خليجنا واحد
بعد أزمة سحب السفراء من قطر، هل سنبدأ جدياً بقراءة الفاتحة على روح "مجلس التعاون"؟! أم نكتفي فقط بدقيقة صمت حزناً عليه؟! الخياران متوافران "في الأذواق" الخليجية ولله الحمد والمنّة، فنحن نحفظ "الفاتحة" تماماً كما نحفظ "افتتاحيات" بيانات مجلس التعاون المكررة- مع فارق التشبيه طبعاً- نحفظ الفاتحة لنكمل أركان "فرض" صلاتنا ونحفظ "افتتاحيات البيانات" ونحن نأمل أن يتحقق "مفروض" التكامل الذي بشرت به! وحدة خليجية، جيش موحد، حدود مفتوحة، عملة موحدة... إلخ!ونحن كذلك نجيد ممارسة دقائق الصمت خصوصاً تخصص "الصمت المطبق"، وهي عادة تعودنا أن تكون إجابتنا الوحيدة عن أسئلة مثل: ما سبب عدم تطبيق الكونفدرالية بينكم؟ أين عملتكم الخليجية الموحدة؟ لم يعبر الأوروبيون الحدود برجلهم اليمين وقلب "الاتحاد الأوروبي" داع لهم، بينما "الخلايجة" يعبرون الحدود حاملين كل وثائقهم واضعين "أيديهم على قلوبهم" متأبطين دعاء الوالدين؟ ولا يخفى عليكم أنه مع هكذا أسئلة يكون الصمت من ذهب 24 قيراطاً، ويكون الكلام من "فضفضة" و"فشة خلق" لن تقنع أحداً!
حلم "الوحدة خليجية" هو حلم كان لابد أن نحلمه وأعيننا مفتوحة 24 ساعة مع توافر خدمة التفاصيل المتوقعة منها والطارئة، فهكذا أحلام وحدوية ما فاز فيها أبداً النوّم! لكن مع الأسف كانت العين الوحيدة المفتوحة على حلمنا هي "عيني يا ليل... ويا ليل ما أطولك"، ومواويل كلام الليل الذي يمحوه النهار! ولم تكن قطر هي المسمار الأخير في نعش مجلسنا بل كان السبب الرئيس هو "نجار الآمال" نفسه، هذا النجار الذي سلمناه صبرنا "كاش" ولاثنين وثلاثين عاماً منتظرين أن يسلمنا بنيان الوحدة "تشطيب سوبر ديلوكس" وعلى المفتاح، لنصدم أخيراً أنه لم يكن لصبرنا مفتاح "فرح"! وأن "باب نجارنا مخلع" ومع أول نسمة هواء سرعتها 3 كيلومترات في الساعة الإخبارية تحطم فتبعثرت أوراق البيانات وطارت "نوتات الأوبريتات"، وتحطمت أواني الزهر والمرايا وصارت سفينة وحدة خليجنا تتأرجح في مهب الريح، وهي تصارع تلاطم "أمواج الأثير الإعلامي".اطردوا قطر من عزاء مجلسنا، "فما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ" ولكن ثقوا بأنها "إن كان باب نجار الآمال المخلع"... "يوسع جُمل" الغضب والزعل الاسمية منها والفعلية... لكن هذا الباب لن يسع أبداً "جُملة واحدة كبيرة جداً" كانت وما زالت شعوب الخليج ترددها من المهد إلى اللحد ومن صلالة إلى وربة وهي: خليجنا واحد.