حُبّب إلى الرجل الخطيئة، بينما حُبب إلى المرأة أن تلعب دور الفاتنة برغبة كبيرة! لذا فإن المرأة هي الأكثر حظاً في ألا تُجّرم، والأقل حظا في النجاة من العقاب! نعم المرأة ربما تقع في الخطيئة، بينما الرجل يقصدها ويجد في البحث عنها، الخطيئة جميلة بحد ذاتها في عين بعض الرجال، إنه فقط ينتظر الإغواء المناسب لارتكابها!! أما المرأة – بالطبع حديثي لا يشمل النساء كافة- فهي فقط تمارس دور الإغواء في مكيدة الخطيئة ليس حبّا في الخطيئة ذاتها، ولكن حبّاً لاختبار الإغواء في أنوثتها، ويحدث غالباً أن تقع هي أيضاً في شرَك تلك المكيدة، إما من شدّة الإغواء أو لحماقة الرجل!

Ad

أجمل ما تتمناه المرأة أن يكون لإغوائها حدّ لا يقاوم، حتى لو أدى ذلك إلى ارتكاب «المُغوي» للخطيئة! إنّ أقصى ما تحبّه المرأة في أنوثتها أن تعرف أن أنوثتها ليست مجرد اكسسوار في غرفة من غرف البيت بل هي من شارك في بناء هذا البيت إن لم تكن هي البيت! ذاك أكثر ما يدلّل أنوثتها ويسعدها، يرضي غرورها أن تشعر أن أنوثتها، ليست سبّة تضطر أحياناً أن تتغاضى عنها! وهي أيضاً ليست تهمة ملفقة، تم تزوير الشهادات، ودسّ الأدلة، ودفع الرشاوى، فصدرت أحكام بالباطل، وأنها ذنب، لابد لأحدٍ ما أن يستغفره! أكثر ما يؤصّل ثقة المرأة في ذاتها، قدرتها على الفرح كلما تذكّرت أنها ..أنثى! أي أن تكون أنوثتها سببا لأن تصبح في منزلة حيث يحلمُ رضاها، ولا شيء قدر الإغواء فهو دليل إثبات سلطة الأنوثة، الإغواء وسيلة المرأة لإثبات أن لأنوثتها الفضل في خلق هذا المنزل، إنها ليست جزءا من جداره الأبكم البارد كلوحة فنية! رائحة عطرها ثابتة في لون الجدران، والستائر، وصالون الاستقبال.

أنفاسها ممزوجة برائحة المشاعر في أجواء المنزل! هذا أكثر ما يفرح امرأة. إن أكثر ما يملأ قلب المرأة غرورا، معرفتها أن لأنوثتها اغواء يُطاع! للحدّ الذي يجعلها على ثقة بأنها قادرة على ألاّ يقع في شركها  إلا من تشاء دون أن تَقَع هي!..معظمهن يقَع! الرجل لا يدرك أن المرأة ليست جزءا من خطيئته أو أنها في أكثر أحكامه رأفةً: «طريقٌ موصلٌ بها»! هو لا يدرك أن إغواءها له لم يكون «هو» المقصود، يصعب اقناع الرجل بأن المقصود «هي»!

ليس من السهولة لعقل رجل أن يفهم أن المرأة لا ترضي إلا ذاتها، رضاء الرجل ليس إلا جزءا من رضاها إن حدث! فهي كأنثى لها معاييرها الخاصة بها لتقدير أنوثتها، ليس الرجل سوى أحد تلك المقاييس، الذكية من تجعل ذلك وسيلة للوصول لما هي تبتغيه، وليس لما يريده أحد!

فهي تمارس الإغواء لا لشيء إلا .. الإغواء، تلك وسيلتها لاختبار أنوثتها! الرجل لا يدرك أن الإغواء الوسيلة الوحيدة لاختبار المرأة لأنوثتها، فإنه يدرك تماما أن الإغواء وسيلة لاختبار: الرَّجُل! طريقة تعامله مع الإغواء تفضح رجولته وتعرّيها، لهذا – باعتقادي – تعامل البعض مع «الغاويات» بقسوة، فالإغواء أكثر الأجهزة دقة في صور الأشعة لماهية الرجل! خوف الرجل من الإغواء جعله «يتوحّش» في محاربته له، في الوقت الذي ينجذب له! لذا ستبقى هذه الحرب ضد الأنوثة أزلية من خلال الحرب المفتوحة  على «الإغواء».