سنة 2010 قد تبنى عدة إجراءات تهدف الى "معالجة الارتفاع السريع في أسعار المنازل".وحسب قوله فإن الإجراء الذي نجح بشكل أفضل تمثل في إضعاف الصلة بين معدلات الرهن العقاري ومعدلات الفائدة قصيرة الأجل. ويمكن أن نعزو نسبة الثلث فقط من أي حزمة تمويل للمنازل إلى معدلات الفائدة قصيرة الأجل التي تخضع لرقابة بنك اسرائيل، أما البقية فتنسب إلى معدلات الفائدة لخمس سنوات، والتي تكون في العادة أعلى. وقال فيشر إن ذلك التغير قد "رفع بشكل جوهري تكلفة تمويل المنازل، وكان الإجراء الأكثر نجاحاً".كما عمل بنك إسرائيل أيضاً على الحد من معدلات القروض إلى قيمة العقار ودفعات الأقساط إلى الدخل. وقال فيشر إن تلك الإجراءات كانت "ناجحة بصورة معتدلة". و"بدا أن التأثير العملي كان قليلاً في ما يتعلق "بثلث تلك التغييرات التي هدفت إلى زيادة شبكة الأمان في البنوك".وكرس فيشر فقرتين فقط للحديث عن إسرائيل في خطابه الموسع الذي اشتمل، ضمن موضوعات أخرى، على نظرته المتفائلة ازاء نمو الانتاجية. وقال في رد معاكس على اقتصاديين توقعوا حدوث فترة من نمو منخفض في الإنتاجية "يدهشني ما أشهد من امكانية تحسين نوعية حياة معظم البشر في العالم، والتي أبرزها انفجار تقنية المعلومات اليوم". وتكهن بأن الضعف الحديث العهد يمكن أن يمثل تداعيات لاحقة للأزمة تحول دون التحسن "الحبيس". وقال إن في العالم النامي ثمة فرصة لتحقيق تحسن كبير في الإنتاجية "يعكس المواكبة التقنية، واستثمارات البنية التحتية وامكانية الزيادة في الطاقة البشرية نتيجة التحسن في التعليم والتغذية وتضمين المرأة في قوة العمل".
اقتصاد
لا وصفة سحرية لتفادي فقاعة عقارية إسرائيلية
16-08-2014