حزم السلطات يبدد آمال السعوديات في القيادة
ناشطات يعلن التريث حيال «مبادرة 26 أكتوبر» وأخريات يؤكدن أن الموعد رمزي
بدد الحزم الذي أظهرته السلطات السعودية حيال حملة تحت شعار "القيادة اختيار وليس إجبار" كان عليها أن تنطلق أمس، مطالبة بقيادة المرأة للسيارة الآمال في منحها هذا الحق، الأمر الذي حدا بالناشطات الى تفادي الصدام وعدم المواجهة. وتشهد بعض الشوارع الرئيسية في الرياض انتشارا للشرطة التي سدت بعض الطرق الفرعية القريبة من منازل ناشطات يدعمن علنا قيادة المرأة للسيارة.
وبث موقع "تويتر" مشاهد لثلاث نساء أثناء قيادتهن للسيارات في الرياض والإحساء. لكن عددا من الناشطات أكدن تلقيهن اتصالات من وزارة الداخلية تطلب منهن عدم الجلوس وراء المقود أمس. وكان المتحدث باسم الوزارة منصور التركي أعلن أمس الأول، أنه ليس مسموحا للنساء بقيادة السيارات، وقال محذرا "من المتعارف عليه في المملكة السعودية أن قيادة المرأة للسيارة ممنوعة وسنطبق القوانين في حق المخالفين ومن يتجمهر تأييدا لذلك". كما أكد أنه ليس بإمكان "فئة محددة فرض رأيها على الجميع". كما قالت الناشطة نجلاء الحريري "كخطوة احترازية واحتراما لتحذيرات وزارة الداخلية وبغية منع استغلال الحملة من قبل مجموعات أخرى، نطلب من النساء عدم قيادة السيارات وتغيير مبادرة 26 أكتوبر المفتوحة" للجلوس وراء المقود. من جهتها، أوضحت المدونة الناشطة إيمان النجفان "أن الموعد رمزي فقط، فقد بدأت النساء القيادة قبل 26 أكتوبر وستستمر في القيام بذلك بعد هذا اليوم". وعلى سبيل التهكم، أعلنت بعض الناشطات على موقع "تويتر" 31 نوفمبر موعدا جديدا للحملة. في السياق، نفى مصدر مسؤول خبر القبض على المبتعثة لجين الهذلول إثر مخالفتها أنظمة قيادة المرأة للسيارة في السعودية بعد أن قادت سيارة والدها من مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض في اتجاه منزل أسرتها، مؤكداً أن السلطات استدعت والد لجين لتحرير تعهد بالالتزام بقوانين البلاد، وأبدى تفهمه ذلك. وكانت لجين الهذلول، وهي طالبة مبتعثة على حساب الدولة لدراسة الأدب الفرنسي في جامعة بريتش كولومبيا في فانكور، قد عادت إلى الرياض قبل يومين، وقامت بقيادة سيارة والدها منطلقة من صالات مطار الملك خالد الدولي إلى منزل أسرتها. حيث بثت لجين مقطع فيديو على موقع "كييك" الاجتماعي يظهرها وهي تقود السيارة تضامناً مع مبادرة 26 أكتوبر لقيادة المرأة للسيارة في السعودية، كما ظهر صوت والدها معلقاً في مقطع الفيديو. ورغم ذلك، قالت ناشطات أخريات إن مجموعة من النساء صورن أنفسهن وهن يقدن سياراتهن في مدن سعودية أمس، في تحدِّ لتحذيرات الحكومة بتعرضهن للاعتقال والمحاكمة لكسرهن اللوائح التي تسمح للرجال فقط بقيادة السيارات. وصرحت إحدى منظمات الاحتجاج: "أعرف نساء قدن سيارتهن". وبثت خمسة فيديوهات تحمل تاريخ أمس، على موقع الحملة على يوتيوب وتويتر وتظهر فيها نساء يقدن السيارات في الرياض والأحساء ومدينة جدة. (الرياض - أ ف ب)