السيسي وأسلافه... تعدَّدت الوجوه و«القائد» واحد
تتنازع صور المرشَّح الرئاسي المحتمل عبدالفتاح السيسي المعلقة في كثير من شوارع القاهرة والمحافظات الشبه مع ثلاثة وجوه لرؤساء مصريين سابقين، ويعد وجه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بملابس مدنية أكثرها شبهاً، بينما تتشابه علامة الصلاة على جبين السيسي مع صورة الرئيس الراحل أنور السادات، ولا شك في وجود شبه ما بين صور السيسي بالبدلة العسكرية وصور الرئيس الأسبق حسني مبارك.وفي حين تبدو فكرة اقتران صورة السيسي، في الوعي المصري بأسلافه كنوع من "النوستالجيا"، الحنين إلى الماضي، إلا أن أنصار الرجل العسكري، يحاولون الخلط دائماً بين خطوات الزعيم التاريخي وأحلام المشير المُستقيل من المؤسسة العسكرية في سابقة جديدة على العسكرية المصرية.
صورة "ناصر- السيسي"، ترسَّخت استناداً إلى أن كلاً منهما وصل إلى مكانته عبر خطط مدروسة، أطاحت نظام حكم نُزِعت عنه الشرعية، وأن كلا منهما دخل في صدام مع الولايات المتحدة الأميركية، واقترب من روسيا. الراحل أنور السادات الذي كان يوصف بالرئيس المؤمن يلقي بثقله أيضاً على صورة السيسي، ليس فقط لأنهما يحملان علامة صلاة في الجبين، ودهاء يُظهر غير ما يبطن.وجه الرئيس الأسبق حسني مبارك قائد القوات الجوية في حرب أكتوبر، أُطيح به بعد ثورة 25 يناير 2011 - لا يظهر في اللافتات التي تدعو الوزير السابق إلى الترشح، لكن المدهش أن من يعلقون صور السيسي في الميادين، هم أنفسهم العائلات التي سبق أن موَّلت حملات ترشح مبارك في العقود السابقة.معارضو السيسي، لا ينسون أنه عُين مديراً لجهاز "المخابرات الحربية" إبان حكم مبارك، وزاد الإحساس بالتقارب بين الفلول والسيسي، عودة عدد من رموز نظام مبارك إلى المشهد الإعلامي، وبات الكثيرون يعلقون على اللافتات الضخمة المعلقة للسيسي في ميادين وسط القاهرة، بعبارة "كأن ثورة لم تقم".